لماذا ترك الرسول علياً لينام في فراشه وفي بيته ثم هاجر ، بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد برسالته ليدهوا الناس إلى الإسلام والهداية، ولكن لم يستجيب كل البشر إلى رسالة الله وكان الكثير منهم يهاجم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل وهناك القليل جدا من دافع عن الدعوة وعن نبي الله، وكانوا من صحابة الرسول أول من أمن بوجود الله وحده سبحانه وتعالى، حيث لقي سيدنا محمد الكثير من الأذي النفسي والجسدي على يد الكفار والذين لا يريدون لهذه الدعوة الانتشار بينهم، وكان هذا العذاب في مكة على يد كفار قريش، إلى حيث تلقي أمر بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة، وذلك بهدف التخلص من الأذي الذي يلقاه على يد المشركين، وأيضا لتمكين الدين من البناء والسعي، العمل على نشره على أوسع نطاق، دون المرور بأي نوع من الأذي أو العرقلة، وهذا ما قام به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، حيث قام بالهجرة من مكة إلى المدينة وأخذ معه عدد كبير من المسلمون الذين أمنو برسالته، ولكن حدث شيء غريب أثناء الهجرة حيث ترك الرسول علي بن أبي طالب لينام في فراشه وفي بيته وتركه وهاجر إلى المدينة.

علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب هو أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ورابع الخلفاء الراشدين، يعتبر هو من أولى الناس التي أمنت بوجود الله تعالي واتبعت رسالته، حيث ساند النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وقام بالوقوف إلى جانبه في أولى أيام الدعوة الإسلامية، وقد قام مع الرسول صلي الله عليه وسلم بالعديد من الغزوات التي شهدها الإسلام في البداية، لقبه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بأبي تراب وهو اللقب الذي جاء في العديد من الروايات المختلفة، والتي أكدت أن على رضي الله عنه كان دائم النوم في المسجد، ويرتدي رداء ساقط عنه فأصابه التراب فجاء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وقام بنفض التراب من ثوب على وقال له " فَجَعل رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَمسَحُه عنهُ، وهوَ يَقولُ: قُم أبا تُرابٍ، قُم أبا تُرابٍ ".
يعتبر على رضي الله عنه من أهم الشخصيات التي نقلت لنا الكثير عن أخبار سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وذلك جاء بفضل مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم وحبه له، وهذا ما أكد عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم خيبر حيث قال " لأُعْطيَنَّ الرَّايةَ -أو ليأْخُذَنَّ الرَّايةَ- غدًا رجلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، أو قال: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عليهِ، فإذا نحنُ بعَلِيٍّ وما نَرْجوهُ، فقالوا: هذا عليٌّ، فأعطاهُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّايَةَ، ففتحَ اللَّهُ عليهِ "، وأيضا ما قال عنه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه، أن النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام قال: " سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول له، خلَّفه في بعضِ مغازيه، فقال له عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، خلَّفتَني مع النساءِ والصِّبيانِ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أما ترضى أن تكون مني بمنزلةِ هارونَ من موسى؟ إلا أنَّه لا نُبُوَّةَ بعدي ".
أنا عن زواج علي بن أبي طالب، تزوج على رضي الله عنه أكثر من مرة، ولكنه لم يجمع بين أكثر من أربع زوجات، فكان أول من تزوجها هي السيدة فاطنة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأنجبت له الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، وتزوج أيا من أم البنين بنت حزام والتي أنجبت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان، وأيضا قام بالزواج من أسماء بنت عميس، وقد أنجبت له يحيى ومحمد وقيل عون، وأيضا تزوج من أخريات وأنجب العديد من الأبناء.

لماذا ترك الرسول علياً لينام في فراشه وفي بيته ثم هاجر

بعد نزول الوحي ظل الكفار قريش في تعذيب المسلمين ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم، وزادوا من عنده وصدهم للإسلام، وأيضا قاموا بأسواء أنواع العذاب لأنصار الإسلام وكل ن دخل به وأمن بمحمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول الله، فبدأ السلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة خوفَا من بطش الكفار وعذابهم، وكان ذلك يحدث بشكل سري مما دفع الكفار إلى الاجتماع في دار الندوة الخاصة بهم، وحتي يتباحثوا في أمر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للتخلص منه ومن الدعوة الذي جاء بها، فقرروا أن يذهبوا جميعا إليه في منزله ليقوموا بالدخل إلى بيته والقضاء عليه، حيث يأخذوا من كل قبيلة رجل، وينتظروا خروج محمد وقتله بسيوفهم جميعًا بضربة واحدة، حتي تستطيع كافة القبائل أن تضيع دمه، فلا يستطيع بنو مناف أن يثأروا له من كافة القبائل.
قد أبلغ وألهم الله سبحانه وتعالى نبيه على من أتفق عليه الكفار، وما خططه له، فقرر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أن يهاجر من مكة إلى المدينة المنورة، حيث قام بالعديد من الاستعدادات الخاصة بالسفر ورافقه في هذه الرحلة أبا بكر الصديق رضي الله عنه، حيث قام بالاستعداد للمغادرة دون أن يشعروا أهل قريش به، وأول ما قام به النبي هو اختيار على بن أبي طالب أن ينام ويبيت في فراشه أثناء الليل وهو مغادر، وبالرغم من وجود الخطر الحقيقي على علي من القيام بهذا الأمر إلا أنه وافق النبي صلي الله عليه وسلم في خططته وبات ونام في فراشيه، حتي غادر النبي منزله ومكة في أتجاه المدينة المنورة.
وهنا قام على بالاستعداد للتضحية بنفسه في سبيل إنقاذ سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقام بالنوم في فراشه، وظل الشباب اللذين قاموا أهل قريش باختيارهم للتخلص من سيدنا محمد واقفين على باب منزله معتقدين بأنه نائم في سريره، وظل يرقبونه، وهنا ألقي الله النوم على أعينهم حتي لا يروا الرسول وهو يخرج من داره، ذاهب في رحلته، وظل المشركين على هذه الحالة إلا أنهم اكتشفوا أن من ينام على فراش النبي هو علي بم أبي طالب، والذي افتدي النبي بروحه.