تأسف ثريا لمقتل القذافي وتقول:
"كنت فضلت أن يعيش ليحاكم أمام العدالة الدولية.
كنت أردت مساءلته لأنه خرب علي حياتي".
نشرت صحيفة الـ"صنداي تايمز" البريطانية
تحقيقًا لمراسلها في باريس، ماتيو كامبل،
تحت عنوان مقتَضب يقول: "القذافي كان يغتصب رقيق الجنس لديه".
وارتكز التقرير على كتاب للكاتبة الفرنسية ( آنيك كوجان )
نقرأ أن القذافي كان "مغتصبًا ساديًا يختطف فتيات المدارس
ليخدمن لديه كعبدات لممارسة الجنس معهن"، وفقا لمصدر فرنسي "موثوق".
ويضيف التحقيق: "كان القذافي عادة يغتصب ويضرب ويذل الفتيات المراهقات"..
ويروي الكتاب قصة فتاة تُدعى ثريا وعمرها 15 عامًا عندما اختُطفت عام 2004
من قبل "مكتشفي المواهب" العاملين لصالح القذافي،
وذلك في أعقاب اختيارها لكي تقدم له باقة ورود عندما كان يزور مدرستها.
يقول التحقيق:
"كان يغتصبها مرارا، ويضربها،طوال الفترة التي احتجزت فيها كإحدى الحريم لديه".
وحسبما يروي الكتاب فقصة ثريا بدأت في ربيعها الخامس عشر
وبدا لها أنها تعيش أجمل أيام حياتها
إذ تم اختيارها دون سواها لتقديم باقة زهور إلى القذافي خلال زيارته لمدرستها.
لم تكن ثريا تدرك أنها بمجرد الاقتراب من "بابا معمر"، كما كان يطلقون عليه،
ستضطر إلى تغيير حياة المراهقة والاقتراب من الجحيم.
"بابا معمر" لمسها على كتفها خلال الاحتفال لتخسر براءتها بعد ساعات،
وتدخل عالم العبودية والعنف والاغتصاب.
"اللمسة" كانت الإشارة لمرافقي القذافي انه "يريدها".
وعلى الفور توجهت مبروكة، "المستشارة" الأكثر قرباً إلى القذافي،
إلى منزل ثريا في سرت بحجة أن "ملك ملوك أفريقيا"
يريدها أن تقدم باقة زهور لأحد ضيوفه وأنها لن تغيب أكثر من ساعة.
وتحولت الساعة إلى سنوات، لم يكن هناك أي زائر أو باقة ورد،
كانت ثريا الجميلة الوردة النضرة التي أراد القذافي امتلاكها والعبث بها.
من سرت اصطحبت مبروكة ثريا إلى صدادة حيث كانت على موعد مع وهلتها الأولى.
أدخلت إلى إحدى غرف المعسكر حيث تجاهلها القذافي
واكتفى بمخاطبة مبروكة قائلاً "حضروها".
أخضعت ثريا بداية لفحص دم للتحقق من حالتها الصحية،
إذ كان القذافي يخشى الأمراض إلى حد الهوس
ثم بدأ العمل لتحويلها من فتاة صغيرة إلى امرأة.
سيطر الخوف على ثريا، بعدما تأخرت كثيراً على عائلتها.
لم تفهم أسباب تصفيف شعرها وتزيين وجهها وارتداء ملابس مثيرة،
تحول الخوف إلى هول عندما حضرت مبروكة واقتادتها إلى غرفة كان القذافي
ممددا على سرير بداخلها، وهو عار.
حاولت الهروب لكن مبروكة الواقفة على الباب منعتها،
وسمعت القذافي يخاطبها
"لا تخافي أنا والدك وشقيقك وحبيبك سأكون لك وستبقين للإقامة معي".
وعندما بدأ يجردها من ملابسها ضربته
لكنه شد شعرها بقوة فتعاركا وبدأ يزمجر
واستدعى مبروكة قائلاً: "خذيها ربيها وأعيديها إلي".
وما أن خرجت من الغرفة حتى صفعتها مبروكة قائلة:
"من الآن ستصغين إلى بابا معمر ولي و تطبقين الأوامر من دون نقاش".
بكت ثريا بمرارة وأدركت أنها وحيدة وقررت عدم الرضوخ
وتكرر صدها للقذافي وعراكها معه.
وعند كل محاولة كان يزداد عنفه وينهال عليها بالضرب و الشتائم والعض،
ما جعل مبروكة تحاول إقناعه بالتخلي عنها واستبدالها بفتاة أخرى لكنه أصر: "أريدها".
وفي إحدى المرات استقبلها القذافي في سرت
بعنف بالغ وأمعن بضربها ورفسها حتى تمكن من اغتصابها.
شعرت ثريا أن "روحها انتهكت" وكان جسدها ينزف،
وعاود القذافي اغتصابها في الأيام التالية.
واختفت عبارة "بابا معمر" وأصبحت عبارة "سيدك"
وفي أي ساعة من اليوم كان يمكن لمبروكة أن تحضر وتقول لها:
"ارتدي ملابسك سيدك يريدك"،
لتدرك ثريا أنها على موعد مع فصل من حياتها البائسة والمذلة
وأصبح جسدها مغطى بالكدمات والجروح.
لم يكن العنف أقسى ما عانته ثريا بل الإفراط بالعبث إلى حد الشذوذ
وإرغامها على تناول الكحول والكوكايين وحفلات الجنس الجماعية المختلطة،
كما تروي في الكتاب.
القذافي سرق من ثريا، وغيرها من الليبيات،
الطفولة والبراءة وهي اليوم في الحالة نفسها
لمئات الليبيات اللواتي استدعين ليوم أو ليلة أو سنة أو أكثر لتلبية "الاستهلاك اليومي" لـ"شذوذ" القذافي.
وحولت الزهرة إلى دمية للهو والمجون".
وتحلم ثريا بالعدل والأنصاف لها وللفتيات اللواتي أقمن معها في الغرف البائسة والرطبة
في أسفل احد مباني باب العزيزية
واسماهن الأعلام الغربي "أمازونيات" باعتبارهن أفراد في الحرس الخاص
وخريجات الأكاديمية العسكرية النسائية
في حين أن القذافي جعل منهن جاريات.
وتأسف ثريا لمقتل القذافي وتقول:
"كنت فضلت أن يعيش ليحاكم أمام العدالة الدولية.
كنت أردت مساءلته" لأنه "خرب علي حياتي".