أبيات شعر قوية أشعار عتاب قوية كلمات شعرية ، إن الحياة الإنسانية والتعاملات ما بين البشر ما هي إلا مجموعة من العلاقات والمشاعر الإنسانية المتبادلة بين الأفراد ، وتختلق المشاعر باختلاف المواقف التي تقع فيها ، فحياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدةً من السعادة أو الحزن ولكن هي أيام سعيدة مليئة بالفرح والنشاط ,أيام أخرى حزينة مليئة باليأس والإحباط .

فالعلاقة الفطرية بين البشر هي الحب وتمني الخير لبعضهم البعض دون أذي أو كراهية أو حزن ولكن عندما يصدر إليك سلوكاً غير مُحبب في نفسك من أحد الأصدقاء أو الأحباب فأنك تميل بطبيعتك الفطرية للحزن ومعاتبته فتذهب إليه وتعاتبه عما بدر منه حتي تستريح نفسك ولا تشعر بضيق ولا تنتظر منه سوى أن يتفهم موقفك ويعتذر عما صدر منه في حقك.

والمقولة التي تحدثنا عن أن قدر العتاب يأتي على أساس مقدار محبة الشخاص في قلبك ،فكلما زاد حبك له ، زاد ألمك في نفسك ومعاتبتك له ولكن أعلم أن كلمات عتابك يجب أن تكون رقيقة صافية دون كره أو بغضاء تعبر من خلالها عن ضيقك في أدب وسلام وسوف تجده معتذراً نادماً عن الإساءة إليك .

وقد برع الشعراء سواء من العرب القدماء أو من الجيل الشعري الحديث في التعبير عن العتاب بين الأحباء والأهل في العديد من القصائد الشعرية والتي نعرض عليكم بعضاً منها في سطورنا التالية ونرجو أن تنال رضاكم وإعجابكم .

من أشعار البحتري في العتاب


لَوتُ الحُبَّ مَوصولاً وَصولاً *** وَمَهجوراً أُثابُ سِوى ثَوابي


فَلا عَيشٌ كَوَصلٍ بَعدَ هَجرٍ *** وَلا شَيءٌ أَلَذُّ مِنَ العِتابِ





محمود سامي البارودي


فَتَصدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي *** داءَ قَلْبٍ مِنَ الْغَرَامِ مُلَقَّى


كانَ أبقى مِنهُ الغرامُ قَليلاً *** فَأذَابَ الصُّدُودُ مَا قَدْ تَبَقَّى


حافظ إبراهيم


كمْ مَرَّ بي سائلٌ مُشْفِقا *** فأهمسُ أني على ما يُرامْ‏

فقلبُ الغريبِ أتى سائلا *** وقلبكَ مَرَّ مرورَ الكرامْ


أسماء بن خارجة


إِنِّي لَسَائِلُ كُلِّ ذِي طِبِّ *** مَاذَا دَوَاءُ صَبَابَةِ الصَّبِّ

وَدَوَاءُ عَاذِلَةٍ تُباكِرُني *** جَعَلتْ عِتَابِي أَوْجَبَ النَّحْبِ

أَوَلَيْسَ مِنْ عَجَبٍ أُسَائِلُكُمْ *** مَا خَطْبُ عَاذِلَتِي وَمَا خَطْبِي


ابن الفارض

قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي *** روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي *** لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ *** في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني *** يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

أبو القاسم الشابي


أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْنَ *** كُؤُوساً وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي

فَبِحَقِّ الجَمَال يَا أَيُّها الحُبُّ *** حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي

لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: *** مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاء ِ؟


المُتنبي


يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي *** فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ


مصطفى صادق الرافعي


ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني *** رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا

لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي *** لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا



العباس ابن الأحنف


سُكوتي بَلاءٌ لا أُطيقُ اِحتِمالَهُ *** وَقَلبي أَلوفٌ لِلهَوى غَيرُ نازِعِ

فَأُقسِمُ ما تَركي عِتابَكِ عَن قِلىً *** وَلَكِن لِعِلمي أَنَّهُ غَيرُ نافِعِ

وَأَنّي إِذا لَم أَلزَمِ الصَبرَ طائِعاً *** فَلابُدَّ مِنهُ مُكرَهاً غَيرَ طائِعِ



أبن زيدون


أَحينَ عَلِمتَ حَظَّكَ مِن وِدادي *** وَلَم تَجهَل مَحَلَّكَ مِن فُؤادي

وَقادَنِيَ الهَوى فَاِنقَدتُ طَوعاً *** وَما مَكَّنتُ غَيرَكَ مِن قِيادي

رَضيتَ لِيَ السَقامَ لِباسَ جِسمٍ *** كَحَلتُ الطَرفَ مِنهُ بِالسُهادِ

أَجِل عَينَيكَ في أَسطارِ كُتبي *** تَجِد دَمعي مِزاجاًّ لِلمِداد

فَدَيتُكَ إِنَّني قَد ذابَ قَلبي *** مِنَ الشَكوى إِلى قَلبٍ جَمادِ


أبي تمام


سَلامٌ على مَنْ لا يَرُدُّ سَلامي *** ومَنْ لا يَرَاني مَوْضِعاً لِكَلامِ

وماذا عليهِ أنْ يُجيبَ مسلماً *** ليسَ يُقضى بالسلامِ ذمامي


إبراهيم ناجي



قل للبخيل إذا ما عزَّ مشرعهُ *** يا مانع الماء عني كيف تمنعُه

أغرَّ حسنك أن الخلد جدوله *** وأنّه من غريب السحر منبعُه