حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة ، يعتبر من أبسط الاحكام التي أمرنا بها الله فهو نوع من الستر والبعد عن النظر للمحرمات، أو جسد الغير، فهي من الآداب العامة أيضا، ويجب أن يقوم بها كافة المسلمين، فمن خلال هذا المقال سوف نعرض عليكم من خلال هذا المقال كل ما تحتاج معرفته عن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

عند البحث عن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة في كتب الفقه الإسلامي وجدنا باب كامل في كتب الفقه تحت اسم “الآداب العامة لقضاء الحاجة في الإسلام” منها حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة وهو واجب على كل مسلم، وأسدل الفقهاء في قولهم هذا بحديث ورد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال:

  • “أَرْدَفَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ خَلْفَهُ. فأسَرَّ إلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ به أحَدًا مِنَ النَّاسِ وكانَ أحَبَّ ما اسْتَتَرَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِحَاجَتِهِ، هَدَفٌ، أوْ حَائِشُ نَخْلٍ” (صحيح مسلم 342).
  • قالَ ابنُ أسْمَاءَ في حَديثِهِ: (حَائِشُ نَخْلٍ ) يَعْنِي حَائِطَ نَخْلٍ.

في هذا الحديث الشريف يعلنا الرسول صلى الله عليه وسلم أدب من آداب قضاء الحاجة كي لا تتكشف عورة المسلم أو يؤذي أحد وكان أحب شيء له لكي يقضي حاجته هو الهدف (أي المكان المرتفع من الأرض) فيستتر ورائه من أعين الناس أو حائط من النخل؛ وذلك بسبب طبيعة النخل المتقارب من بعضه جدًا فإنه يخفي كامل الإنسان، وفي هذا دليل واضح على حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة.

إن لم يجد الإنسان ما يستتر به عند قضاء الحاجة

  • في بعض الأحيان يكون الرجال في الصحراء لرحلات الصيد، أو التخييم أو ما إلى ذلك، فلا يجد المرء ما يستتر به فما حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة في هذه الحال؟
  • بالطبع الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا ما الحل في مثل هذا الموقف ففي حديث المغيرة بن شعبة
  • قال:
  • “كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في سفرٍ، فأتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حاجتَه فأَبْعَدَ في المَذْهَبِ” (سنن الترمذي 20).
  • أي أن النبي صلى الله يعلمنا إن لم نجد ما نستتر به عند قضاء الحاجة أن نبتعد قد الإمكان عن الناس بحيث لا يرانا أحد، وأكد الحديث السابق حديث آخر قاله عبد الرحمن بن قراد، قال:
  • “خرجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الخلاءِ وكان إذا أراد الحاجةَ أبعَدَ” (السلسلة الصحيحة 3/149).
  • فهذا الحديث يؤكد نفس ما قُلناه آنفًا، أن المسلم إذا لم يجد ما يستتر به لقضاء حاجته يجب عليه الابتعاد كل البعد عن أعين الناس.

ذكر الله قبل دخول الخلاء

بعد أن علمنا حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، فإن هناك ذكر يجب أن يقوله المسلم عند التوجه للخلاء لقضاء حاجته، ورد في حديث عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

  • “إنَّ هذه الحُشوشَ مُحتَضرةٌ، فإذا أتى أحَدُكم الخلاءَ فلْيَقُلْ: أعوذُ باللهِ مِن الخُبُثِ والخبَائثِ” (سنن أبي داود 6).
  • يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إن المسلم منا إذا أراد الدخول إلى الخلاء (موضع قضاء الحاجة عامة) أن يدعو الله ويقول:
  • “أعوذُ باللهِ مِن الخُبُثِ والخبَائثِ”.
  • كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الشيطان الرجيم إظهارًا لعبوديته لله، ولتعليمنا نحن.

كذلك في معنى “الخُبُثِ والخبَائثِ” أختلف المفسرون في معناها فقيل:

  • الخبث هو ذكور الشياطين والخبائث هي إناثهم الذين يلقون كيدهم على المؤمنين.
  • الخبث هم الشياطين، والخبائث هي المعاصي.
  • الخبث هو الشر عند بعض المفسرين وهو الكفر عند آخرين.

الأماكن التي لا يجوز فيها قضاء الحوائج

تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأماكن لا يجوز فيها قضاء الحوائج مثل المساجد والقبور وفي أماكن تجمع الناس أو أماكن انتفاعهم، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تنهي عن ذلك هذه الأحاديث سنوفرها لكم فيما يلي:

  • ونستدل على هذه الحقيقة من حديث النبي الذي ورد عن لسان أنس بن مالك رضي الله عنه حينما قال: {بينما نحن في المسجِدِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء أعرابيٌّ، فقام يبولُ في المسجِدِ، فقال أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَهْ مَه! قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تُزْرِمُوه، دَعُوه، فتَرَكوه حتى بال، ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعاه، فقال له: إنَّ هذه المساجِدَ لا تصلُح لشيءٍ مِن هذا البَولِ ولا القَذَر، إنَّما هي لذِكرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والصَّلاةِ، وقراءةِ القُرآنِ، أو كما قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فأمر رجلًا مِن القَومِ، فجاء بدَلوٍ من ماءٍ، فشنَّه عليه}.


  • عن أنسِ بن مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {البُزاقُ في المسجِدِ خطيئةٌ، وكفَّارَتُها دَفنُها}، يشير هذا الحديث إلى مدى حرمانية التبول في المسجد.
  • كذلك حرم الله عز وجل التبول في القبور نظرًا لما يتمتع به هذا المكان من قدسية، فعن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {لأنْ يجلِسَ أحدُكم على جَمرة فتَحرِقَ ثِيابَه، فتخلُصَ إلى جِلدِه؛ خَيرٌ له من أن يجلِسَ على قبرٍ}، وبذلك نهي الله عز وجل عن الجلوس على القبور فما بالك بالتبول فيها، ففي هذا الفعل انتهاك لحرمة الميت.
  • الأمر الثالث هو النهي عن التبول في أماكن تجمع الناس، ونستشهد في هذه الحقيقة على قول الله تعالى في سورة الأحزاب: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.