دراسة في جامعة تورونتو بكندا تنصح الأزواج التعساء بالانفصال.
4 2سبتمبر/ أيلول- ام اس إن بي سي- هناك العديد من الأسباب التى تجعلك تختار شريك حياتك بعناية وحذر, ومن بينها أنك ستقضى معه وقت طويل سواء فى المستقبل القريب أو البعيد كما أنكما ستشتركان فى تربية الأطفال. ولهذا فانك فى حاجة إلى أن تجد شخصا تتوافق معه وتشترك معه فى القيم ويجعلك تشعر بالسعادة . علاوة على أن شريك العمر يمكن أن يؤثر بطريقة مباشرة على صحتك الجسدية.
ويشير"بريان بيكر" أحد علماء النفس بجامعة "تورنتو" بكندا إلى أن اختيار شريك الحياة يعتبر واحدا من أهم الاختيارات وهو اكثر أهمية من اختيار المنزل أو أي شئ أخر. وقد أجرى" بيكر" العديد من الدراسات خلال العقد الماضي حول تأثير الحياة الزوجية على صحة الأوعية الدموية .
------------------------------------------------------------------------------
وفى واحدة من احدث دراساته, تابع "بيكر" على مدى ثلاثة أعوام الحالة الصحية لعدد من الرجال
والسيدات الذين يعانون من تفاوت في ضغط الدم. ووجد أن هناك ارتباط مباشر بين ضغط الدم والعلاقة الزوجية خاصة بالنسبة لمدى تعاون الزوجين فيما بينهما.
وينصح بيكر بالابتعاد عن شريك الحياة طالما كانت الحياة الزوجية غير سعيدة لأن حدوث احتكاك بين الزوجين سيؤدى للإصابة بارتفاع في ضغط الدم, في حين ان العكس يحدث تماما في الحياة الزوجية السعيدة . وفي حالة الأزواج الذين يتمتعون بحياة زوجية سعيدة, يكون جدار القلب اقل سمكا من جدار القلب لدى الأزواج الذين لا ينعمون بحياة زوجية سعيدة .
وبينما ركزت الغالبية العظمى من الدراسات على تأثير الحياة الزوجية علي الأوعية الدموية, تبين أن للزواج آثار أخرى تمتد إلي طريقة تعامل الجسم مع ضغوط الحياة. كما أن الطريقة التى يتم بها التعبير عن هذه الضغوط من الممكن أن تتحكم فى النواحي الجسمية والنفسية.
فوائد السعادة الزوجية
وقد ضمت أبحاث بيكر العديد من الدراسات التى توضح التأثيرات الصحية للحياة الزوجية و أشارت إحدى هذه الدراسات علي سبيل المثال إلى أن ضغوط الحياة الزوجية من الممكن أن تضاعف من احتمالات الإصابة بمرض السكر .
وأشارت دراسة أخرى إلي أن الزوجات اللاتي يعانين من ضغوط الحياة الزوجية أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية للمرة الثانية بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف الأحوال العادية .
وأشارت دراسة ثالثة إلى أن الحياة الزوجية السعيدة تؤدى إلى زيادة مناعة الجسم وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب بسبب انخفاض نسبة هرمونات التوتر فى الجسم .
ومن جانبه أشار عالم النفس والكاتب "جون جوتمان" إلى أن فوائد الحياة الزوجية السعيدة تتمثل في صحة جيدة ومقاومة أكثر للعدوى وانخفاض احتمالات الوفاة بسبب الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب. وأضاف أن هناك فوائد أخرى مثل التمتع بحياة أطول وخاصة إذا كانت الحياة الزوجية أكثر ترابطا وعلاقات الزوجين جيدة كما أن هناك فوائد صحية عقلية وجسمانية للحياة الزوجية السعيدة تتمثل فى حالات اكتئاب وقلق واضطرابات عقلية وذهنية أقل. إلا أن كل ذلك يتحول إلى العكس تماما عندما تتأزم الحياة الزوجية أو يموت أحد الطرفين بينما يتحطم قلب الآخر فيما يمكن أن نطلق عليه الإصابة بمرض القلوب المحطمة.
ويصف "جوتمان" ذلك بأنه شئ مفجع حيث يدخل الناس فى دوامة الأحزان وتتوقف العديد من الأجهزة عن أداء عملها ويصبح الطرف الحزين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية حيث يتوقف جهازه المناعي عن العمل وبالتالي يظهر الشخص وكأنه يعاني من مرض السل ويموت في أقرب وقت بالإضافة إلى انه يفقد الرغبة في الحياة .
وفي هذا السيناريو فان الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب مرض تحطم القلوب إلا أن الرجال يظلوا يحصلون علي الجزء الأكبر من الفوائد الصحية من حياتهم الزوجية أثناء فترة حياتهم .
على الحلوة والمرة
ولاحظ" جوتمان" أن الحياة الزوجية السعيدة توفر فوائد عديدة للرجال والنساء وان كان الرجال يحصلون علي قدر أكبر من هذه الفوائد .
وأشار إلى أن واحدا من الطرق الرئيسة للحصول علي الفوائد من الحياة الزوجية هو تقليل المخاطر حيث يتوقف الرجال عن القيام بسلوكيات خطيرة مثل القفز من ارتفاعات عالية أو تناول المشروبات الكحولية أثناء القيادة كذلك يهتمون أكثر بصحتهم على العكس من الرجل الأعزب.
ويضيف "جوتمان" أن النساء اقل ميلا إلى القيام بالسلوكيات الخطيرة كما أنهن أكثر ميلا لزيارة الطبيب عند الشعور بالتعب فضلا عن أنهن اكثر اعتناء بأنفسهن من الرجال.
ومن جانبه أشار" دافيد وودزفيلو" مدير مركز علاج العلاقات باطلا نطا إلى أن ذلك يوضح كيف أن الرجال يلقون عناية فائقة خلال حياتهم الزوجية وأن الدور الرئيس للرجل يتمثل في أنه عائل للأسرة أو مصدر المال في حين أن المرأة هي المسئولة عن التغذية الجيدة للأسرة وعن المنزل وأحيانا عن إعداد الطعام والملبس والأثاث. وقال "من خلال هذه الأدوار يتضح لنا أن الحياة الزوجية أكثر فائدة للرجل".
التقريب بين الزوجين
وبما أن الزواج يقدم العديد من الفوائد الصحية لك . فكيف يمكن للأزواج الحصول علي أقصى فائدة من الحياة الزوجية ؟
يقدم "وودزفيلو" أربعة طرق لتقريب الاختلافات وللحفاظ على سعادة الحياة الزوجية .
1-لابد أن يتحدث كل طرف إلى الأخر يوميا لمعرفة أحداث اليوم. وبهذه الطريقة يعبر كل فرد للآخر عن مدلى اهتمامه.
2-أن يحدث كل طرف الأخر بما يحب أن يسمعه وان يكون هناك مجال لأن يمدح كل منهما الأخر علي أن يتم ذلك باستمرار.
3- عدم رفض الآخر وحذار من تجاهل الشريك إذا حاول الاقتراب ولو كنت مشغولا .
4-حاول أن تطور من سلوكك وطقوسك وكلماتك وإشاراتك.
وأشار جوتمان إلى انه عندما يسود الحب بين الناس ويتعاهدوا علي ذلك سيصبحون أكثر قوة.
وقال "انه لشيء مدهش أن يوفر الارتباط كل هذه الفوائد" فالارتباط يجعلك أكثر اهتماما بالبشرية وشخصا مندمجا فى المجتمع البشري.
