مفهوم تطفيف المكيال والميزان ، تم ذكر التطفيف المكيال والميزان في القرآن الكريم والسنة النبوية على أنها من المحرمات التي قام الله تعالي بنزول آيات تحرمها وهي واحدة من أبشع الأمور التي يقوم بها الشخص، وابشع المحرمات والمعاصي حيث نزلت سورة في القرآن الكريم تخص التطفيف كما سماها الله تعالى، وهي سورة المطففين، حيث بدأت السورة بوصف حالة المطفف وتوضيح العذاب الذي يتعرض له الفرد من عذاب لمن يرتكب هذا النوع من الذنب، عروس يقدم لك كل ما تحتاج عرفته عن مفهوم تطفيف المكيال والميزان في أحكامهم في القرآن.

مفهوم تطفيف المكيال والميزان

  • تعتبر كلمة التطفيف هي عبارة عن صيغة مبالغة فيها من الفعل طف أو معني هذه الكلمة في اللغة العربية يأتي بنوع من التعدي على حقوق الغير، إذا تم ذكر معني كلمة طفف عليه فهنا تأتي بمعني أنه أعطي الشخص أقل من حقة، وتطفيف المكيال وهوأ، يقوم الشخص بالتقليل من الكميات داخل الميزان وبخسه أثناء تبادل الشراء البيع.
  • وأيضا تشير كلمة تطيف المكيال إلى أن التقليل من نصيب الشخص المكيل له والزيادة تأتي من نصيب المكيل له، ويأتي المثال الحي على الشخص الذي يقوم بالتطفيف أثناء البيع والذي يعمل البائع على التقليل من كميات البائع بمنح المستهلك أقل من حقه وهذا يعتبر جرم كبير والذي يحاسب عليه الله تعالى، وهو يحتمل حساب عسير، فالمطفف كما اشتري يأخذ بالزيادة وإذا باع يمنح بالأقل.
  • كما أن الله عز وجل ذكر في العديد من الآيات القرآنية التي بسببها يتم التحذير من الشخص الذي يقوم بالتطفيف في المكيال أو الميزان، فهذا ذنب عظيم، حيث يتم اعتباره نوع من أخذ حق البشر، وهو جرم يحاسب عليه الله عز وجل، فكيف إذا كان الشخص يقوم بذلك في حق الله عز وجل.

معنى التطفيف في الميزان

يأتي مفهوم التطفيف في الميزان إلى أنه نوع من الإنقاص في الميزان وذلك أثناء عمليات البيع والشراء، وهذا الفعل يعتبر إثم كبير وهو نوع من الكبائر التي نهانا الله عز وجل عن أكل حقوق الناس بغير حق حيث قال تعالى في قوله " وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ "، حيث وردت هذه الآية فقط لتدعوا الناس إلى القيام بصفة العدل في الميزان وعدم أخذ حقوق الناس فالبخس بالحقوق هو نوع من أنواع الفساد في الأرض الذي حظر منه الله عز وجل، وعلى الناس إلا تنشغل بالحياة الدنيا عن دار الأخرة.

من هم القوم المطففين

  • هناك العديد من النماذج التي تحدث عنها القرآن عن الأشخاص المطففين، ومنهم زوج يطالب زوجته بكافة حقوقه وهو في المقابل لا يقوم هو بإعظاءها أي من حقوقها، وأيضًا هناك صاحب يريد ن صديقه أن يقدم له صديقه كافة حقوق الصداقة أما هو لا يعطيه بالمقابل أي شيء.
  • وأيضا يأتي هذا الوصف للأخرين، حيث يأتي به ليوصف به الشخص الذي يطمع في الحصول على راتبه أخر الشهر هو لا يقوم بعمله على أكمل وجه أو يؤدي ولو جزء بسيط من عمله، وأيضا مدير لا يعطي لموظفيه أي حقوق على رغم من عماله المتفاني للعمل ، بل يمنحهم القليل فقط.
  • وأيضا يتم تصنيف شخص التطفيف في عدم منح المدير أي امتيازات للشخص بالرغم من أنه يستحق ذلك لأداءهم المهام على أكمل وجه، حيث يتم التأكد أن مفهوم التطفيف مفهوم واسع وكبير يشمل الكثير من الفئات لكل من يقوم بالتعدي علي حقوق الأخرين وسلبها منهم بدون وجه حق، وقد جاءت الآيه الكريمة التي في بداية سورة المطففين في قول الله عز وجل: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون}.

التطفيف في الكيل وَالْمِيزَانَ

  • يعتبر التطفيف في الميزان من أقبح المعاصي ومن كبائر الذنوب التي حذرنا الله عز وجل من الوقوع فيها، وقد نزلت سورة كاملة باسم المطففين بدأت بقول الله تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون}.
  • لقد توعد الله لهم بالعذاب الشديد والويل لهذا الفعل القبيح، فالمطففتين يؤثرون الحياة الدنيا على الدار الآخرة ويغفلون عن أن إلى ربهم الرُجعى وسيحاسب كل إنسان على ما فعل.
  • فقد ذكر الله عز وجل غفلتهم في بقية آيات سورة المطففين في قوله تعالى: {أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَّرْقُومٌ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيم}.

أحاديث عن الكيل والميزان

  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما -قال : قال- عليه الصّلاة والسّلام خمس بخمس، قيل : يا رسول الله، وما خمس بخمس؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الموت، وما منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر، ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النّبات)
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال : قال عليه الصّلاة والسّلام إِذَا وَزَنْتُمْ فَأَرْجِحُوا).
  • عنْ عبْد اللَّه بن عُمر قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم}.

الآيات القرآنية التي وردت عن الكيل والميزان

أنزل الله عز وجل في كتابه الحكيم الكثير من الآيات القرآنية الخاصة بالكيل والميزان للنهي عن ارتكاب هذا الإثم من خلال بيان عقوبته وهي العذاب الشديد ومن خلال النقاط التالية نستعرض لكم مجموعة من تلك الآيات مش شرح كل آية منهم:

  • قال تعالى: {والسماء رفعاها ووضع الميزان . ألا تطغوا في الميزان . وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}
  • قال تعالى: {إِنّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.
  • قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} وقد جاء في تفسيرها أنّ الله-تعالى-أمر بإقامة الوزن بالقسط أي بالعدل وأن لا يُبخسوا فيه.


  • قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} أي ميزان العدل.
  • قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}