مالفرق بين العرب والأعراب؟ وماصفات الأعراب في القرآن الكريم؟ 




 


الفرق بين العرب والأعراب:


الأعراب لغةً: هم سكان البادية من العرب، وجمع أعراب أعاريب، أما مفردها فهو أعرابيّ، وهم الذين يتتبعون مساقط المطر ومنبت الكلأ. ولا يطلق لفظ الأعراب على قبائل بعينها وإنما يطلق على العرب الذين لا يسكنون المدن والأمصار ولا يقيمون فيها ولا يدخلونها إلى لحاجة تُعرض لهم.


أما العرب: فهم الذين سكنوا القرى العربية، واستوطنوا المدن، سواء من كان منهم مِن البدو ثمَّ انتقل إلى القرى، أو الذين انتقلوا إلى المدن، فلا يجوز للمسلم أن يطلق لفظ الأعراب على المهاجرين والأنصار، الذين استوطنوا مكة ثمَّ هاجروا إلى المدينة، ومن لحق من الصحابة الكرام بأهل البدو بعد هجرته ورعى الغنم واقتناه وتتبع مساقط الغيث فيقال إنَّه تعرّبوا أي صاروا أعرابًا، وفي المقابل إذا انتقل الأعرابي إلى القرى العربية وغيرها فيسمى حينها عربيّ وليس أعرابيّ.






الأعراب في القرآن الكريم:


الأعراب ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة مواضع وأشار إليهم المفسرون وعلماء التاريخ في كثير من دراساتهم وأبحاثهم، وقد أثاروا لدى العديد من الناس التساؤلات حول موقفهم من الإسلام، ولكن القرآن الكريم أوضح ذلك في مواضع مختلفة، فقد ذُكر الأعراب في عشرة مواضع في القرآن الكريم، منها :


  • "قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"
    "الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"
  • "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ"
  • "وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
  • "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
  • "وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"







بعض صفات الأعراب:


الجفاء والغلظة والبعد عن العلم ومجافاة الشرع صفات لبعض الأعراب، وتنسحب على كل من جمع مثلها من الصفات نفس الأحكام: منهم الأشد نفاقًا، ومنهم المتربصون المنفقون للصد عن سبيل الله والتربص بأهل الدين وإمداد أعداء الله بكل مددٍ وعون ممكن. ومنهم المؤمن المنفق الحامل الدين المنسلخ من كل الصفات السلبية المذكورة آنفًا.



ومن آمن بالله وترك الجفاء منهم فليس بِمذموم


قال ابن كثير : أخبر تعالى أن في الأعراب كُفارًا ومنافقين ومؤمنين ، وأنّ كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشد . اهـ

وأما قوله تعالى : (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) ، فهو خَبَر عمّن اتصف بذلك الوصف ، أي : بأنه (أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) . وهو وصف تكرر في الإخبار عن المنافقين ، كما قال تعالى : (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)
وأما المؤمن فليس كذلكولا يُمكن أن يُوصف من يؤمن بالله واليوم الآخر بأنه أشد كُفرا ونفاقا ، ولو كان عَبْدًا مملوكا ، أو أمَة مملوكة ، وإنما يُوصف به من لم يؤمن بالله واليوم الآخر

وغالبا يكون الجفاء عند من يسكن الصحراء ، نظرا لِجفافها ، ولِعدم مُخالطة الناس
ولذلك يأخذ أصحاب الدواب مِن أخلاق دوابّهم ، فالجفاء في أهل الإبل ، والسكينة في أهل الغنم. قال صلى الله عليه وسلم : الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر ، والسكينة في أهل الغنم . رواه البخاري ومسلم .




وكما ذكرنا، فليس الأعراب كلهم مذمومين، بل منهم: { مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } فيسلم بذلك من الكفر والنفاق ويعمل بمقتضى الإيمان. {وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ}   أي: يحتسب نفقته، ويقصد بها وجه اللّه تعالى والقرب منه {و} يجعلها وسيلة لـ {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} أي: دعائه لهم، وتبريكه عليهم، قال تعالى مبينا لنفع صلوات الرسول: {أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ} تقربهم إلى اللّه، وتنمي أموالهم وتحل فيها البركة.


{سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ} في جملة عباده الصالحين إنه غفور رحيم، فيغفر السيئات العظيمة لمن تاب إليه، ويعم عباده برحمته، التي وسعت كل شيء، ويخص عباده المؤمنين برحمة يوفقهم فيها إلى الخيرات، ويحميهم فيها من المخالفات، ويجزل لهم فيها أنواع المثوبات.










المصادر:


islamway.net
almeshkat.net



















مواضيع أخرى: 


كيف تكون شفاعة النبي يوم القيامة؟ ومالشفاعة المقبولة والشفاعة المردودة؟ 


~¤ô فوائـد ولطـائف من سـورة يـوسـف ô¤~ 


هل يسمع الأحياء عذاب أهل القبور؟ وهل نصدق من قال أنه سمع أصواتهم أو رأى ميتا حقيقة؟ 


حكم الدعاء للكافر في حال حياته أو بعد موته 


كيف أتخلص من عادة الغيبة والنميمة؟ 


أصلي في الحرم وأهدي ثواب الصلاة لمن لايستطيع الوصول، فهل يجوز ذلك؟ 


من أول من اختتن في الإسلام ؟ وما حكم الختان للرجل و للمرأة؟ 


أَتَـدْرُونَ مَـا الْمُـفْلِسُ | لاتكن من المفلسين الذين ذكرهم النبي في حديثه الشريف


ماحكـم تبنـي طفـل؟ وهل يُـعد الطفـل المُتَـبَـنّى مَحــرَماً لو بلـغ؟