فضل الرحمة في الإسلام ومظاهرها ، تعتبر الرحمة في الإسلام واحدة من أهم الأخلق الحميدة التي تحدث قرآننا العظيم عنها في الكثير من آياته، فهي من الصفات الله العظيمة فهو الرحمن الرحيم، وأيضا كانت من أهم صفات نبينا الحبيب الذي كان يتحلى بها في التعامل مع كل البشر سواء مع الإنسان والحيوان ومع المسلم والغير المسلم، فالرحمة في اللغة هي تعبر عن العطف والرقة، فالإحساس بالرحمة والرقة مرتبط بشكل مباشر في شعور بالقلب بالسعادة والطمأنينة، وهذا ما جاء في قوله تعالي " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "، صدق الله العظيم فهنا يبن الله أن الناس تنفر من كان قلبه خالي من الرحمة، عروس يقدم لك فضل الرحمة في الإسلام ومظاهرها.

الرحمة في الإسلام ومظاهرها

  • قال الله تعالي " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ". هو نوع من التعرف على الرحمة التي كانت من صفات نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، والاقتداء بها.
  • وجاء في حديث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم " الرَّاحمون يرحَمُهم الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السَّماءِ "، وهذا يدل على أن الشخص الرحيم، تعود عليه الرحمة التي يعامل بها مع البشر ولكن من الله عز وجل.
  • وجاء في حديث أخر حيث قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثَلُ الجسَد الواحد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهَر والحُمَّى "، أن الرحمة تظهر كثيرا في العديد من الأمور في حياتنا مثل صلة الرحم، والتراحم بين أفراد المجتمع، فأخلاق المسلم الصحيحة هي من تجعله يعامل كل منه حوله بمنطلق الرحمة والتراحم، وفهو ما ينعكس على الحياه ويجعلها إيجابية ويقضي على القسوة والعدوان.
  • وجاء أيضا شكل مختلف من أشكال الرحمة التي توصفها بأنها عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، من خلال رحمته ورفقه بكافة خلق الله حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف " ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه ".

شمول الرحمة في الإسلام

  • الرحمة تشمل الكثير من الأشياء وليس فقط التعامل مع الإنسان فالرحمة في التعامل مع الحيوانات هو أسلوب من أساليب العمل الصالح، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " بينما رجلٌ يمشِي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها فشرِبَ، ثم خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان بلغَ بي، فنزلَ البئرَ فملأَ خُفَّه ماءً ثم أمسكَه بفِيه حتى رَقِيَ فسقَى الكلبَ، فشكرَ الله له، فغفَرَ له، فقالوا: يا رسول الله! إنّ لنا في البهائِم أجرًا؟ فقال: في كل كبدٍ رطبةٍ أجرٌ".
  • وأيضا ليست الحيوانات التي تمشي على الأرض فقط فالرحمة تشمل أيضا الطيور التي تطير في السماء، فهي أيضا تحتاج إلى من يرحمها ويرفق بها، فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كُنَّا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفَرٍ، فانطلقَ لحاجته. فرأينا حُمُّرة معها فرخَان، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الحُمُرة -وهي نوعٌ من الطير-، فجعلَت تعرِشُ وتُرفرِفُ، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من فجِعَ هذه بولدَيْها؟ ردُّوا ولدَها إليها).
  • ولا ننسي الرحمة التي تظهر لدي الأطفال، فهم من يجعلوا مشاعر الرحمة تنمو بداخلنا، فقد جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال: أتُقَبِّلونَ صِّبْيانَكُمْ؟ فوَاللهِ ما نُقَبِّلُهُمْ؛ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أَوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نزعَ اللهُ من قلبِكَ الرَّحْمَةَ؟ ، وقد جاء في الحديث: (ليسَ منَّا مَن لم يَرحَم صغيرَنا، ولم يوقِّر كَبيرَنا".