أصبحت حياتنا معقدة جدا..مظاهر خادعة و مجاملات مبالغ فيها..كل شي أصبح يقاس بالمظهر فإذا أرادت الواحدة منا أن تحضر حفل زفاف تفكر مليا وقبل أشهر من الزفاف بفستانها وتسريحتها ومكياجها و أفضل صالون تجميلي و آخر صيحات الشعر و ووو و قائمة عريضة و طويلة لابد من ان تستكمل قبل الحضور (Check List) لماذا؟؟؟ لكي تصبح لوبيز العشاء وكارداشيان المساء و هذا الشاب إذا أراد أن يسافر تجده غرق في الديون لكي يلبس الديور وفضل الفراري على الاستقرار المالي ...كما وأصبحت الكماليات تناقش في المجالس بنسبة 90% و يبقى ال10% للسؤال عن احوال الدنيا وتبادل التجارب والقصص المسلية التي اعتاد السابقون مناقشها...أصبحت ملاحقة الموضة و الماركات والتنافس في اقتناها هو ما يشل تفكيرنا وأصبحنا نقيس العالم بما يلبسونه و ما يملكونه من ماده وأصبح الناس بمختلف مقاييسهم المادية قد لبسوا أفخم البراندات و أقتنوا أفخم السيارات و أعتلوا أبراج الإمارات..في سبيل الملاحقة بموكب الدعايات..نعم أصبحنا دعاية تمشي على الأرض و أصبح الواحد منا كأنه كشك للكماليات يعرض كل جديد وفريد. هل هذه حرب نفسية شنها علينا الغربيون ليتوجه تفكيرنا نحو المادة البالية بدل العقول النابغة؟؟ حيث أصبحنا كأننا كالمغشي علية يمشي مع الريح متخبط لا يعلم الصواب من الخطأ لا يعلم هل إذا لم يلحق بالموكب فهو متخلف؟ رجعي ؟ لن يعيره الغير اهتمام ولن يحسب له حساب؟؟ لا بل سينتقده الناس لأنه لبس موضة سنة 2000 بدل 2013 أو لأنه لم يسافر هذا العام أو لم يغير هاتفه الجوال الذي اشتراه قبل سنه فقط؟؟؟ من الذي عقد الدنيا؟ مع العلم الدنيا لا تتعقد ولا تتغير؟ نحن من عقدناها و غيرناها..كم من بيوت تدمرت وكثرت فيها المشاحنات لأن الزوج رفض أن يشتري لزوجته ساعة الرولكس و حقيبة الشانيل و عقد الفانكليف؟؟؟
هل تشعرون مثلي بأنكم في هذه الدوامه التي لا تنتهي بل تزداد تطورا حتى فقدنا الاحساس بالأولويات و أساسيات الحياة و نسينا بل تناسينا المثل القائل (مد ريلك على قد لحافك) وأصبحنا نقول (رقع لحافك وغط ريلك)؟ ومع العلم لست ضد التجمل والترتيب ولبس الموضة فالله جميل يحب الجمال ولكن حين يصبح الموضوع هوسا والشغل الشاغل والمسيطر على التفكير و الكيان هنا لابد أن نقف وقفة ونضع النقاط على الحروف و نصحح المسار ونرجع للتوازن...
إذا كنا نريد التخلص من تعقيدات الحياة، فلنكن أقوياء الإرادة كي نغير ذاتنا، ولنكن أكثر تواضعاً وأقل تكلفاً كي نعيش حياة هانئة. علينا أن نتخذ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم منهجاً في الحياة الحقيقية الناجحة، فسيرته العطرة المباركة تمثل النموذج الأمثل والأكمل للحياة الإنسانية المتزنة والتي من جعلها نموذجاً يحتذي بها عاش حياة ممتعة وسعيدة. والله أعلم.
بقلمي المتواضع fhosani
ما هي وجهة نظركم في الموضوع؟؟