~¤ô فوائـد ولطـائف من سـورة يـوسـف ô¤~      






فوائد ولطائف من سورة يوسف  




>> سورة يوسف هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها.  لذلك قال الله تعالى "أحْسنَ القَصَص"  فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم.   





>> ومن العجيب أن قميص يوسف استُخدم كأداة براءة لإخوته، فدل على خيانتهم.  ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز، فبرَّأه. ثم استخدم للبشارة، فأعاد الله تعالى به بصر والده يعقوب.





 >> الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة، مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة، وأن الشئ السئ قد تكون نهايته جميله.  فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في غيابات الجب، شيء فظيع.  وشئ فظيع أن يكون يوسف خادم صغير في بيت عزيز مصر، فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز!  شيء رائع.  ومن بعد هذة الروعة تكون نهايته أن يدخل يوسف السجن!  ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع، فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر!


الهدف من ذلك: - أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك، فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء، وفق عِلمه وحِكمته سبحانه .


فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُك بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها، فلا تيأس ولا تتذمَّر، بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور.  


كما يفيد ذلك: - أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب، أو العكس.








تفيد السورة أنه لا دافع لقضاء الله تعالى، ولا مانع من قدر الله تعالى، وأنه تعالى إذا قضى للإنسان بخير ومكرمة، فلو أن أهل الأرض اجتمعوا عليه، لم يقدروا على دفعه ورفعه







>> تجعلنا السورة نتدبر في يوسف الإنسان، الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح.  ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات، بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح!  فهذه السورة الكريمة تكشف عن ضعف الإنسان، وعن قوته معاً؛ فالإنسان ضعيف إذا استسلم لهواه، وأعطى زمامه لنفسه الأمَّارة بالسوء. وهو قوي إذا رجع إلى سلطان عقله، واستمع إلى وحي ضميره، وعرف قدر إنسانيته، واستشعر أنه خليفة الله في أرضه، وأنه إنما خُلِق ليسود ويحكم، وأنه لن يسود ويحكم إذا كان عبداً لأهوائه وشهواته ونزواته، وأنه يسود ويحكم إذا أحكم السيطرة على شهواته، واستعلى على دواعي نزواته







>> قصة سيدنا يوسف هي قصة نجاح في الدنيا والآخرة. في الدنيا: حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر،  وفي الآخرة:  حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح.  







>>كما ان السورة فيها تحريم الخلوة بالنساء غير المحارم؛ لما تفضي إليه من تحريك الشهوات، والوقوع فيما حرم الله؛ إذ ميل الرجل إلى المرأة، وميل المرأة إلى الرجل أمر فطري، وكثيراً ما يؤدي الاختلاط إلى الوقوع في الفاحشة







>> نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة، وكأنك تراها بالصوت والصورة.  وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به.  لكنها لم تجيء في القرآن الكريم لمجرد رواية القصص.  فكان هدفها جاء في آخر سطر من السورة وهو: إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين.  فمحور القصة الأساسي هو: -  ثق في تدبير الله ، اصبر و لا تيأَس..







>> سورة يوسف هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس. قال الله تعالى:


 *فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (الآية ٨٠).


*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (الآية ٨٧).


*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (الآية ١١٠). - ...


وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن: إن اللهَ قادر على كل شئ فلِمَ اليأس؟ إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الرجاء.   







>>لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله، صلى الله عليه و سلم، في أشد أوقات الضيق بوفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبو طالب.   فهذه السورة كما قال العلماء: "ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه."  









>> تولى الله أمر يوسف:


* فأحوج القافلة في الصحراء للماء، ليخرجه من غيابات الجب.


* ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه!


* ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا، ليخرجه من السجن.


* ثم أحوج مصر كلها للطعام، ليصبح عزيز مصر.  


فإذا تولى الله أمرك، هيأ لك كل أسباب السعادة وأنت لا تشعر. فقط قل بصدق:  "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ" ..


فقط فوّض أمرك لله فى كل شيء في همك، في صحتك، في أولادك، في احتياجاتك المالية.  واتق الله، و تأكد أن الله معك طالما أنت موفي الله حقه.   


اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.








مواضيع أخرى: 

شـرح مـعنى "كـل مولود يولد على الفطرة ...." 

سلسلة من أروع ماقد تشاهد ▶ 〣 ◀ لماذا خلقنا الله وهو يعلم ان الغالبية سيدخلون النار 

۞وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم.. ماالميثاق الذي أخذه الله على البشر؟ 

نصحني أحد الشيوخ بكتابة آية الكرسي وتعليقها بسلسلة في رقبتي، فهل يجوز ذلك؟ 

ماهي حياة البرزخ؟ وكيف تتلاقى الأرواح فيها؟ 

△●▽● معجزات الأرقام في القرآن ●△●▽ 

°l||l° أفضل كتب الدكتور طارق السويدان °l||l° 

جزيرة الفصح وتماثيل رابا نوي : أحد ألغاز العالم القديم