شعر عن الفراق والحزن مؤثر جداً ، تعمل الظروف أحيانا عكس ما نتوقع فتقوم بتفريق الأحبة عن بعضهم سواء كان غير إرادتهم أو برغبة منهم، فالفراق هو مشاعر سلبية تُصاحب معاها الكثير من الحزن واليأس الذي يصل أحيانا إلى حد الاكتئاب، عروس في هذا المقال أجمعت لك أجمل القصائد الشعرية التي تعبر عن الفراق والحزن لأكبر الشعراء والأدباء.

قصيدة ماذا أقول له نزار قباني

حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..

قصيدة لنفترق قليلا للشاعر نزار قبانى

لنفترق قليلا.. لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي وخيرنا..
لنفترق قليلا .. لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا .. وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا ... لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ.. تفارقُ الهضابا
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً... كُن مرةً سرابا
وكُن سؤالاً في فمي .. لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ .. يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً .. وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا.. لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي.. أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ .. أريدُ أن تراني
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق.. كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا.. وتذبلَ الأزهارُ في الأواني
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري .. أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..أخافُ من عناقنا..
فباسْمِ حبٍّ رائعٍ.. أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..حتى يظلَّ حبنا جميلا
حتى يكون عمرُهُ طويلا.. أسألكَ الرحيلا..

قصيدة الحلم لإبراهيم ناجي

آهِ من وجْدك بالهاجر آه
تتمنى أن تراه؟ لن تراه!
خدعَتْنا مقلتاهُ خدعتْنا
وجنتاه خدعتنا شفتاهْ
والذي من صوته في مسمعي
وخيالي غادرٌ حتى صداهْ
حلم مرَّ كما مر سواه
وكذا الأحلام تمضي والحياهْ
أين يا ليلاي عهد الهرم
أين يا ليلاي حلو الكلِم؟
هامسات بين أذني وفمي
سارياتٍ غرداتٍ في دمي
كلمات عذبة معسولة
ضيَّعت وارحمتا للقسمِ
ذهبت مثل ذهاب الحلم
إنني أعلم ما لم تعلمي
كيف صدَّقنا أضاليلَ الهوى
بنُهى طفل وإحساس صبي؟
حسبُنا منه سماء لمعتْ
فوق رأسينا وكوخ خشبي
حلم ولّى ووهم لم يدُم
ما تبقّى غير خيط ذهبي!

قصيدة يا ويح قلبي إيليا أبو ماضي

ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديد
لولا نواعسها و لولا سحرها
ما ودّ مالك قلبه لو صيدا
عوّذ فؤادك من نبال لحاظها
أو مت كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم
كنت امرءا خشن الطباع ، بليدا
و إذا طلبت مع الصبابة لذّة
فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنّه في جانبي
و أظنّه نائي المزار بعيدا
مستوفز شوقا إلى أحبابه
المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الإله له الضلوع وقاية
و أرته شقوته الضلوع قيودا
فإذ هفا برق المنى و هفا له
هاجت دفائنه عليه رعودا
جشّمته صبرا فلمّا لم يطق
جشّمته التصويب و التصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى
و لو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا
نارا و صار لها الفؤاد وقودا
و الحبّ صوت ، فهو أنّه نائح
طورا و آونة يكون نشيدا
يهب البواغم صدّاحة
فإذا تجنّى أسكت الغرّيدا
ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى
إن طال عهد الجرح صار صديدا
و يلذّ نفسي أن تكون شقيّة
و يلذّ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فداوني
أو لا فخلّ العذل و التفنيدا