استراتيجيات التدريس ، إن سعي الإنسان و بحثه المتواصل لاكتشاف وفهم كل ماهو جديد وغامض وغير مفهوم شيئ فطري وأزلي الوجود مُنذ نشأة الكون وسيستمر للأبد حتى يأذن الله تعالى بقيام يوم الحق ، فالعلم والتعلم هي فريضة واجبة على كل إنسان مسلم مؤمن واعي عاقل ،

ومن رحمة رب العالمين أنه قد قسم الأدوار التي يقوم بها البشر بمساعدة بعضهم البعض ، فليس الكثير من البش يستطيع أن يخوض وحده بحور العلم والمعرفة ويصل إلى شط الفهم والإتقان العلمي ، ولكن الكثيرون يحتاجون إلى من يرشدهم ويصل بهم إلى بر الأمان .

ولذلك قد أوجد الله لنا وظيفة المعلم وقد جعل لنا من الرسول الكريم أسوةُُ حسنه فهو المعلم الأول لنا في الإسلام الذي فهِمنا بفضل علمه الإلهي من عند الله وخبراته أمور وتفاصيل الشريعة الإسلامية الشريفة فلم يترك لنا أمراً ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا وقد شرحه ووضحه لنا .

ومن هنا تأتي أهمية هذا الدور في المجتمع ، فالعلم هو المصباح المضئ الذي ينير طريق الظلمات والجهل لطلابه من طلبة العلم والمعرفة ، والمعلم الحق هو الذي لا يكتفي فقط بما لديه من ثقافة وخبرات معرفية ولكنه يكون في سعي دائم للتطور والبحث عن كل ماهو جديد قد يساعده في إيصال المعلومات إلى طلابه وتوصيل المعلومات بشكل واضح ومفهوم .

وأكبر دليل على ذلك أن التعليم في الوقت الحديث لا يقوم فقط على مجرد الإلقاء والتلقين للمعلومات وإدخالها وحشوها في رأس الطلاب بل هناك العديد من الطرق والإستراتيجيات التعليمية التي تساهم في تشكيل ذهن الطلاب بشكل واعي ومنظم وتساعدهم على بناء شخصياتهم الفكرية المستقلة.
ولذلك اليوم في مقالنا من أنا عروس سنتناول معكم أهم إستراتيجيات التدريس والتعليم التربوي الحديث ، فتابعونا ...


  • مفهوم إستراتيجيات التدريس



تأتي كلمة إستراتيجية لغوياً من اللفظ اليوناني "استراتيجيوس " ويعني فن اختيار الأهداف والقيادة الناجحة وقد أُستخدم بدايةً في المجال العسكري، بهدف تعليم العسكريين حُسن استخدام الموارد والإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف المطلوبة منهم ، ثم بدأ إستخدامه في العديد من المجالات أبرزهم المجال التعليمي والتربوي .

أما بشكل تربوياً تدريسياً فإستراتيجيات التدريس هي مجموعة من الأساليب والتقنيات والطرق التي يستخدمها المعلم في إيصال المعلومات والمناهج الدراسية إلى وعي وذهن الطلاب بشكل متسلسل ومنظم للوصول إلى أفضل الأهداف التعليمية المطلوبة في ضوء المتاح من إمكانيات وأدوات تعليمية لديه . ولكن يحدث ذلك في ضوء عدة عوامل مهمة أهما الموقف الدراسي الحالي وكذلك أن يقوم المعلم بمراعاة الفروق الفردية العقلية والذهنية ما بين الطلاب والآخرين .

ومن أهم وابرز الإستراتيجيات التعليمية التي أثبتت كفائتها وفاعليها في العقود الأخيرة :


  • إستراتيجية العمل الجماعي Team Work

يقوم بها بعض المعلمين من خلال تقسيم الطلاب إلى عدد من المجموعات الصغيرة التي تترواح ما بين 4 ــ 5 طلاب يتم تقسيم عدد من المهمات عليهم لإنجاز أهداف مشتركة بينهم ، ويحدث ذلك من خلال تعاونهم وتبادلهم للخبرات والمهارات المعرفية فيما بينهم ليستطيعوا إنجاز تلك الأهداف ، فيما يُعرف أيضاً بطريقة التعلم التعاوني التي تدفعهم للتعامل والتعاون سوياً للوصول إلى الأهداف المرجوة من العملية التعليمية ..


  • إستراتيجية التعليم الإلكتروني Electronic Education

هي واحدة من أشهر وأحدث وأنجح طرق التدريس والتعليم المتطورة على الإطلاق حيثُ تقوم على استخدام المعلم لأحدث أساليب وتقنيات التعليم الإلكترونية الحديثة اعتماداً على التقنيات التكنولوجية المتطورة مثل الإنترنت والكمبيوتر والبريد الإلكتروني وغيرها من الوسائل المستحدثة لتدريب الطلاب على التكنولوجيا الحديثة ومواكبة المستقبل المتسارع في التطور يوماً بعد يوم .


  • إستراتيجية العصف الذهني Brain Storming

يقصد بها إثارة ذهن الطلاب وتنشيط مهاراتهم التفكيرية من خلال طرح بعض الأسئلة عليهم التي تدفعهم للتفكير والخروج بنتائج قبل أن يتم شرح المادة العلمية لهم ، فذلك المقصود منه تدربيهم على التفكير الذهني الإيجابي وتعويدهم على أن لا يكونوا مجرد متلقيين سلبيين بل عليهم العمل والتفكير للوصول إلى المعلومات والحقائق العلمية السليمة حتي يمونوا عضو ناشط في العملية التعليمية .


  • إستراتيجية التدريب الميداني العَملي

هي واحدة من أبرز الإستراتيجيات المُستخدمة للطلاب في المراحل المتقدمة من الدراسة والتي تدعم الأساليب العلمية التجريبية وليست الأساليب النظرية التلقينية ، حيثُ تعتمد العملية التعليمية هنا على جعل الطالب يكتسب الخبرات بنفسه وأن يحرص على اكتساب المهارات التي تؤهله لسوق العمل فيما بعد


  • إستراتيجية التعلم بالتخيل

هي إستراتيجية تقوم على تنمية المهارات الذهنية الابتكارية والإبداع الخلاق لدى الطلاب ، ويقوم المعلم بتطبيقها فعلياً في داخل الفصول المدرسية من خلال عدة خطوات أبرزها أن يقوم المتعلم بوضع نفسه في مهنة أو وظيفة أو دور مجتمعي ما ويترك له مساحة كافية من التفكير والإبداع ليستطيع تخيل مالذي كان سيفعله لو كان فعلياً في هذا الدور
وميزة هذه الاستراتيجية أنها تخلق نوعاً من التجديد والابتكار في العملية التعليمية بعيداً عن الطرق المعتادة من الحفظ والتلقين وتعمل على تنمية المهارات الذهنية للطلاب وحثهم على التخيل والتفكير للوصول إلى الأهداف التعليمية المطلوبة منهم


  • إستراتيجية المناقشة

من أقدم الأساليب المستخدمة في عرض المحتوى التعليمي حيثُ يرجع استخدامها إلى المعلم الفيلسوفي الأول سقراط والذي كان يعتمدها لتدريب طلابه على المناقشة وتشجيعهم على التصريح بآرائهم وأفكارهم ، بعيداً عن مجرد الاستماع والتلقين والحفظ .
حيثُ اعتمد فيها على طرح تساؤلات تثير ذهن الطلاب ويناقشهم فيها تالياً ثم يقوم بتقييم آرائهم وتوجهاتهم الفكرية مما يثمر من مهاراتهم المعرفية والذهنية ويشجعهم علن أن يصبحوا متحدثين طلقاء دون خوف أو رهبة من اختلاف آرائهم عن آراء الآخرين .


  • إستراتيجية التعلم القائم على المشكلات / حل المشكلات

يتم تطبيق هذه الاستراتيجية التي أثبتت فاعليتها في تنمية القدرات الذهنية للمعرفية للطلاب من خلال إثارة ذهن الطلاب حول مشكلة أو فكرة ما تناسب مستواهم العقلي وتتصل بموضوع دراستهم ويُطلب منهم البحث والاستكشاف للمحاولة في الوصول إلى الحقائق والحلول السليمة لها .
وتسمى تلك الإستراتيجية بالأسلوب العلمي المنطقي في التفكير ويتم تطبيقها من خلال عدة خطوات علمية متسلسلة مترتبة على بعضها البعض وهي:
تحديد موضع المشكلة ...
ثم جمع البيانات والمعلومات اللازمة عنها ...
تحليل تلك المعلومات ومحاولة التوصل لأفضل الحلول ...
اقتراح الحلول على المجتمع ...
تنفيذ الحلول .