الحكمة من مشروعية الحج والعمرة ، قال تعالي الله في كتابه العزيز " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " سورة الحج، بهذه الآيات نثبت أن الله شرع الحج والعمرة على المسلمين، وذلك بسبب الكثير من الحكم الهامة، ومنها شكر الله على نعمة الصحة والمال، وإظهار الإخلاص في العبودية، وأيضا يعبر الحج والعمرة مظهر من مظاهر الوحدة والأخوة، فلا فرق بين جنس أو لون أو وطن أو لغة، فكلهم جاؤوا لعبادة رب واحد وتوجهوا إلى قبلة واحدة، عروس يقدم لك مقال اليوم عن الحكمة من مشروعية الحج والعمرة.

الحكمة من مشروعية الحج

  • قال تعالى " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " سورة الحج: 26-27. يعتبر الحكم الأول هو التوحيد بالله عز وجل، وهذا ما أكد عليه الحدث الشريف، عن جابر رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال في بيانِ حَجَّتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: " فأهلَّ بالتوحيدِ : لبَّيكَ اللهُمَّ لبَّيك، لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْك؛ إنَّ الحمدَ والنِّعمَةَ لك والْمُلْك، لا شريكَ لك".
  • إظهار الشغف والتقرب من الله وذلك من خلال التخلي عن الزينة والترف في اللبس، والاكتفاء بثياب الإحرام التي تظهر عجز ومسكنته أثناء أداء المناسك والعبادات لله وحده لا شريك له، ذليلا بين يديه لا يريد فس هذه الدنيا إلا رضاك الله فقط، جاء مطيعاً لأمراه، مبتعد عن كافة المعاصي والذبوب.
  • السعي لتحقيق التقوي لله عز وجل، وجاء ذلك من خلال قوله تعالي في سورة البقر، حيث قال الله تعالي " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "، فالحج يسبب التقوي والابتعاد عن المحرمات.
  • ذكر الله عز وجل، وجاء في قوله تعالي " : فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا" سورة البقرة.
  • عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه قال: سمعْتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم يقول: " من حجَّ لله، فلم يرْفُثْ ولم يفْسُقْ، رجع كيومَ وَلَدَتْه أمُّه "، ومن أهم حكم الحج تهذيب النفس، وجاء في كتاب الله تعالي " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ".
  • الحج يشبه كثيرا يوم القيامة والوقوف بين يدي الله سبحانه تعالي، فهو يجمع بين مختلف الأجناس، في زي واحد ومتشابه، يسعون إلى رضاء الله، لذلك هو عبارة عن تدريب لذلك اليوم، حتي يبعث الإخلاص في العبادة والعمل لله عز وجل.
  • تهذيب النفس على الوحدة والتواضع فلا فرق في الحج بين غني وفير، أبيض وأسود، عربي وأجنبي، فهم يأدون عبادتهم بطريقة واحدة ولباس واحد وزمان ومكان واحد، وتأتي مظاهر التعاون والبر بين الحجاج مع بعضهم البعض.
  • شكر الله على الصحة البندية من خلال تأدية الحج بدون مشقة وتعب وتحمل أعباءه لله وحده، وأيضا شكر على نعمة المال الذي هيأت له الحج للتقرب من الله.

الحكمة من مشروعية العمرة

  • أجمعت المذاهب الأربعة على مشروعية العمرة، ولكن اختلفوا في حكم وجوبها وهل هي إلزامية أم لا، أو إذا كانت مستحبة أو واجبة.
  • فجاء مالك وأبو حنيفة إلى أنها سنة مستحبة وليست واجبة على كل مسلم، وهذا كان رأي ابن تيمية.
  • أما عن الشافعي وأحمد بن حنبل أنها واجبة، وهذا ما اعتمده الإمام البخاري.
  • أما ابن باز قال أن العمرة تشبه الحج لابد من تأديتها مرة واحدة في العمر.