لورنس العرب في الجزيرة العربية ، في عام 1962 تم إنتاج فيلم سينمائي يحمل اسم لورانس العرب ، ليحكي لنا قصة توماس إدوارد، الذي عاش سنين مع العرب إلا أنه تم اكتشافه بأنه كان جاسوس للبريطانيا قبل وأثناء الحرب العالمية الأولي، حصل الفيلم على العديد من الجوائز وكان من أضخم إنتاجات السينما الأمريكية، وعروس يقدم لك نبذه عن حياة توماس إدوارد لورنس، لورنس العرب في الجزيرة العربية.

من هو لورنس العرب

لورنس العرب يدعى توماس إدوارد لورنس ، ولد في عام 1888 م في يوم السادس عشر من أغسطس، من أب بريطاني وأم إسكتلندية، ولد لورنس في بريطانيا ثم أنتقل مع أسرته إلى مقاطعة يريتياي بفرنسا، حيث تلقي تعليمه على يد مربيته الفرنسية، وفي عمر السادسة التحق لورنس بمدرسة سانت ماري، وعندما بلغ الثامنة من عمره رجعت أسرة لورنس إلى انجلترا مرة أخرى، حيث أقاموا في مقاطعة أكسفورد، نشأ بداخل أسرة تلتزم كثيرا بتعاليم الديانة المسيحية، وخلال دراسته اكتشف لورنس حبه وتعلقه بالتاريخ والآثار، فالتحق بجامعة اكسفورد في عام 1908م ، واهتم بدارسة الهندسة والاستراتيجية العسكرية وبحث التاريخ العسكري.
ومنذ دخوله الجامعة وهو آثار الكثير من الإعجاب بين أستاذته ووالده الذي كان دائما يفخر به، وبسبب تفوقه ونبوغه قام والده بعمل غرفة مستقلة في حديقة المنزل خاصة به ليتفرغ إلى دراسته ونجاحه، وأثناء دراسته في الجامعة طلب منه بحث ميداني حول الاستراتيجية العسكرية، فقام بقطع مسافة تصل إلى 2400 ميل بدراجته الخاصة من انجلترا إلى فرنسا لعمل البحث.

إقامة لورنس بين العرب

استغل البريطانيون نابغة ونجاح توماس إدوارد لورانس في دراسته ثم إرسله إلى منطقة الشرق الأوسط، ليعمل جاسوساً لصالح جيش بريطانيا العظمي، قبل وأثناء قيام الحرب العالمية الأولي، وليس هذا فقط بل كان هدفهم الأساسي القضاء على الدولة العثمانية، فقام بإشعال فتيل الثورة العربية ضد الحكم العثماني، وهنا لقبه العرب بلورنس العرب، وبسبب دراسته للتاريخ والآثار، كان له علم كبير بكافة المنطقة العربية والتي ساعدته كثيرا البعثات الآثرية لبعض الدول، فكان يجيد التحدث باللغة العربية، وهو ما أهله للقيام بهذه المهمة بمنتهي البساطة.
لذا قام بإلهام الدول العربية بتوحيد العرب، والذي قال عنها لورنس ذات يوم بأنها مجرد سراب، وذلك مقابل التخلي عن إتباعهم للدولة العثمانية، والوحدة الإسلامية، ثم قام بعد ذلك باستدعاء السير جليبرت كلايتون لورانس، وتعيينه في قسم الخرائط، ليقوم بتعليمه كافة الخرائط التي تخص الشرط الأوسط والعرب، والذي انتقل بعد ذلك إلى قسم المخابرات السرية لكفائته وبراعته، وانتقل لورنس بشكل دائم إلى الجزيرة العربية لجمع كافة المعلومات التي تحتاجها بريطانيا حول الثورة التي يقودها الشريف حسين ضد الدولة العثمانية والأتراك.
وهنا تعرف لورانس على الأمير عبد الله الابن الثاني للأمير حسين، وكان في هذا الوقت يبحث كثيرا عن شخصية القائد التي تستطيع القيام بثورة ويمكن أن تساندها الدولة الإنجليزية، ولقد وجد ما يريده في شخص الأمير فيصل، ثم قررت بريطانيا أن تقوم بدعم كامل للأمير فيصل، ليقود الثورة ضد الأتراك، وقاموا بتعيين لورنس كمستشار له في اتخاذ القرارات الهامة، وبالفعل قام لورنس بمهمة مساندة الأمير فيصل والثورة العربية عن طريق بريطانيا ضد الحكم العثماني، عن طريق أمدادها بالسلاح والتدريب، وليس هذا فقط بل عمل على استقطاب أعداد كبيرة من الدول العربية والزعماء وشيوخ القبائل للانضمام إلى الثورة التي بالفعل نجحت في تخلص العرب من الحكم العثماني.
وكان لورانس يفعل ذلك عن طريق أرتداء ملابس العرب والتحدث مثلهم وبنفس لغتهم، وقد تمكن كثيرا ونجح في التخلص من الحكم العثماني على الدول العربية، وتساعد في عمل اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية ما بين بريطانيا وفرنسا، والتي كانت السبب الرئيسي في إعلان بلفور الذي أعطي الحق لليهود باحتلال فلسطين.

لورانس وميله

ذكر التاريخ أن لورانس كان أعذب، ولكن كان يشك المؤرخين أن لورانس كانت تربطه علاقة مع فتي بدوي يدعى سليم أحمد، ويقال أنه كان مثلياُ، وأثبتوا ذلك عن طريق قصيدة أرثى فيها لورنس سليم أحمد، وكان أهداء له في كتابه أعمدة الحكمة السبعة، رغم أن بعض أنفي ذلك وكان هناك بعض الشائعات التي تتحدث عن وجود علاقة حب بين لورانس وفريدة العقلي التي ألتقي بها في لبنان في أحدى بعثاته الأثرية.

وفاة لورانس العرب

بعد مرور العديد من السنوات التي عاشها لورانس في الجزيرة العربية، عام لورانس في عام 1920 إلى بريطانيا، وفي خلال خمس سنوات قام بتأليف كتابه الشهير أعمدة الحكمة السبعة، والذي تحدث فيه عن الكثير من الأحداث التي حدثت معه، ثم قام بعد ذلك بالإلتحاق في سلاح الجو الملكي تحت اسم مستعار، وفي عام 1920 م، تلقي لورانس انذار يفيد بأن موعد اقتراب إعفاؤه من السلاح أصبح قريب، أسيب بانهيار عصبي، وعاش بقية حياته يعاني من الضغط العصبي بسبب أنه كان مطلوب لدى العرب لإكتشافهم أنه كان جاسوس للأنجليز، وظل يعيش في كوخ صغير في شمال بوفينجتون، حتي توفي عام 1935م أثر حادث سير بدراجته البخارية، والتي فسره البعض أنه حادث مدبر.