اذاعة مدرسية كاملة عن التسول، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين، فالحمد لله كل الحمد إننا وُلِدنا لنجد أنفٌسنا قوماً مسلمين، فالإسلام مُنذ نزوله كرسالة إسلامية كاملة من رب العالمين وقد ركز في كافة أحكامه وقواعده علي تكريم الإنسان والرفع من قدره وجعله مُعززاً مكرماً في السعي والحصول علي موارد الرزق ومتطلبات الحياة اليومية،
ولكن المُجتمعات البشرية بطبيعتها تمر بفترات ازدهار ورخاء كما أنها أيضاً قد تتعرض للعديد من المشكلات المالية فتجعلها تنحدر اقتصادياً وتظهر بها بعض الظواهر الاجتماعية السلبية مثل " ظاهرة التسول" والتي تُعد من أخطر الآفات الاجتماعية التي قد تواجه مجتمعاُ ما وتتطلب بذل الكثير من الجهود واتخاذ العديد من الخطوات من الدولة للقيام بمواجهاتها، بالإضافة إلى ذلك فإنها تتطلب إنفاق الكثير من الإمكانيات المالية للقضاء عليها ودثر جذورها في المجتمع.


أولاً مقدمة الإذاعة

صباح جديد نلتقي فيه بكم من إذاعتنا المدرسية المتجددة، فصباح الخير على كل ساعيٍ إلى زرقه، صباح الخير على كل من آمن بقدرته على مواجهة الظروف ولم يستسلم لظروف الحياة، صباح الخير إليكم جميعا....
نتناول في إذاعتنا لليوم ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي " التسول" فما المقصود بها وما هي العوامل التي تؤدي لظهورها وما هي أهم الخطوات للقضاء عليها، ذلك ما سنناقشه معكم لاحقاً ولكن عقب الاستماع لوردنا اليومي من القرآن الكريم مع الطالب/......
قال الله تعالى في كتابه العظيم " الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " صدق الله العظيم


ثانياً : الحديث الشريف

التسول لغوياً يعني طلب المال والإحسان من الأغنياء، ويُعد من أخطر الأمراض المجتمعية المنتشرة بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة حيث كان النبي الكريم كثيراً ما يستعيذ بالله منه قائلاً ـ عليه الصلاة والسلام ـ "
اللهم إني أعوذ بك من الكُفر والفَقر"صدقت يا رسول الله
ونجد أخيراً أنه لم يعُد مقتصراً فقط على طلب غير القادرين ولكن قد أصبح وسيلة ثراء سريعة لضعيفي النفوس من المُحتالين المتكاسلين عن العمل وكسب رزق يومهم بطريقة غير شريفة، وقد حذرنا ونهانا النبي الكريم عن هذا الفعل في سُنته النبوية حيثُ أحتقر وذمّ فاعليها فقال "
ما يزال الرجلُ يسأل الناسَ حتى يأتيَ يومَ القيامة وليس في وجهِه مُزعةُ لحمٍ" .
وأوصانا الرسول الكريم بالعمل الشريف والجهد لكسب الرزق حتي ينعم الإنسان بماله ورزقه الحلال دون الحاجة إلى سؤال غيره مما قد يعرضه إلى الإذلال والحرج وفقدان العزة والكرامة فقال ـ

"لأن يأخذَ أحدكم حَبْلَه، فيأتيَ بحُزمة الحطب على ظهره، فيبيعَها، فيكُفَّ اللهُ بها وجهه: خيرٌ له من أن يسألَ الناس، أعطَوْه أو منعوه" صدق رسول الله .

ر
ثالثاً فقرة بعنوان أسباب وحلول
لا ظاهرة تنشأ من العدم ... فأي حدث لابُد له من سبب لكي يحدُث وقد أظهرت الدراسات وأبحاث علماء الاجتماع عن تلك الظاهرة السلبية أن أهم أسبابها تتمثل في النقاط التالية :


  • أولى أسباب أتجاه بعض الناس إلى التسول وطلب المال من الغير هو ضعف إيمانهم بالله تعالي وابتعادهم عن كتابه العظيم وسُنة نبيه الكريم حيث تكون عقيدتهم بأن الله تعالي هو الرازق ومُسبب أسباب الرزق والحياة رازق النملة في باطن الأرض ضعيفة، فيتجهون إلي أسهل طرق الحصول على المال وهي الإحسان من الغير ومدّ اليدّ .
  • الفقر الشديد ... حيثُ هناك الأفراد ضعيفي المستوي المادي والتعليمي الذين يعانون من افتقار أبسط المقومات للعيش والحصول على الطعام فلا يجدون أمامهم سوى ممارسة التسول في الشارع فقط للتمكن من أطعام عائلاتهم غير مُبالين بالمظهر أو الشكل الاجتماعي.
  • اتجاه البعض من الكسلى غير الراغبين في الكد والاجتهاد لجني أموالهم بالطرق الشرعية ، فيتخذون من التسول وسيلة سهلة وسريعة للثراء، كما أن بعضهم قد يقوم بإجبار غيره على التسول والاستيلاء على أمواله، فهؤلاء ملعونون من الله تعالى محرومون من طيب جنته في الأخرة .
  • ارتفاع مستويات البطالة بين المجتمعات العربية وعدم قدرة الشباب على إيجاد مصدر دخل يكفي احتياجاتهم الأساسية قد تدفع البعض إلي استجداء الآخرين للتمكن من الحياة .
  • قد يقوم البعض من ضعيفي القوات العقلية والذهنية ممن فقدوا عوائلهم ومن يهتم بمتطلباتهم إلي القيام بالتسول بشكل غير واعي أو مقصود .
  • قد تجد بعضاً من كبار السن ممن عاشوا رحلة حياة طويلة لتوفير كافة متطلبات أبنائهم قد أنتهي بهم الحال في الشارع لأستجداء لقمة العيش بعض أن تخلى عنهم أبناؤهم في أيامهم الأخيرة .


حلول ومقترحات للقضاء على ظاهرة التسول :
  • الشريعة الإسلامية قد حاربت بشدة كافة أشكال التسول وأوجدت لها بعض الحلول، حيثُ أمر الله المسلمين القادرين مالياً بالصدقة والذكاة وإعطائها للفقراء والمحتاجين فعلا ممن لا يقدرون على كسب قوت يومهم لظروف صحية أو عقلية حيث قال الله تعالي ـ"من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون" "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" صدق الله العظيم

كما رُويَ عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه، فلما انصرَف قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " لو يعلَمون ما في المسألة ما مشى أحدٌ إلى أحدٍ يسأله شيئًا" .
  • مؤسسات الدولة المركزية يقع على مسؤوليتها توفير فرص العمل للجيل الجديد من الشباب حتي يستطيعون بناء مستقبلهم بشكل جيد دون الحاجة للقيام بالاستجداء أو الاستعانة بطرق غير مرغوبة في كسب قوت يومهم.
  • القيام ببناء دور رعاية تهتم بمتطلبات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والقدرات الذهنية الضعيفة حتي لا يضطرون للقيام بالتسول في الشوارع للحصول على الطعام.
  • قيام الأسرة المسلمة بغرس قيم العزة والكرامة في نفوس الأطفال مُنذ الصغر وتوعيتهم بأن الله هو الرازق العليم وأن العاملون في سبيل كسب عيشهم بجد واجتهاد يُحبهم الله ورسوله ويجعل لهم رزقاً واسعاً وفيراً جزاءً لاجتهادهم، حيث قال الله تعالى ـ وَمَا " مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " . صدق الله العظيم
  • وضع قوانين صارمة تقوم بمعاقبة المتسولين من ذوي النفوس الضعيفة الراغبين في الثراء السريع وذلك للحد من تلك المشكلة وآثارها السلبية علي المجتمع .
  • قيام المؤسسات التعليمية بتشجيع الأطفال على الجد والاجتهاد مُنذ الصغر حتى ينشؤن جيلاً قوياً مُثابراُ في بناء مستقبله والحصول على عمل شريف ليكسب رزقه من صُنع يديه .


رابعاً : خاتمة الإذاعة المدرسية

وفي نهاية إذاعتنا المدرسية لهذا اليوم الطيب نتمنى أن نكون وفِقنا في عرض ظاهرة " التسول " بشكل متكامل من حيثُ الأسباب والحلول، في محاولة منا للتوعية بسلبية تلك الظاهرة على مجتمعاتنا العربية ونهايةً نسأل الله لنا ولكم جميعاً أن يكفينا شرور ومصائب هذه الدنيا وألا يجعلنا في يوم من الأيام نضطر لذلك، فالحمد لله دائماً وأبداً ...