آيــات قـرآنية جمـيلة للحفـظ مع تفسيرها (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جمعت لكم هنا بعض آيات القرآن الجميلة التي فيها العظة والعبرة .. هذه الآيات سهلة الحفظ وعظيمة المعنى أرجو من الله الأجر فيها لي ولكم  


*******

﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ الإسراء: 36.

التفسير:


اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) فقال بعضهم: معناه: ولا تقل ما ليس لك به علم., وقال آخرون معناه: لاترم غيرك بما لاتعلم عنه.
ذُكِر عن البعض أن محمد بن عبد الأعلى حدثهم فقال، عن ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) معناها: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم.
وذُكِر عن ابن الحنفية أنه فسرها ب "شهادة الزور" . كما رُوِي عن ابن عباس أن قوله تعالى:  ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) معناه: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم.

وهذان التأويلان متقاربا المعنى، لأن القول بما لا يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور، ورمي الناس بالباطل، وادّعاء سماع ما لم يسمعه، ورؤية ما لم يره.


وأما قوله تعالى ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) فإن معناه: إن الله سائل هذه الأعضاء عما قال صاحبها، من أنه سمع أو أبصر أو علم ، تشهد عليه جوارحه عند ذلك بالحقّ.




فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا *  سورة نوح: 10-12 


التفسير :


 في قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) أي: ارجعوا إليه، وارجعوا عما أنتم فيه، وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه، ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك؛ ولهذا قال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا أي: متواصلة الأمطار، ولهذا تستحب قراءة هذه السورة في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآية.


وهكذا روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أنه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقرأ الآيات في الاستغفار ومنها هذه الآية: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*


ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر.


ومن هنا قد نستدل على أن الاستغفار يكون سببًا لنزول الخيرات، ونزول الأمطار، وأن الإنسان يرزق بالأموال والبنين، كما أن ذلك يكون سببًا لرفع البلاء الذي ينزل به، حينما يكون الإنسان في شدة، فيحتاج إلى استغفار، وحينما يطلب الولد، فيحتاج إلى كثرة الاستغفار، يطلب المال يحتاج إلى كثرة الاستغفار، يطلب التوفيق في دراسته أو عمله، أو غير ذلك يحتاج إلى كثرة الاستغفار.


(وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) ما قال: يمددكم بأموال وأولاد، بأي اعتبار؟ باعتبار أن البنين وهم الذكور، أن ذلك هو المطلب الأكبر بالنسبة إليهم، فهو يخاطبهم بهذا؛ لأن الآباء يتقوون بهم، ويتجملون في المجالس بهؤلاء الأبناء.


وقوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدرّ لكم الضرع، وأمدكم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها.


 


يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ *وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ* سورة ق : 30-35


التفسير:


في هذه الآيه يخبرنا تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة: هل امتلأت؟ وذلك أنه -تبارك وتعالى- وعدها أنه سيملؤها من الجِّنة والناس أجمعين، فهو -سبحانه وتعالى- يأمر بمن يأمر به إليها ويُلقَى وهي تقول: هل من مزيد أي هل بقي شيء تزيدوني؟ هذا هو الظاهر في سياق الآية وعليه تدل الأحاديث، روى الإمام أحمد عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط وعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضلٌ حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم الله تعالى في فضول الجنة )، رواه مسلم.


وقوله تعالى) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد) قال قتادة وأبو مالك والسدي) وَأُزْلِفَتِ): أدنيت وقربت من المتقين) غَيْرَ بَعِيدٍ (وذلك يوم القيامة، وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) أي: راجع تائب مقلع (حَفِيظٍ( أي: يحفظ العهد فلا ينقضه ولا ينكثه،) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْب) أي: من خاف الله في سره حيث لا يراه أحد إلا الله -عز وجل- كقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ورجل ذكر الله تعالى خالياً ففاضت عيناه  , ( وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) أي: ولقي الله -عز وجل- يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه) ادْخُلُوهَا) أي: الجنة،) بِسَلَامٍ) قال قتادة: سلِمُوا من عذاب الله -عز وجل- وسلّم عليهم ملائكة الله، وقوله -سبحانه وتعالى)-: ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُود)ِ أي: يخلدون في الجنة فلا يموتون أبداً، ولا يظعنون أبداً ولا يبغون عنها حولاً، وقوله -جلت عظمته)-: لَهُم مَّا يَشَاءُُونَ فِيهَا (أي: مهما اختاروا وَجدوا، من أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم، وقوله تعالى(وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)، ، كقوله -عز وجل-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ[ سورة يونس:26 ] في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه الله الكريم




قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ *


التفسير:


في آية: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ... ) دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر، ولا يصح حمل هذه على غير توبة، لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.


ويؤيد ذلك ما ورد في سبب نزولها، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا.... ونزل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.


وفي قوله تعالى (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا ...), معناها: أقبلوا أيها الناس إلى ربكم بالتوبة, وارجعوا إليه بالطاعة له, واستجيبوا له إلى ما دعاكم إليه من توحيده, وإفراد الألوهة له, وإخلاص العبادة له.
كما قال ابن زيد, في قوله (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ (, قال: الإنابة: الرجوع إلى الطاعة, والنـزوع عما كانوا عليه, ألا تراه يقول: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ .
وقوله: ( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) يقول: واخضعوا له بالطاعة والإقرار بالدين الحنيفي ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ(من عنده على كفركم به.
) ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ( يقول: ثم لا ينصركم ناصر, فينقذكم من عذابه النازل بكم.

******** 

مواضيع أخرى:

آيات قرآنية جميلة للحفظ مع تفسيرها (1) 
دعاء ختم القرآن و حكمه وما ورد فيه 
دروس نتعلمها من المرض 
10 نصائح لاستعادة رونق حياتك الزوجية 

*****