يوم المعلم في السعودية متى يوم المعلم، قيلَ في قديم الأزمان " من علمني حرفاً ... صرتُ له عبداً " وذلك اعترافاً وتقديراُ لدور العلم في تربية وإنشاء وتعليم الطلاب، فالمعلم لا يقوم بدورة التربوي فقط المنوط بغرس بذور العلم والمعرفة في نفوس طلابه، بل أيضاً يقوم بتقويم أخلاقياتهم وسلوكياتهم الاجتماعية حتى ينشأوا أفراداً صالحين في المجتمع يستطيعون التقدم في مواجهة المستقبل وقيادة بلادهم إلي أعلى مراتب النضج العلمي والتحضر الأخلاقي ...

فالمعلم هو محور أساسي في صُنع العملية التعليمية على أكمل وجه ومؤسس ومنشأ الأجيال من العلماء المستقبليين لذا وجب علينا احترامه وتقديره والعمل على رفع مكانته وتقدير فضله ومجهوده وتفانيه في عمله وقد تغنى الشعراء لدور العلماء فقالوا:


قم للمعلم وفه التبجيلا .................... كاد المعلم أن يكون رسولا

لأعلمت أشرف وأجل من الذي.............. يبني وينشأ أنفساً وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم.....................أخرجت بالقلم القرون الأولي

أخرجت هذا العقل من ظلماته..................وهديته النور المبين سبيلا
أرسلت بالتوراة موسى مرشداً....................وابن البتول فعلم الانجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمداً.................... فسقى الحديث وناول التنزيلا

والأديان السماوية جميعاً تدعو لضرورة التعلم واكتساب الخبرات والثقافة حيث أوصانا الرسول الكريم بضرورة التعلم حيثُ :

رويَ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ، حتى الحيتانِ في البحرِ" صدق الرسول الكريم .

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا حسَدَ إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلَكته في الحق، ورجلٌ آتاه الله الحكمةَ فهو يقضي بها ويعلِّمه".

وبالرغم من أهمية وصعوبة دور المعلم في تنشأة الطلاب ورفع غمامة الجهل عن نفوسهم وعقولهم إلا أنه يفعل ذلك ابتغاءً لوجه الله تعالى ورغبة في القيام بدوره على أكمل وجه دون أن يطلب شيئاً في مقابل ذلك.

ومن ذلك نبع وظهر اتجاه عالمي يُوصي بضرورة تكريم المعلم والإشادة بدوره الفعال في المجتمع وضرورة تخصيص يوماً في السنة للاحتفاء بالمخلصين من المُعلمين وتكريمهم وقو تم ذلك في عام 1944 م تم تخصيص الخامس من شهر أكتوبر كل سنة يوماً للاحتفال بتعليمهم وتكريمهم
ويُعد ذلك اليوم إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المُختصة بأوضاع المعلمين،ويتم اعتبار ذلك اليوم أجازة رسمية في بعض دول العالم .

وسعياُ من المملكة العربية السعودية لتكريم مُعلميها وشكرهم على جهدهم المبذول طوال العام الدراسي تقوم بتخصيص يوم 5 أكتوبر من كل عام أيضاً يوماً للمعلم السعودي واعتباره أجازة رسمية في كافة المؤسسات الملكية والتعليمية وغيرها .

كما تقوم الإدارة العامة للتعليم في جدة بتوصية من الأسرة المالكة بعقد احتفالية كُبرى على مستوي المملكة لتكريم المُعلمين و منحهم الجوائز والأوسمة تقديراً لتفانيهم في عملهم وإخلاصهم في أداء دورهم في المجتمع على أتم وجه ومن هنا فإن كنت قارئنا العزيز طالباً للعلم فعليك احترام مُعلمك وتقديره وإجلاله فهو بمثابة أب لك وبقدر ما ستعطيه حقة وتؤدي واجبك تجاهه سيرزقك الله من حيث لا تحتسب جزاءً لذلك ...
أما إن كنت عزيزنا مُعلماً وزراعاً للعلم والثقافة والأخلاق في نفوس الطلاب ، فلك منا أطيب التحيات والشكُر والسلام عليك من رب العالمين .. رزقك الله الجنة ثواباً لجهودك معنا ...