الصبر عن المسألة يتحقق بعدة أمور منها، المسألة هي أن يطلب الإنسان من غيره المال أو تردى شئ يحتاج إليه فيطلبه من غيره وهذا الأمر غير جائز بالشريعة الإسلامية الا في ظل حالات طارئة فقط كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين بأن يكونوا زاهدين عن ما يمتلكه غيرهم فقال صلى الله عليه وسلم «وازهد فيما في أيدي الناس؛ يحبك الناس» ، كما أن الله عز وجل قد كرم الإنسان فلا يجب علي الإنسان أن يذل نفسه للناس لكي يحصل علي المال فيجب علي المسلم أن يتسم بالعفة واذا جاء الي شئ دون أن يطلبه وكان يحتاج اليه فله أن يقبله ، عروس يقدم لك كل ما تحتاج إليه للتعرف على عملية الصبر عند المسألة والذي يتحقق من عدة أمور مختلفة.

الصبر علي المسألة يتحقق بعدة أمور منها

يجب علي كل مسلم أن يتحلي بالصفات الحسنة ومنها الصبر علي المسألة الذي يعد من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها المسلم بالإضافة إلى الثواب العظيم الذي يحصل علي الصبور سواء كان في الدنيا أو في الآخرة ولكي يستطيع المسلم أن بتحلي بالصبر لابد من وجود عدة أمور تتوفر بالمسلم ولكي يكون المسلم قادرا علي التحلي بهذه الصفة الرائعة وهي الصبر يجب علي المسلم يفعل التالي :

  • اولا : يجب علي المسلم أن يكون غنيا عن الناس ، بالإضافة إلى أن يستغفر المسلم الله عزوجل كثيرا حتي يقبله الله ويغنيه من فضله .
  • ثانياً : أن يسعي بالبحث عن عمل له ويبلغ قصاري جهده في هذا العمل ويؤديه بإتقان حتي وإن كان هذا العمل لا يحصل منه المسلم الا علي أجر قليل فالله عز وجل سيبارك لك في هذا القليل وسيرزقه بالرزق الوفير .
  • ثالثاً : أن يكون المسلم دائم التوكل على الله عز وجل في كل أموره ، وان يدعوا الله بإستمرار أن يرزقه .

كيف يتعفف الإنسان عن طلب المسألة ؟

  • يجب علي المسلم أن يتسم بالتعفف ولا يطلب المسلم من الناس أن يعطوه مال الصدقة أو مال الذكاة أو تقديم المساعدات له لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «وازهد فيما في أيدي الناس؛ يحبك الناس» ،ويجب أن يحرص المسلم علي عدم سؤال الناس العطاء إلا في ظروف معينة كالغارم الذي يحتاج المال لسداد دينه فيعد هذا أمر طارئ ففي هذه الحالة يتم إعطاء الغارم المال وهو احدي الأصناف التي يتم اعطاءها الذكاة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله ) .
  • أن الله عز وجل كرم الإنسان فيجب عليه أن يظل ذاكرا الله عز وجل بإستمرار ويسعي لأن يطلب من الله عز وجل أن يرزقه فقال الله عز وجل ﴿واسئلوا الله من فضله﴾ ، فعلي المسلم أن يُلح بالدعاء الي الله عزوجل أن يرزقه الله ويوسع رزقه كما أن الإنسان يجب عليه أن يسعي للحصول علي مصدر لكي يرزقه الله حتي ولو كان شغل يأخذ منه اجر بسيط ولا يكون الرجل عالة علي الناس .

حكم المسألة

  • المسألة معناها أن يطلب المسلم من الناس أن يعطوه المال ، وهذا الأمر لا يجوز في الشريعة الإسلامية الا في الضرورة كأن يكون الشخص ممن يستحقون الذكاة والصدقة وجائه مال أو غير ذلك دون أن يطلبه الإنسان فيجوز له أن يأخذه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول الله أسأله فيها فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها، قال: ثم قال: يا قبيصة! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو قال: سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه فيقولون: لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة، حتى يصيب قواما من عيش، أو قال: سدادا من عيش، فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا، يأكلها صاحبها سحتا». فبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الحالات التي تحل فيها المسألة .


  • ذكر في الصحيحين حديث لحكيم ابن حزام وذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي في سؤال المسلم الناس ليعطوه المال «عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: "يا حكيم! إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى". قال حكيم: والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له من هذا الفيئ فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي» .

الأمور التي تعين المسلم علي التحلي بالصبر علي المسألة

  • الثقة بالله تعالي وان يكون المسلم علي يقين تام بأن الله عز وجل إذا منع عن المسلم أمر من الأمور فهو ينصب في مصلحته واختيار الله عز وجل هو خير له ، بالإضافة إلى أن الله عز وجل يرزق من يشاء من عباده ويمنع عن من يشاء فالله سبحانه وتعالى هو من بيده مقادير الأمور .
  • أن يطلع المسلم علي سير حياة الصحابة حتي يعلم أن الصبر سمه من سمات الآنبياء والصالحين وان الانبياء قد صبروا علي العديد من الابتلاءات والمحن التي تعرضوا لها ، كما يجب علي المسلم أن يحرص علي تلاوة القرآن وذكر الله عز وجل والدعاء له حتي يطمئن قلب المسلم لقول الله تعالى (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
  • علي المسلم أن يعلم جيدا أن الحياة الدنيا ليست خالدة كما انها متقلبة فدائما ما تتغير حال الدنيا .
  • لكي ينال المسلم الصبر علي المسألة يجب عليه أن يلجأ إلي الله عز وجل ويستعين به وأن يظل الإنسان يملك ثقة بالله عز وجل أن الله سيرزقه لذا فيجب على المسلم ألا يتعجل من أمر الله .
  • يجب علي المسلم أن يسعي ويبحث عن عمل حلال ويدعوا الله أن يوسع رزقه ويرزقه من فضله ،وعلي المسلم أن يرضي بما رزقه به الله عز وجل حتي وإن كان رزق ضئيل .
  • الثواب الكبير الذي أعده الله عز وجل للمسلم الذي بتحلي بالصبر والعفة وعدم سؤال الناس لاعطاءه المال الا للظروف الطارئة كالغارم ،وعلي المسلم أيضا أن يكون راضيا بكل ما يعطيه له الله عز وجل حتي وإن كان قليل .