يتزايد الحديث عن السكري وارتباطه بنوعية الغذاء، حيث إن 90 % من حالات ضبط السكري تعود إلى الحمية الغذائية، والرياضة، والالتزام ببرنامج غذائي، لتحديد نوع الطعام والوقت المناسب لتناوله.
بينت أخصائية التغذية الدكتورة أمل كفانة أن زيادة تناول السكريات بشكل كبير، إضافة إلى الدهنيات المطبوخة مثل المقليات أو الحليب والأجبان كاملة الدسم، وزيادة تناول النشويات، وإهمال تناول الخضروات والفواكه والماء، وعدم الانتظام في وقت تناول الوجبة، وعدم ممارسة الرياضة والحركة المنتظمة، كل ذلك من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسكري.
وذكرت أنه في حال الإصابة، يجب على مريض السكري في شهر رمضان الامتناع عن الأطعمة ذات السكريات العالية مثل: القطايف، والكنافة، واللقيمات، والتمر، والتقليل منها ما أمكن، لأنه بعد تناول مثل هذه الحلويات بفترة قصيرة (حوالي 10 دقائق) ترتفع نسبة السكر في الدم.
وأوضحت د.كفانة أنه على الرغم من مكونات التمر المفيدة، إلا أنه يستحسن التقليل منه في رمضان، إلى حوالي 6 تمرات في اليوم.
وأشارت إلى أن الدهون، هي من المواد التي تتحول في الجسم إلى سكريات، وقد يتعرض مريض السكري عند تناولها لارتفاع الكوليسترول، مما يساعد على إصابته بأمراض القلب والشرايين.
وقالت إن استعمال الدهون الحيوانية والنباتية الضارة مثل الزبد والسمن، والسمن النباتي والزيوت النباتية والمهدرجة، له تأثير مباشر على القلب والشرايين.
وأضافت أنه يستحسن من الزيوت النباتية استعمال زيت الزيتون لقلة الكوليسترول فيه بشرط عدم تسخينه، ذلك أن تسخين زيت الزيتون عند 60 درجة مئوية يؤدي إلى تأكسده وتحويله من زيت مفيد إلى زيت ضار، وضرره شبيه بالدهون الحيوانية. "لا بد من استعماله بارداً وبكميات قليلة".
وأشارت د.كفانة إلى وجود دهون غير ظاهرة، وهي دهون لا تراها العين وتكون داخل اللحوم بأنواعها، وداخل مشتقات الألبان كاملة الدسم، وللتقليل منها لا بد من نزع الظاهرة منها كالشحم على اللحوم الحمراء، والجلد على الدواجن، واستخدام طريقة الشواء أو السلق لتجهيزها للأكل.
أما بالنسبة إلى اللحم المفروم الذي يفضل أكله في رمضان بحشوه داخل السمبوسة، فمن المستحسن أن يكون مشويا وليس مقليا.
التعامل مع النشويات
وذكرت د.كفانة أن النشويات التي تكثر في موائد رمضان كالمعجنات والمعكرونة والأرز، تتحول في الجسم إلى سكريات تمده بالطاقة، ولا بد من وجودها في الوجبة. لكن على مريض السكري عليه الاعتدال في تناولها وعدم الإكثار منها.
الفواكه والخضار
وأشارت إلى أن التقليل من تناول الفواكه خلال رمضان، هو عادة خاطئة، لأن الفواكه تعمل على مساعدة الجسم على التخلص من المواد الضارة الموجودة فيه، في حين أن عدم تناولها يسبب الإمساك الشديد.
وشددت د.كفانة على ضرورة تناول السلطات في وجبة الإفطار، وأكل الخضار من دون تقطيع للحفاظ على توازنها الغذائي، موضحة أن أنسب وقت لتناول الفواكه في رمضان، هو بعد الإفطار أو السحور، وليس بين الوجبات خاصة لمريض السكري، خشية أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع للسكر في الدم.
المنبهات والعصائر
وذكرت د.كفانة أن تناول القهوة والشاي والعصائر كبديل عن الماء، عمل خاطئ، لأن جميع هذه المشروبات توجد في مكوناتها مواد غذائية صحية، إضافة إلى مواد ضارة للجسم، بينما يعمل الماء على تنظيف الجسم من المواد الضارة التي تكونت فيه. والكمية المطلوب تناولها يوميا في رمضان هي 10 أكواب، وإذا قلت كثيرا عن هذه الكمية، فإن ذلك قد يسبب الإمساك الشديد، وربما يؤدي إلى قصور الكلى.
التدرج بالطعام
وقالت د. كفانة إنه يجب البدء بتناول التمر واللبن ثم القهوة عند وقت الإفطار، ذلك أن القهوة من المواد المنبهة للجسم، وإذا بدء في شربها كأول المواد الداخلة إلى الجسم، فإن ذلك يؤدي إلى تنبيه الجهازين الهضمي والعصبي، وذلك بدوره يؤثر في الأعصاب، وربما يؤدي إلى تلفها، خاصة في الأطراف لمريض السكري، والأشخاص الطبيعيين، فخاصية الانتظام في الوجبة مطلوبة، حتى تساعد على تنظيم السكر في الدم.
ممارسة الرياضة
وختمت د.كفانة بالقول إن على مريض السكري التحرك بصفة دائمة، خصوصا بعد ساعة من كل وجبة، لأن ذلك يساعد على اتزان السكر في الدم، كما أن المشي أو ركوب الدراجة أمران ضروريان
رد مع اقتباس
