تحدث المشاحنات الزوجية في كل بيت وإن لم يكن اليوم فغداً …………
لأسباب معقولة أحياناً و تافه أحياناً أخرى و هذه المشاحنات و الخلافات الزوجية تجربة تهم كل الأزواج حتى الذين هم أكثر انسجاماً و توافقاً …………


و لكي يكون الخلاف بين الزوجين مفيد و جاد و نافع ينبغي أن لا يصبح مجرد فرصة للتفريج عن النفس و إفراز نواتج الضغط و التوتر لدى كل طرف على حساب الأخر أو أن يصبح التنازع و الخلاف هدفاً لتحطيم معنويات الأخر و إذلاله و إهانته أو وسيلة لإظهار سلطة أحدهما على الأخر ...فمثل هذه الخلافات لا تؤدي إلا إلى نتائج لا تحمد عقباها !!!؟؟؟
أما الخلافات الزوجية الجادة و النافعة فهي تلك التي تتيح للطرفين فرصة للاتصال الفعال و الحوار الجاد و تشكل مجالاً لإظهار الانفعالات الذاتية دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر و دون محاولة إلصاق أسبابها بالطرف الثاني …………

1- لا لتجاوز الحدود : هناك خطأ فادح يقع فيه الزوجان حين يختلفان ألا و هو تجاوز الحدود و الانتقال من قضية الخلاف إلى خلافات ثانوية أو وهمية مصطنعة , فأحيانا قد يبدأ الخلاف حول أمور منزلية كالنظافة و الترتيب ثم ينتهي إلى الخلاف حول مصاريف الأسرة و الزيارات و غير ذلك …………
ومن المهم جدا حصر موضوع الخلاف و مجاله من خلال تحديد المشكلة و تسليط الضوء عليها وحدها فقط , وإلا فكل خلاف يحدث يبدأ بقضية و ينتهي بعشرات القضايا …و بالتالي يصبح الخلاف عقيما و مكررا و يكون سلسلة من التراكمات و قائمة متزايدة من اللوم و الاتهام .

2- تعود أن لا تقول إلا خيرا : من الضروري أيضاً ضبط النفس و مراقبة اللسان و التذكر بأن التراجع عن زلات اللسان و إهانة الآخرين بالكلام الجارح أمر لا ينسى و يبقى عالقاً في الذهن بحيث يصبح من الصعب إزالة آثاره و في الحديث الشريف : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر , فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه البخاري

3- قاوم نفسك و اعتذر إن أخطأت : ليكن هدفك أثناء الاختلاف في الرأي بيان الحق و إيضاحه …..فاسأل نفسك دائماً ماذا تريد من وراء رفع الصوت و النقاش….؟؟
و ماذا تخفي وراء انفعالاتك و عدوانيتك ؟؟
كم هو جميل أن يرجع الإنسان إلى ربه عندما يشعر أن وراء كل هذه الانفعالات حظاً للنفس أو رغبة في البحث عن كبش فداء يحمله المسؤولية و يتنصل هو منها أو اتخاذ الخلاف ذريعة للتعبير عن الغضب و التوتر ..
إن على المخطئ أن يسارع إلى الاعتذار فهو لا ينقص من قيمة الشخص أبدا في عين الأخر ….بل يرفعه مكاناً أعلى و أحسن

4- لا للشهود و الجمهور : هناك من الأزواج من يحاول إقحام الآخرين في مشاكله الزوجية و خلافاته ولو كانت بسيطة من أجل تحويلهم إلى حلفاء و مساندين له .
إن هذا السلوك يؤدي إلى نتائج تهدد العلاقة الزوجية برمتها و ابسط هذه النتائج الحالة المؤسفة التي يراهما الآخرون عليها , بل قد يصبح هذا الطرف الثالث عنصر إزعاج للزوجين من خلال تضخيم الخلاف و توسيع مساحته و تحويل الأمر إلى مشكلة يصعب حلها , هذا دون أن ننسى أن وجود شاهد على الخلاف أمر مربك و مخجل للزوجين غالباً …..
كما أن الزوجين ينسون الخلاف بعد الصلح أما الطرف الثالث لن ينساه أبدا و سيبقى عالقاً في باله ويكون صورة عن الزوجين من خلال مواقفهم في هذا الخلاف …و قد يخبر به الناس و لو بعد حين .

5- لا تختصما أمام الأطفال : في حال نشوب الخلاف أمام الأبناء (مع أن الأفضل تجنب إثارة أي خلافات أمام الأبناء ) يجب أن لا يقلل أي من الطرفين من احترامه للطرف الثاني …و أن يتم الحفاظ على الاحترام المتبادل …فكلما نشأ الأبناء و ترعرعوا و هم ينظرون إلى الخلافات بين والديهم تتم بأسلوب متحضر و راقي كلما شكل ذلك بالنسبة لهم رسالة تربوية تعطي للطفل القدوة و المثل الأسمى للتماسك و الترابط مع الاحتفاظ بالاحترام المتبادل و بالرغم من وجود اختلافات في الرأي أحياناً …

6- اشرح و جهة نظرك كتابة : قد تكون الخلافات قد عرفت لهجة حادة و الحالة قد خرجت نسبياً من مجال التحكم بالرغم من ذلك فلا شئ يمنع بعد هدوء العاصفة من الرجوع إلى الموضوع بكل هدوء و تعقل …هذه المرة لتوضيح و جهات النظر …
هناك من يفضل في مثل هذه الحالات اللجوء لوسيلة الإلقاء و الخطاب من خلال القلم و الورقة … فالكتابة تهدئ الأعصاب و تخفف التوتر و تقلص مساحات الخلاف …ومن يقرأ يحسب أنه غير مهاجم و يكون أكثر استعداداً للتأمل في و جهة النظر الأخرى .

7- لا لرفع الصوت أمام الأطفال الصغار : إذا كان لديكم أطفال صغار فإن رفع الصوت يفزعهم ( حتى لو كانوا حديثي الولادة ) و لذلك إذا تكلم الزوجان أو تحاورا أمام الأطفال فإن عليهما أن يعودا ليؤكدا أمامهم حب بعضهما بعضاً…..
لأن الابن يحتاج إلى الشعور بالأمن و أي خلاف بين أبويه يشكل بالنسبة إليه توترا يؤثر على نموه العاطفي و النفسي …حتى لو تصالح الوالدين فيما بينهم بعد ذلك .