ظاهرة الهدر المدرسي "التسرّب المدرسي"



يقصد به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. نتيجة الفشل الدراسي، أو هو انقطاع التلاميذ عن الدراسة كليا قبل إتمام المرحلة الدراسية أو ترك الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة، وهو آفة تؤثر سلباً في المجتمع.


ومهما تعددت الأسماء واختلفت المفاهيم والمصطلحات حول الهدر المدرسي، فإن هذه الظاهرة تحمل مدلولات ومسميات أخرى كالتسرب والفشل المدرسي، والتخلف الدراسي، والانقطاع المدرسي، وعدم التكيف الدراسي..


وقد تعددت الرؤى لتفسير هذه الظاهرة وفق المهتمين بالموضوع من زاويا علم التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع بالإضافة طبعا إلى أهل الاختصاص، ورغم هذا التنوع فإن كل الدراسات والقراءات ترجع الهدر المدرسي إلى عوامل ثلاثة؛ المحيط الأسري والوسط المدرسي والفضاء الاجتماعي.


أسباب الهدر المدرسي


أولا: الأسباب الاجتماعية والثقافية

  • الغياب المتواصل للآباء عن البيت، العنف داخل الأسرة، الانحراف الأخلاقي لبعض التلاميذ والتلميذات (التعاطي للتدخين والمخدرات).
  • أمية الآباء، غياب علاقات التواصل مع الأسرة، رفض بعض الآباء لتمدرس الفتاة (خوفا من تعرضها للتحرش الجنسي، أو من صدور أعمال عنها قد تسيء إلى سمعة العائلة(
  • سيادة بعض الأفكار الخاطئة حول تدريس الفتاة القروية، حيث ترى بعض الأمهات أن البنت يجب أن تتعلم الأعمال المنزلية وبعض الأنشطة الممارسة في المنطقة، وهذا كفيل لها بحياة زوجية ناجحة أما الدراسة فهي شيء ثانوي.
  • مسألة الزواج المبكر، والتي تعد من بين الأسباب التي توقف مسيرة الفتاة الدراسية عند مراحلها الأولى.
  • أما الأسباب الثقافية فتتعلق أساسا بنظرة السكان القرويين للمدرسة، فالعادات والتقاليد تلعب دورا هاما، فقد نجد أسرا أحيانا  تشجع أبناءها وبناتها على الدراسة خلال المرحلة الابتدائية فقط.  



 ثانيا: الأسباب الاقتصادية


وتتجلى في الفقر والحاجة، والدخل المحدود للأسر، وضعف الموارد المالية للتكفل بدراسة الأبناء. هذا إضافة إلى تشغيل البعض منهم لأطفاله في أعمال الفلاحة وغيرها من الأعمال وتكليف الفتيات بأعمال البيت، إلى جانب غياب النقل المدرسي أو محدوديته في الوسط القروي.




ثالثا: الأسباب النفسية 


تتجلى في صعوبات اندماج التلاميذ في المحيط المدرسي، ومدى قابليتهم للانخراط في المؤسسة التعليمية، وصعوبات التعلم لدى العديد منهم.




رابعا: الأسباب التربوية 


  • ضعف قدرة بعض التلاميذ على مواكبة وتيرة الدراسة؛
  • تعدد المستويات الدراسية في القسم الواحد في بعض الأماكن من العالم القروي، وكذا الاكتظاظ، الذي يمكن اعتباره ظاهرة عامة بأغلب المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني.
  • عدم ملاءمة المقررات مع خصوصيات الفئات المستهدفة، فضلا عن حالات التكرار المتعددة، وكذا ارتفاع تكلفة التدريس بالنسبة للفئات المعوزة؛
  • سوء العلاقة بين المعلم والمتعلم؛
  • غياب الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية؛
  • عدم جاذبية الفضاء المدرسي وقلة الأنشطة المدرسية والترفيهية؛
  • عدم ملاءمة بعض برامج التكوينات الأساسية للأساتذة والمديرين مع متطلبات المدرسة والتلاميذ؛
  • ضعف تغطية المدرسة لحاجيات تمدرس الطفل (الكتب والمعدات المدرسية، عدم توافر المطاعم المدرسية بالعديد من المدارس وخاصة بالعالم القروي، عدم وجود دور الطالبة بالقدر الكافي) ..
  • ضعف البنيات التحتية المدرسية، وفي هذا الإطار لا تزال العديد من المدارس  بالمناطق القروية بالخصوص غير مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب أو لا تتوفر على مرافق صحية ، أو تفتقر للكهرباء. وقليلة هي المؤسسات التعليمية التي تتوفر على سكن مخصص للمدرس ، ومن ثم فإن عددا مهما من المدرسين يزاولون عملهم في ظروف غير ملائمة للعملية التربوية .
  • حالات الغياب المتكررة لدى بعض المدرسين، والتي تعود في الغالب إلى ظروف العمل الصعبة ولاسيما بالوسط القروي (البعد، السكن، النقل، التجهيزات) ..

خامساً: الأسباب الجغرافية


    تتجلى في بعد المؤسسات التعليمية عن سكن التلاميذ ولاسيما بالوسط القروي، وتشتت السكن، وصعوبة المسالك وانعدامها أحيانا، وقساوة الظروف المناخية خصوصا بالمناطق الجبلية.







الآثار السلبية للهدر المدرسي


يؤثر الهدر المدرسي على الأفراد بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، ولعل أبرز الآثار السلبية للهدر المدرسي تتمثل في:


  • انتشار الأمية بين الشباب.
  • ارتفاع مستوى البطالة، مما يؤدي إلى ارتفاع رغبة الشباب في الهجرة.
  • الرغبة في الربح السريع عن طريق القيام بأنشطة غير مشروعة، وبالتالي انتشار الجريمة و ارتفاع مصاريف الدولة فيما يتعلق بتأسيس نقط للمراقبة وأيضا لإنشاء مؤسسات إصلاحية لإعادة تأهيل هذه الشريحة .
  • بالإضافة إلى العواقب الاقتصادية السلبية مثل الخسائر الضريبية، وتباطؤ النمو الاقتصادي، ونقص اليد العاملة الخبيرة.






سُبل مقترحة للحد من ظاهر الهدر المدرسي


للحد من هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً في بينة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، لا بد من تقديم أشكال الدعم التربوي والاجتماعي، مثل:


  • إيجاد قاعدة معلومات لجميع طلاب المدارس للتعرف علي وضع الطالب  طيلة حياته الدراسية بالمدرسة
  • رفع كفاءة مديري المدارس وتدريبهم, العناية بالإشراف والتوجيه التربوي للمعلمين.
  • التطوير المستمر للجوانب التعليمية المختلفة كالمعلم والإدارة والمنهج  والمحتوي الدراسي . وطرق التدريس والبيئة المدرسية. وطرق التقويم والامتحانات.
  • العدالة بين الطلاب وعدم التمييز بينهم داخل المدرسة .
  • منع العقاب في المدرسة سواء البدني والنفسي
  • متابعة الطلاب  الذين يعيشون في اسر ذات دخل منخفض والعمل علي مساعدتهم ويمكن ذلك عن طريق (صندوق الطلاب).
  • تفعيل الاتصال والتواصل بين المدرسة وأولياء الأمور من خلال تنظيم مجالس الآباء .
  • توفير شكل من اشكال التواصل بين  الطلاب والمنتجين في سوق العمل لتسهيل توظيفهم.
  • الاهتمام بمراكز التعليم المهني  وتوسيع انتشارها في جميع المحافظات. للتمكن من إعادة التأهيل للطلاب المتسربين  بما يتناسب مع قدراتهم.
  • التأكيد على دور الإعلام التربوي ودوره في توعية المجتمع  بأهمية التعليم ومخاطر التسرب والهدر.












مواضيع أخرى: 


~*¤ô§ô أطعمة تعطر رائحة الجسم، وأخرى تجعلها كريهه ô§ô¤*~


هل مزيلات العرق تسبب السرطان؟ ومالعلاجات الموضعية لعلاج كثرة التعرق؟


(¯`·._.· (معلومات جمالية وطبية وصحية سريعة) ·._.·`¯)


•·.·°حلا سهل وسريع : كرات القرفة بجبن كيري •·.·°


~¤¦¦ مـن هـم أصـحاب الأيـكة ¦¦¤~


كيف يعمل الكافيين على تنشيط الجسم؟ ومالكمية المناسبة للاستهلاك اليومي للكافيين؟


لماذا يتغير صوتك عندما تستنشق الهيليوم؟ وماأضرار هذا الغاز؟


لماذا يتغير صوتك كلما كبرت في السن؟