كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد ؟ ، يعرف التوحيد باللغة هو جعل الشيء واحداً وليس متعدد ، وشرعا هو عبارة عن أن يتم الإيمان بالله عزوجل وعدم الإشراك بالله عز وجل في ملكه وتدبيره والتوحيد يتضمن أن ينفي المسلم وجود اى اله سوى الله عزوجل لأن الله عزوجل هو واحد أحد لقول الله تعالي ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ، عروس يقدم لك كل ما تحتاج إلى التعرف إليه من خلال كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد ؟.

التوحيد

والتوحيد هو اساس الدين والسبب الرئيسي لخلق كلاً من الدنيا والآخرة وايضا كلاً من الجنة والنار وقد أرسل الله عزوجل الأنبياء والمرسلين جميعهم حتي يدعوا الي التوحيد لقوله تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) ، بالإضافة إلى أن التوحيد يعد نصف الشهادتين فعندما يريد اى شخص أن يدخل في الدين الإسلامي فعليه أولا أن ينطق بالشهادتين .

كيف حمي النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد ؟

بين الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الأمور التي تحافظ على التوحيد لذا حذر المسلمين من بعض الأمور التي قد تؤدي إلي الاشراك بالله عزوجل والذي يعد هو الأساس لحماية التوحيد بالإضافة إلى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم السير في أي طريق من الطرق التي توصل الإنسان الي الشرك بالله ،لان الإنسان إذا سار في هذه الطرق فسيقع في الشرك حتى وإن ظن المسلم خلاف ذلك الأمر .
الوسائل التي نهي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من القيام بها :

  • الغلو في التعظيم من الوسائل التي نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عنها هي أن يعمل المسلمين على تعظيمه والعمل علي مدحه بطرق مبالغ فيها والذي قد يؤدى الي جعل القلب يتملك شعور بالخوف والرهبة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)).



  • البناء على القبور أو التجصيص عليها

امرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم البناء علي المقابر أو أن يستخدمها المسلمون كمساجد يقيمون فيها شعائر الله لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذكرت له أم سلمة رضي الله عنها عن رؤيتها لكنيسة تحتوى علي صور
بأرض الحبشة قال: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله)) ، كما أمرنا الله عزوجل بعدم تجصيص القبور أو الصلاة عليها لأن كل هذه الأمور تعد من التعظيم والذي قد يؤول الأمر بذلك الي عبادتهم للقبور وذهاب الناس إليها لكي يطلبوا من الموتي أن يقضوا لهم حوائجهم ولهذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها)) ،وقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا ((إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك)).


  • النهي عن الذبح بأماكن اعياد الجاهلية

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم الوفاء بالنذر بالأماكن التي تتخصص لإحياء أعياد المشركين لأن هذا الأمر يعد معصية ويؤول الي الشرك بالله وحتي لايتشبه المسلمين بالكفار والمشركين فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: ((نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل كان فيه وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيه عيد من أعيادهم. قالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم)) .


  • نهي الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالصلاة عندما تطلع الشمس وعندما تغرب الشمس لأن هذا الفعل يعتبر تشبه بالكفار وبالشيطان لذا نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك حرصا منه علي أن يصون كلاً من الصلاه والمصلين والدليل على ذلك عندما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن عيسى بقوله صلى الله عليه وسلم : ((صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار... (إلى أن قال): حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار)) .



  • نهي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم إساءة الظن بالله عز وجل

وعدم قيام المسلمين بقول الألفاظ التي يكون فيها تسوية بين الله عز وجل وبين العبد لأن هذا قد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم كما أن من الأمور التي تؤدى الي شرك العبد إذا كان يقول مثل هذه الألفاظ قاصداً، فعن قتيلة: ((أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون وتقولون: ما شاء الله وشئت وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت)) .
أهمية التوحيد :
يعد التوحيد احدي حقوق الله عز وجل علي عباده ، كما أن جميع الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله عز وجل كانوا يدعون الي التوحيد بالله عز وجل وبما أن التوحيد هو حق الله عزوجل فيجب علي جميع البشر أن تعمل علي تأدية هذا الحق وأن يلبي الجميع العبادات التي أمرنا بها الله عزوجل وهناك ارتباط وثيق بين كلاً من العبادة والتوحيد فلا يمكن أن يتم فصل أحدهما عن الآخر ، لذلك يجب علي الجميع الحفاظ علي التوحيد وتنفيذ كل ما امرنا به الله عز وجل ورسوله وعدم اتباع أهواء الشيطان التي قد تؤدي إلي بعد الإنسان عن التوحيد وقد تجعله يشرك بالله عز وجل