هل يجوز زواج المسلمة من مسيحي ، الزواج يعني فى اللغة عقد تزويج أما بالنسبة لمعني الزواج بالشرع هو عبارة عن عقد يتم بين كلا من الرجل والمرأة ويبيح لكلا منهما الاستمتاع بالطرف الآخر بالإضافة إلى تكوين أسرة صالحة ، حتي يتم بناء مجتمع سليم وحتي يتسم المجتمع بالقوة والصلاح وذلك لأن الأسرة تعتبر هي البنية الأساسية في المجتمع الإسلامي، عروس يقدم لك ما تحتاج إليه للتعرف على هل يجوز زواج المسلمة من المسيحي فهناك الكثير من التساؤلات الكثيرة حول هذا الموضوع الهام.

اركان عقد الزواج بالإسلام

أباح الدين الإسلامي الزواج وقد وضع اركان لهذا الزواج واركان الزواج هي :

  • الصيغة الخاصة بعقد الزواج : اتفق جمهور الفقهاء علي هذا الركن ، والذى يعد هو الركن الأساسي من أركان الإسلام ويتكون هذا الركن من الايجاب والقبول ، والايجاب الذى يكون من التعاقد الاول ، والقبول من العاقد الثاني وإظهار الرغبة في استمرار هذا العقد .
  • العاقدان : ويتمثل التعاقدات في الزوج والزوجة ، فلا يتم انعقاد عقد الزواج إلا بوجود كلاهما ، كما أن عقد الزواج لاينقعد بأحدهما دون الآخر .
  • الشهود : أحد أركان الزواج هو وجود شهود حيث أن عقد الزواج لايتم الا بوجود شاهدان وهناك شروط يجب أن تتوافر في الشاهدين وهما أن يكون الشاهدين رجلين أو وجود رجل وامرأتين ، وان يتوافر بالشهود الاسلام ، البلوغ ،الحرية ، العقل ، عدم فقدان السمع أو البصر .
  • المهر أو الصداق : من أركان عقد الزواج كما لا يجوز اسقاط المهر بالتراضي هو تقديم الرجل للمراه التي يرغب أن يعقد عليها الصداق أو المهر والدليل علي ذلك من القرآن والسنة قوله تعالى (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ ) . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الْتمسْ ولَو خاتماً مِن حديدٍ ) .

حكم زواج المسلمة من مسيحي

قد ذكر العلماء في هذه المسألة أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم سواء كان هذا الرجل من أهل الكتاب أو مشرك ، كما أن هذا الزواج يعد زواج باطل والدليل علي ذلك قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ((
فهذه الآية الكريمة تدل دلالة صريحة علي منع المسلمات من الزواج بغير المسلمين والسبب في هذا لعدم إسلامهم وكفرهم وهذا يشمل كلا من أهل الكتاب أو المشركين لذا فيجب الامتثال لأوامر الله عز وجل وعدم زواج المراه بمن يخالف دينها وشريعتها الإسلامية ، وهناك حكمة من هذا المنع وهي أن الرجل دائما ما يكون له القوامة علي المراه وخاصة زوجته وقد ذكر الله عز وجل (( ولن يجعل الله الكافرين علي المؤمنين سبيلا )).
فقد يجعل هذا الزواج أن يفرض الزوج علي زوجته المسلمة او علي أولاده اعتناق الديانة التي ينتمي إليها ، كما بإمكانه أن يسيطر على الأطفال ويجعلهم يعتنقون ديانته لذا منع الاسلام هذا الزواج لأن الغير المسلم لن يعتنق الدين الإسلامي والمراه المسلمة لن يكون لها تأثير لأن القوامة بيد الزوج وليس بيدها ، بخلاف زواج الرجل المسلم من امراه غير مسلمة سواء كانت من أهل الكتاب أو غير ذلك وهذا زواج غير محرم لأن القوامة ستكون هنا للرجل المسلم ، ويستطيع في هذا الوضع أن يكون له تأثير واضح علي زوجته ويدخلها الاسلام ،بالإضافة الي أولاده سيتبعون ديانة الاب ويعتنقون الديانة الإسلامية لذا أباح الاسلام زواج الرجل من الكتابية إذا كان معروف عنها الصلاح بينما المراه منع الاسلام عنها الزواج من الرجل الكتابي أو اليهودي أو من ينتمي اى ديانة بخلاف الدين الإسلامي .

ماهي الأهداف التي شرع الله لأجلها الزواج ؟

تعد من الأسئلة الهامة التي قد تخطر علي بال الكثيرين وهي الأهداف التي شرع الله من أجلها الزواج وهذه الأهداف تتلخص في :

  • أن يستمر للإنساء خلفاء في الأرض :

فيعد الزواج بالإسلام هو عبارة عن قضاء الإنسان لشهوته بالطريقة التي يرضي بها الله عزوجل عن طريق الزواج بخلاف فعل ذلك بدون زواج والذى يدخل في بند الزنا والفحشاء ، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب علي الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ) [صحيح] ، فعن طريق الزواج يحدث التكاثر وتستمر الذرية المسلمة علي وجه الأرض .


  • إشباع المسلم لشهوته وغرائزه :

من أهم الاهداف التي فرضها الزواج علي المسلمين هو إشباع الإنسان لغرائزه وذلك عن طريق الزواج ، فبدون الزواج لأنتشر الفساد والزنا والفاحشة بكل مكان ، فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم لأصحابه (وفي بضع أحدكم صدقة، فقال أحدهم: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك، فقال: نعم، أرأيت إن كان في حرام هل عليه معصية ) .


  • الزواج من أجل الإمتثال لأوامر الله ورسوله :


فقد شرع الله عز وجل المسلمين وحثهم على الزواج ، كما أن الله عز وجل أحل للزوج بنكاح أكثر من زوجة لقوله تعالي : (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) ، بالإضافة لحث الرسول صلى الله عليه وسلم للفتيات بأن ترضي بمن يتقدم لخطبتها إذا كان يتسم بالخلق والدين .


  • الزواج من الأمور المندوبة :

حيث أن الأنبياء والرسل والصحابة رضوان الله عليهم جميعهم كانوا متزوجين ، لذا فالزواج إحدى الأمور المستحبة .
ماهي أسباب تحريم زواج المراه المسلمة من مسيحي ؟

  • من أهم أسباب التحريم هي أن الإسلام لابد أن يبقي دائما عاليا ولا يعلي علية ، ولا يتحقق هذا الأمر عندما تتزوج المرأة من المسيحي أو من أهل الكتاب أو أى ديانة بخلاف الدين الإسلامي ، وذلك لأن المسيحي سيكون له الولاية علي المرأة ، كما أنه يملك القوامة علي المرأة ، وبذلك لن يكون الاسلام عاليا وانما عُلي عليه ، وهذا بخلاف زواج المسلم من مسيحية فيجوز ذلك الأمر لأن الرجل هو من يمتلك القوامة ، وبذلك يكون الإسلام ظل عاليا.
  • لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من المسيحي أو من يكون علي غير ملة الإسلام وذلك لأن المسلم يؤمن بجميع الشرائع والأديان السماوية ، بالإضافة الي ايمان للمسلمين بالنبي عيسي عليه السلام ، بخلاف المسيحي الذي يرفض الإيمان بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم وبالدين الإسلامي .
  • عندما ترغب المسلمة بالزواج من المسيحي ، فربما يكون هذا يهدف إلي تغير المرأة المسلمة لتغير دينها ، ويحدث ذلك عن طريق أن القوامة للرجل فيستطيع أن يسيطر عليها ، ويكون هذا فتنة كبيرة لها ، وربما تكون هي الهدف الأساسي ، فهذا كل ما تحتاج إلي معرفته من أجل جواز زواج المسلمة من المسيحي.