خطبة محفلية عن أمن الوطن مقدمة وخاتمة ، الخطبة المحفلية هي تلك الخطب التي تلقي في الاحتفال بشيء معين سواء كان تكريم أو تأبين أو تهنئة خاصة أو عامة، علاج لمشكلة أو ظاهرة اجتماعية، فلكا مناسبة تختلف نوع الخطبة عن الأخرى، عروس يقدم لك اليوم خطبة محفلية عن أمن الوطن.

مقدمة الخطبة

أن الحمد لله نحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا اله إلا الله وأن ومحمد صلي الله عليه وسلم هو عبده ونبيه الأمين، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، يقول الله في كتابه العزيز " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " صدق الله العظيم ، ومن خلال هذه الآية الكريمة نوقن بأن الله أمرنا بأن نتقي الله في كل شيء سواء مع الأشخاص من حولنا أو في وطننا الحبيب الذي نعيش جميعا تحت سماه، ونتمتع بخيراته الكثيرة.
أما بعد :
لقد خلق الله الإنسان وزرع فيه حبه الفطري للعديد من الأشياء من حوله، مثل حب المرء لأبويه وأخوته وكذلك حب المرء لوطنه الذي ولد وعاش وتربي فيه وبداخله، تعلم في مدارسه، وترعرع في أحضانه، فحب الوطن هو أحد أهم الغرائز التي يغرزها الله عز وجل في نفوسنا منذ الصغر، وهي أحدى الأشياء التي تجعل الإنسان يشتاق دائما إلى وطنه وإلى البقاء فيه، يدافع عنه إذا قام أحد بمهاجمته، يغضب إذا شعر بنقص أو عجز أتجاه واجبه نحو وطنه، فالوطن هو ليس فقط أرض نعيش عليها، بل هو الذكريات الجميلة التي جمعتنا مع عائلتنا، وأيام من السعادة جمعت بيننا وبين أصدقائنا في المدرسة، أشخاص فرقونا وكانوا أحب الناس إلينا مازلنا نربط ذكراهم بالوطن، الوطن هو العزة والكرامة، هو الشعور بالأمان والراحة، هو الاستقرار في الحياه وعدم الخوف.

هناك بعض الأشخاص التي تصدر منهم بعض من أحداث الفوضي والفساد والشغف داخل الوطن، فهذه التصرفات تنبئ عن عدم حب الوطن أو الانتماء له أو الولاء لهذه الأرض، لأن دائما نجد في كل مجتمع بعض النفوس المريضة التي مهما حاولت إصلاحها، أو حاولت توجيها لا يكون في حياتهم سوى تخريب الأوطان وتمزيق الوحدة والشعور بالأمان، فهم دائما لن يكونوا أبناء حقيقين لهذا الوطن، فالابن الحقيق لوطنه، هو من لا يسمح لأي نوع من الفوضي والفساد أو حتي أشخاص غير مبالين بأمن الوطن واستقراره أن يبعثوا في حياتنا داخل أوطننا أو يهينوا الوطن ويحالوا تدميره وزعزعة أمنه، فهم من يحافظون ويسعون لاستقراره ويقفون صفا واحداً في مواجه من يحاول التخريب وأحداث الفوضي وذلك بجانب رجال الأمن، للتصدي إلى محاولات الفاسدين وتوقف أعمال الفوضي، فهؤلاء هم أبناء الوطن الذين يضحون بكل غالي وعزيز حتي ولو كانت أنفسهم في سيبل استقرار وأمن هذا الوطن وأن تظل رايته مرفوعة رغم أنف الحاقدين والحاسدين.

فالمواطن الحقيق لهذه البلد هو من لا يرضي أبدا أن تغرس شوكة أو طعنه غدر لوطنه، أن يقطع يد من يحاول تمزيق وتخريب هذا الوطن، من يقدم روحه ودمه وجميع ما يمتلك في سيبل وحدة الوطن وعدم تمزقه وأو رؤية ذرة من الفساد تبدأ بالنمو داخل بلاده، فالكثير من البلاد الكبري المستقرة بنيت على الوحدة وحب الوطن والعمل والجهد وبناء قواعد قوية وثابته، واستمرار في إقامة نهضة، التي تتحول إلى أمه عظيمة متمسكة ومتوحدة في أجل حب بلادهم، والتي تجعل لهم المكانة وسط الدول وتفرض الاحترام من الدول والخوف من وحدتهم ، والتي يؤهلها إلى مواجهة الكثير من محاولات الفساد لأن كل المواطنين تجمعوا تحت راية حب الوطن وإعمار بلدهم والنهوض بها إلى الأفضل، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ".

خاتمة الخطبة

وخير مثال على الوحدة وإقامة دولة موحدة ومستقرة لديها القوة لمواجه أي عدو مهما كان هي القوة التي بناها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما وحد صفوف المهاجرين والأنصار في المدينة، حيث قال الله تعالي " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "، فبقدرته ألف الله بينهم حتي يصبحوا جبه واحدة في مواجهة أعداء الله والانتصار عليهم وتحقيق الوحدة والأمن، وفي ختام خطبتنا ندعوا الله كثيرا أن يحفظ هذا الوطن وأن يراعه ويحميه من أعداه سواء من داخل الوطن أو من خارجه، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضي ، وأن يبعدنا عمن يحاول تخريب وتدمير استقرار وطننا الحبيب وزعزعه أمنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.