خطبة محفلية عن الوطن مقدمة و خاتمة دينية ، الخطبة هو نهج أدبي يعبر عن موضوع معين يتم طرحه في أحد الحفلات أو المناسبات معينة، سواء كانت مناسبة دينية أو مناسبة سياسية أو احتفال مرتبط بشخص أو مؤسسة، يتم التحضير لهذه الخطبة وعرض الكثير من الأفكار والمواضيع، وتطرح من خلال شخص يعرف كيفية إلقاء خطبة حيث يسردها بطريقة مثيرة لا تجعل المستمعين له يميلون من سامعها، والنهاية الخطبة بكلمات مبهمة ليؤكد على كلامه، ويجب أن يؤثر كلامه على مسامع المستمعين له، عروس يقدم لك خطبة محفلية عن الوطن.

مقدمة الخطبة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شيء قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير، الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الشفاعة، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن سار على دربهم، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين.

خطبة محفلية عن الوطن

ولي وطنٌ آليتُ ألاَّ أبيعَهُ
وألاَّ أرى غيري لهُ الدهرَ مالكاَ
عَمرْتُ بهِ شرخَ الشبابِ منعَّماً
بصحبةِ قومٍ أصبحوا في ظلالِكاَ
وحَبَّبَ أوطانَ الرجالِ إليهُمُ
مآربُ قضَّاهاَ الشبابُ هنالكَ
إذا ذَكَروا أوطانَهُمْ ذكّرَتْهُمُ
عهودُ الصِّباَ فيها فحنُّوا لذلِكاَ
فقدْ ألِفَتْهُ النفسُ حتى كأنَّهُ
لها جسدٌ إنْ بانَ غُودِرْتُ هالِكاَ
الوطن هو ذلك المكان الذي ينشأ فيه المرء، ويظهر معه حب فطري لا يتنازع فيه مكان أخر، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ، أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم "، حيث شبه الله الخروج من الوطن مثل قتل النفس، حيث أن للمهاجرين من أوطانهم ثواب عظيم عند الله لتحملهم البُعد عن وطنهم، وحيث كان عقاب الشخص الزاني بعد الجلد هو أن يترك وطنه ويبتعد عنه، لأن الله يعرف أن هذا يُعد عذاب وعقاب شديد في الدنيا.
وحيث أكد على ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما وقف بالحزورة على مشارف مكة، وظل ينظر إليها، وبدأ يخاطب أطلال الوطن الحبيب ويقول " أما والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمها على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت "، فالوطن هو الأرض والهواء، هو العادات والتقاليد هو السعادة والمرح منذ الصغر، كل الأشياء الجميلة التي كانت متجمعة في مكان واحد وتحت سماه الوطن، فحب الوطن أكبر بكثير من أن نحصره في بعض الكلمات أو الخطب، أنه حب متفاني حتي نهاية الحياه، فهو الحب الذي يجعلك تضحي بحياتك من أجله وفي سبيله، دون أنتظار مقابل، هو مراعاة لأرضه وترابه.
وهناك الكثير من الوجبات والالتزامات التي يجب أن نبدأ في تنفيذها اتجاه أوطننا لنحافظ على كل شبر منها، مثل منع انتشار الرذيلة والأخلاق السيئة وأيضا كذب وسرقة وغش وتدليس وغيرها من الأمور الأخرى، يجب أن نكون قدوة لأجيال قادمة تعرف أن الوطن أغلي ما نملك، وإذا فقدنا هذا الحب سوف يتدمر الوطن بسبب أبناءه، وأيضا الاهتمام بالنّظافة يعني الاهتمام بالصّورة العامة للوطن أمام أهله وأمام الضّيوف القادمين من الخارج، كما أنها تساعد في عدم انتشار الأمراض، يعد الدّفاع عن الوطن في السلم والحرب، من النّزاعات الداخلية والخارجية، من أهم الواجبات المطلوبة لأمن الوطن.
ومازالت أكدت على أن حب الأوطان أسمى من هذه النزاعات التي تحدث باسم الطائفية والأحزاب، فبهذه النزاعات والتصرفات القبلية تدمر الأوطان، فحب الوطن يعني أن نحب كل من يعيش على أرضه سواء كانوا الأهل الأصدقاء الجيران، من يحملون معنا جنسيته، ويشتركون معنا أيضًا بالحقوق والواجبات، من دون أن نخلق النزاعات بسبب التعصب الهمجي المبني على أسس بالية كالأصول العرقية أو التوجهات الدينية أو حتى الميول الرياضية، فكلها أمور لا تصب في مصلحة الوطن، بل على العكس تخلق في كيانه النزاعات وتسهم في تفكيكه وتدميره.

خاتمة الخطبة

إذا كانت الأوطان تحتضنها في أرضيها فيجب علينا أيضا أن نحتضنها في قلوبنا، فمهما دارت بنا السنين يبقي الوطن هو الحنين والوفاء والأرض الوحيدة التي تجمع كل من نحبهم، وتردنا إليها مهما طالت بنا سنين الغربة والبعد عنه، وحيث أثبت الله ذلك في قوله تعالي " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "، وحيث نهي الله عن التفرقة والتحيز والتفكك سواء كان عن طريق الهجرة أو الهرب من الأوطان ن حيث قال سبحانه وتعالي في كتابه العزيز " ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "، وكانت هذه ختام خطبتنا عن الوطن تنمي أن تكونوا استمتعتم بهذه الخطبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.