موقف الرسول في حسن تعامله مع المعاهدين ، قال الله في كتابه العزيز " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" صدق الله العظيم، ومن خلال هذه الأية الكريمة التي تأكد لنا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الرحمة والهدي على آله وأصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين، وهناك العديد من المواقف في السيرة النبوية التي تثبت أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لديه الكثير من المواقف التي تدل على حسن تعامله مع التابعين وغير التابعين، عروس يقدك لك بعض مواقف الرسول مع من تبعه من المعاهدين.

رسولنا الصادق الأمين

يمثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة والهدي والعطف والأخلاق الحسنة، من خلال تعملاته المختلفة ومواقفه مع الناس جميعا وليس فقط المسلمين، ولكن مع كل البشر فهناك بعض المواقف التي تثبت أن الرسول كان رحيم بغير المسلمين، وهذه المواقف يجهلها الكثير من المسلمين، لذلك نري الكثير من الأساليب التي تسئ إلى الإسلام من بعض المسلمين في تعملاتهم مع غير المسلمين وخصوصا في مسألة القتل، ولا يتعلموا من رسولنا الكريم الرحمة والعطف، وهناك العديد من الأمثلة التي يجب أن يعرفها ويتعلمها المسلمين عن رسولهم حتي يتعلموا حسن معاملة من أشرف الخلق.

الموقف الأول

حديث عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا"
كان سيدنا محمد في هذا الموقف ضاقت عليه الدنيا من خلال موت السيدة خديجة التي كانت تهون عليه وتواسيه، وموت عمه أبو طالب الذي كان يبعد عنه أذي وتعامل المشركين الذي يتعرض له منهم، ولجأ الرسول إلى أهل الطائف ليعرض نفسه ويدعوا أهلها، ولكنهم آذوه وأغروا بهن وخرج النبي من الطائف ضائع لا يعرف إلى أين يذهب عندما جاء جبريل عليه وسلام وقال له أن الله سمع قول القوم لكن فأرسل لك ملك الجبل لتأمره أن يفعل ما شئت، فقال له ملك الجبل أمرني أطبق عليهم الجبل، فكان رد النبي مليء بالرحمة والمغفرة فقال أدعوا الله أن يخرج منهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا.

الموقف الثاني

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .
وهنا يبين أن رسولنا أكد على الابتعاد عن قتل أي شخص معاهد مع المسلمين، فهو بذلك لا يدخل الجنة ولا يشم رائحتها أبدا حتي لو كان أي حد.

الموقف الثالث

عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن .
وهنا يأكد الرسول أيضا على الرحمة والمغفرة التي هو يتصف بها أشرف الخلق، عندما جاء إليه اليهود للشكوي من المسلمين بأنهم يأخذون ثمارهم وأموالهم، ولكن الرسول أكد أنهم من المعاهدين، وتأخذ إلا بالحق.

الموقف الرابع

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .
كان يخدم الرسول صلى الله عليه و السلام غلام من اليهود وكان اليهود يضعه عند النبي ليقوم بأخذ شعر المتساقط من شعر النبي حتي يقوموا بعمل سحر له وأذيته، ولكن عندما مرض الغلام ذهب النبي لزيارته وهنا تأتي الرحمة وحسن أخلاق نبينا الحبيب فطلب منه أن يسلم فأسلم الصبي وحمد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الله عز وجل علي إسلام الصبي.