كيف استدل على ليلة القدر ، ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن هي من قال عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) " صدق الله العظيم، فهي أعظم الليالي التي قد تمر على الإنسان، لها أجر كبير إذا أدركتها ودعوت فيها، عروس يقدم لكم اليوم مقال عن كيفية التعرق والاستدلال على ليلة القدر.

ليلة القدر

تحتوي ليلة القدر على جزأين وهم ليلة والقدر، ويتم التعرف على الليلة وهي عبارة عن الوقت الذي يكون بين غروب الشمس وحتي بداية ظهور الفجر، أما كلمة القدر، فهنا تأتي كما قال العديد من الفقهاء من خلال المعني المراد من القدر، فأيضا جاءت في كتاب الله تعالى في قوله " وَما قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدرِهِ "، فالمقصود هنا بقوله تعالي بالقدر : التشريف والتعظيم، وهي ليلة ذات قدر كبير، فهي من نزل بها القرآن والملائكة فيها، كما تنزل فيه العديد من الرحمات الله عز وجل، وأيضا من معاني القدر وفي تعالى أيضا " وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ "، وهنا يقصد أن الليلة تم إخفاؤها لسبب ولم يتم تعين يوم محدد بها لأن الأرض تزدحم بوجود الملائكة وتضيق، وأيضا يعتبر المعني العام للقدر وهو المعني المنتشر أن القدر يعني القضاء والقدر، وسبب هذه التسمية أن الملائكة في هذه الليلة تأتي لتكتب كل ما قدر من الرزق والآجل بأمر من الله سبحانه وتعالى، وهذا في قوله تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)، ويقصد هنا بالليلة المباركة في هذه الآية هي ليلة القدر.

علامات ليلة القدر

  • تصبح الشمس فس ليلة القدر كما القمر عندما يكون بدرًا، حيث لا يكون هناك أي شعاع صادر منها وتكون علي شكل مستوي، فقد روى أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؟
  • أحسانا لا تظهر العلامات على أنها ليلة القدر فقط الشخص هو ما يشعر بها في صدره وداخل قلبه، حيث يجد نفسه مقبل ونشط على عيادة الله والتطلع إلى الحديث معه والدعاء له.
  • يكون غالبًا الليل معتدل فقد وصف الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- هذه الليلة في الحديث الذي رواه جابر- رضي الله عنه- عن النبيّ أنّه قال: (إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها ، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ). وكلمة بلجة تُفيد معنى أنّها: ليلة تتّصف بالإشراق، ولا حَرَّ فيها، ولا بَرد

إثبات وجود ليلة القدر ووقتها

  • هناك العديد من الأحاديث النبوية التي جاءت وتحدثت عن ليلة القدر، فهي الليلة التي لا ترفع إلا عند قيام الساعة، وهناك العديد من الأدلة التي تثبت وجودها، فورد عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ).
  • حيث اختلف الكثير من الفقهاء في تحديد ليلة القدر، فكل ما جاء من آرائهم هو كان يستند فقط إلى دليل صحيح، ومنها ما لا يستند إلى دليل صحيح، ولكن ما أجمع عليه العلماء أنها ليلة من ليالي شهر رمضان وهذا ما أكدت عليه هذين الآيتين، ففي قوله -تعالى-إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ).
  • وأيضا استندا على ما جاء في الحديث الرسول- صلّى الله عليه وسلّم (التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ)، وهذا ما يؤكد أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان.
  • وجاء أيضا حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر دائمًا ما تكون في الليالي عشر الأخيرة وهذا في قوله صلّى الله عليه وسلّم-: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن كُلِّ وِتْرٍ).

الحِكمة من إخفاء ليلة القدر

  • هناك الكثير من الأمور التي أرداها الله أن تكون خفية على عباده ومنها ليلة القدر وأيضا ساعة الإجابة يوم الجمعة، يوم وفاة الإنسان، يوم القيامة، بالرغم من أنها أمور هامة للإنسان، حيث يوجد العديد من الحكم وراء إخفاء هذه الأشياء، حتي يكون المسلم يسعى دائمًا إلى التطلع إلى العبادة ومجتهد حتي لا يضيع هذه الفرصة منه، وإذا كان يداركها أو يعرف معادها سوف ينتظر معادها فقط حتي يصلي إلى الله، ولم يكن ليسعى بل ستقتصر عبادته على هذه الليلة فقط.
  • أيضا حتي ينشغل بال المسلم طوال شهر رمضان بالعبادة، وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث يطلب منه عدم الانشغال والبحث عن موعدها ووقتها، بل يطلب منهم البحث عن العبادة والسعي وراء معرفة العبادة، حتي يهتم الشخص بليالي رمضان جميعاً ولا يقتصر على العبادة في ليلة القدر فقط.
  • طوال شهر رمضان يعمل الشخص على تجنب عمل المعاصي، فعند عمل المعصية في ليلة القدر، يعتبر أثم كبير وعظيم، وليس في حالة القيام بآثم بخلاف ليلة القدر، وحي يجتهد العبد ليحصل على ثواب أكبر من معرفة معادها وطلب الأجر بها فقط.
  • وهنا تأتي الآية الكريمة لتوضح في قول الله عز وجل " إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ "، فإذا علم الشخص أجتهد فقط في هذه ليلة ولكن الله يعلم وأنتم لا تعلمون.