قصيدة عن الاخ ، الأسرة هي موطن الفرد وملجأه وملاذه ، فمن لا يشعر بأقصى معاني الراحة والأمان والطمأنينة داخل أسرته ومع أخوته بالدم من نفس الأب والأم ، فنحن ننشأ مع أخواتنا ونمر سوياً بجميع مواقف وخبرات الحياة التي تساهم في تكوين شخصياتنا ونُضج عقلنا ومشاعرنا ونظرتنا للحياة فيما بعد ...
فالمشاعر الإنسانية بين الأخوة والأخوات من أرقى وأسمى المشاعر على وجه الأرض ولذلك كان الله ـ سبحانه وتعالي ـ قد شبه المؤمنون الحق بأنهم أخوة في الدين بقوله تعالى :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10) صدق الله العظيم
فالأخوات كالجسد الواحد الذي ينمو وينشأ بشكل واحد ومتكامل وتعمل جميع أعضائه في سبيل صحة الجسم وقوته .. ونجد أن وجود الأخ في الأسرة يمثل سنداً وأماناً لباقي أخوته خاصة من الفتيات فهي تعتبر أن أخاها هو رجُلها الثاني بعد أباها وتشعر بالأمان بقربه وأنه لن يمسها أي سوء مادام في ظل حماه ورجولته وهو على الوجه الأخر يخشى على إخوته الأصغر منه من الذكور ومن الفتيات من أن يمسهم حتى الهواء بسوء ويسعى في سبيل إبعاد أي شر عنهم ...
لذلك ومن أهمية علاقة الأخ بأخوته نجد أن العديد من الشعراء قد تغنوا عن " الأخ " في قصائدهم الشعرية وأوضحوا في أبياتهم مدى حبهم وإعتزازهم بالأخ ووجوده في حياتهم ومن أبرز تلك الأبيات : ـ




لعل من أصدق ما قيل في حب الأخ هو قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر حيثُ قالت :



ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا
وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها شليلاً
ودمَّرتُ قوماً دمارا
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها
وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا
فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى
وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا
يقينَ وتحسبهُ قافلاً
إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ
وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا




ألا يا صخر لا أنساك حتى
أفارق مهجتي ويشق رمسي
يذكرني طلوع الشمس صخراً
وأذكره بكل مغيب شمس
فلولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
فقد ودعت يوم وداع صخر
أبي حسان لذاتي وأنسي
فيا لهفي عليه ولهف أمي
أيصبح في الضريح وفيه يمسي


قال الإمام علي رضي الله عنه :
البس أخاك على عيوبه * واستر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكلِ الظلوم إلى حسيبه


قال الأصمعي :
ولا تقطعْ أخاً لكَ عند ذنب * فإِن الذنبَ يغفرهُ الكريمُولا تعجلْ على أحدٍ بظلم * فإِن الظلمَ مرتعُهُ وخيمُوإِن الرفقَ فيما قيلَ يمنٌ * وإِن الخرقَ في الأشياء شومُوخَيْرُ الوصلِ ما داوَمْتَ منه * وشرُّ الوصلِ وصلٌ لا يدومُولا تفحشْ وإِن ملئتَ غَيْظا * على أحدٍ فإِن الفُحْشَ لومُ



قال المتنبي :
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ * وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ
وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ * متى أجزِهِ حِلْما على الجَهْلِ يَندَمِ


قال الإمام الشافعي :
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفا * فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ * ويلقاهُ من بعدِ المودَّة بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا * صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا


قال حسان بن ثابت :
أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ * وَلكنْ في البَلاءِ هُمُ قَلِيلُ
فلا يغرركَ خلة ُ من تؤاخي * فما لك عندَ نائبَة خليلُ
وكُلُّ أخٍ يقولُ : أنا وَفيٌّ * ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُولُ
سوى خلّ لهُ حسبٌ ودينٌ * فذاكَ لما يقولُ هو الفعولُ


قال مسلم بن الوليد :
أَخٌ لِيَ مَستورُ الطِباعِ جَعَلتَهُ * مَكانَ الرِضى حَتّى اِستَقَلَّ بِهِ الوُدُّ
وَتَحتَ الرِضى لَو أَن تَكونَ خَبَرتَهُ * وَدائِعُ لا يَرضى بِها الهَزلُ وَالجَدُّ
لَعَمرِيَ لَيسَت صَفَقَةُ المَرءِ تَنطَوي * عَلى ذَمِّ شَيءٍ كانَ أَوَّلَهُ حَمدُ
فَأَعطِ الرِضى كُلَّ الرِضى مَن خَبَرتَهُ * وَقِف بِالرِضى عَنهُ إِذا لَم يَكُن بُدُّ