قصة الحجر الاسود في الكعبة المشرفة ، الحجر الأسود يعتبر هو من أشرف الأحجار على وجه الأرض، وهو جزء هام من الكعبة حيث يقع في الجهة الشرقية من الركن اليماني للكعبة الشريفة وبيت الله الحرام، ويتكون الحجر الأسود من خمسة عشر حجرا صغيرا، ثمانية منهم يمكن رؤيتهم فهم ظاهرين لمن يستطيع لمس الحجر، بأحجام مختلفة تشبه حجم التمر، ويتم تقدير طول الحجر الأسود بذراع واحد فقط، أما عن السبع أحجار الأخرى يقال أنهم ضمن أحجار بناء الكعبة الشريفة من الداخل لا تستطيع رؤيتهم، أيضا هناك الكثير من الروايات التي تقول أن الحجر الأسود مغطي بمعجون من العنبر والشمع والمسك، تكون موجود على رأس الحجر يمكن أن يراها الشخص أثناء لمس الحجر أو تقبيله، يرتفع الحجر الأسود ما يصل إلى متر ونصف عن سطح الأرض، وهناك حديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يخص الحجر الأسود وهو " إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ طمس اللهُ نورَهما ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ "، عروس من خلال هذا المقال يروي لنا قصة الحجر الأسود في الكعبة الشريفة.

قصة الحجر الأسود في الكعبة المشرفة

عندما بلغ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عامه الخامس والثلاثين، قبل نزول الوحي والبعثة بخمس سنوات، اجتمعت كافة قبائل قريش للعمل على تجديد بناء الكعبة الشريفة، وذلك بسبب أما أصابها من صدا في جدرانها، وكانت مازالت مثل ما بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث تم العمل على تجديدها من قبل بعض القبائل وتقسيم العمل فيما بينهم بحيث تتولي كل قبيلة العمل على جدار من جدران الكعبة الشريفة، فقاموا ببنائها من حجر الوادي، ولما بدأ وضع وبناء الحجر الأسود، ساد الشقاق بين القبائل على من يمنح شرف وضع الحجر الأسود في موضعه، حتي وصل الأمر إلى القتال فيما بينهم، وهنا جاء أمية بن المغيرة المخزومي فقام باقتراح عليهم أن يحكم بينهم أول شخص يدخل من باب مسجد الحرام، فوافقوا على هذا الاقتراح، وانتظروا أول شخص يدخل من باب المسجد وكان هذا الشخص هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وما أن روا محمد هتفوا بأعلي صوت وقالوا " الأمين "، وما أن انتهوا أخبروه فقال لهم " هلمّ إليَّ ثوبا "، فأتوه بالحجر ووضعه في الوسط ثم قال لهم " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا "، ففعلوا ولما بلغوه موضع الحجر أخذه سيدنا محمد ووضعه في مكانه.

ومن خلال هذه القصة ظهرت من هنا حكمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، فهو العقل الراجح والحكمة البالغة، في كثير من المواقف الكثيرة التي جاءت في حياته قبل البعثة ونزول الوحي وبعده، فهو كان شخص حكيم في حل النزعات بين الناس، أمين لديه العدل والحكمة في الكثير من المواقف المختلفة، يرضي الجميع بحكمه فيما بينهم، حقن الكثير من الدماء وأوقف الكثير من الحروب، وفي هذا الموقف قام الرسول صلي الله عليه وسلم بأمرنا، وأولهما أنه أنهي النزاع والخصوم بين قبائل قريش، والثاني أنه هو من قام بوضع الحجر الأسود بيده الشريفة في مكانه بالكعبة، وهذا يدل على فضله وعلة منزلته، فهو من حاز بشرف وضع الحجر الأسود الذي كانوا يتنازعوا فيما بينهم جميعا لنيل شرف وضعه، وهذا يعتبر من أولي المواقف التي تم تكريم سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم، بأنه هو الشخص الأمين الذي يستحق وضع هذا الحجر في مكانه، حيث تم قبول هذا القرار من قبل جميع قبائل قريش، فهذا ما كان عليه الوضع قديما فهو شخص تعتمد عليه قريش في كثير من القرارات بسبب أمانته، وشهادتهم بأنه شخص أمين وقبلوا بحكمه في قصة الحجر الأسود، يدل على مدي حقدهم وعنادهم عندما دعاهم إلى الإسلام، بالرغم من اعترافهم بأنفسهم أنه الصادق الأمين، وهذا ما أكد القرآن الكريم حينما قال الله تعالي " لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ".