شرح معلقة طرفة بن العبد ، تعتبر الملعقات من أهم قصائد العصر الجاهلي، حيث قام الدراسون لشعر العصر الجاهلي بتسمية نوع من القصائد باسم المعلقات، وجاءت التسمية بسبب أنها كانت تعلق على جدار الكعبة، ومن أقدم القصائد التي تم تعلقيها على دار الكعبة هي قصيدة " خزانة الأدب "، وهناك دارسون آخرين أشاروا أن سبب التسمية يرجع إلى أن القلب يتعلق بها عند سامعها وليس القلب فقط بل الذهن والنفس، وهذا كله يعبر عن أهميتها ومكانتها، عروس يقدم شرح لأهم قصائد المعلقات وهي للشاعر طرفة بن العبد.

طرفة بن العبد

عمرو بن العبد بن سفيان من بني سعد بن مالك بن ضبيعة من بكر بن وائل، الذي لقب بالشاعر طرفة بن العبد هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي فهو تخصص بالشعر المعلقات إلى جانب أمرئ القي، وأيضا وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وغيرهم الكثير من شعراء هذا العصر، وتم إطلاق طرفة لقب له، مات أبويه وهو صغير فهتم به أعمامه من بني سعد بن مالك، ولكنهم أخذوا ميراثه وظلموا كثيرا حتي تربي متشردا، اشترك طرفة في الحرب البسوس، وكان ذلك في عصر منذر الثالث، تم قتل طرفة وهو في ثلاثين من عمره، وهناك الكثير من الرويات التي اختلفت عن طريقة قتله، فهناك من يقول أنه قتل على يد ملك الحيرة عمرو بن هند، فغضب عليه وأمر بقتله في البحرين.

شرح معلقة طرفة بن العبد

تعتبر قصيدة خولة أطلال هي من أفصل المعلقات الشعرية للشعر الجاهلي، فهي توصف حياة الشاعر الشخصية كثيرا، ويحاكي بها طرفة تجربته الخاصة وحياته القديمة والظلم الذي تعرض له، وأيضا عبر الشاعر عن رؤيته للكون وللحياه من وجهة نظره، وحملت الكثير من مشاعره من غضب وهم وحزن، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة التي قام بطرحها في القصيدة، وقد أنهي القصيدة بحكم في الحياه التي تمثل ملخص لتجربته بها، ولشرح معلقة خولة أطلال لطرفة بن العبد لابد من تقسميها إلى أقسام وذلك بسبب أنها قصيدة طويلة، وأيضا لمعرفة ما هي أبرز القضايا التي تحدث عنها الشاعر والتي منها :

  • الوقوف على الأطلال

لِخَولة أطْلالٌ بِبُرقَة ثَهمَدِ
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
تبدأ القصيدة بالتقليد القديم لقصائد العصر الجاهلي وهو الوقوف على الأطلال، وهو عن طريق وصف القصيدة وأهم معالمها وما سوف تتناوله، والتي جاءت في قوله " كباقي الوشم "، وهو يقول بعد ذلك أن أصحابه رأوه شدة بكاءه وسيطرة الحزن والألم علي حياته فأشفقوا عليه، وطالبوه بالتوقف عن البكاء حتي لا يصل به إلى حد الهلاك.

  • تغزل الشاعر بمحبوبته

وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ
مظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
سقتهُ إياه الشمس إلا لثاتهُ
أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجه كأنَّ الشمس ألقت رداءها
عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وهنا قام الشاعر بالغزل في محبوبته وشببها بالظبي، وتحدث عن جمالها الذي يشبه في ثلاثة أشياء ومنها كحل العينين، وحوة الشفتين، وحسن الجيد.

  • وصف الناقة

وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره
بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها
عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ
وصف الشاعر الناقته ويعتبر هذا الجزء من القصيدة هو أكبر جزء بها، فقد أهتم الشاعر كثيرا بوصف ناقته من خلال قوتها وسرعتها، وحجمها، وهنا يتحدث الشاعر عن بعض الأمور في حياته فالناقة بالنسبة له ترمز إلى الحياه التي عشاها، وهنا يريد الشاعر أن يبث الأمل والحلم في نفس من يقرا القصيدة.

  • الفخر بنفسه

إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني
عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة
ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
ويأتي هذا الجزء من القصيدة ليفخر الشاعر بنفسه وعن شجاعته في قتل الأعداء، ويعتبر نفسه شخص من الأحرار، فأن أراده فمن السهل أن يجدوه في محافل القوم، أو في الخمارات، وهنا يثبت أن الشعر شخصية تجمع م بين الجد والهزل.

  • العتاب لابن عمه مالك

إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها
وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكًا
متى أدن منه ينأى عني ويبعد
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة
على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
وهذا الجزء يعبر عن مشكلة الشاعر مع قومه حول الميراث، وتحدث عن الظلم الذي تعرض له من قبل عمامه، وعاتب ابن عمه مالك.

  • أبيات من الحكمة

أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي
عقيلة مال الفاحش المتشدِّد
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلًا
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد
وفي أخر القصيدة يبدأ الشاعر بتوزيع الحكم فهو تحدث عن الموت، ورأيه في الحياه والموت، ويؤكد أن الموت أقوي من البشر ولا يفرق بين البشر فالكل ذاهب إليه، وهكذا ينهي الشاعر قصيدته.