(¯`·._) لطف الله وحكمته في قصة سيدنا يونس عليه السلام (¯`·._)




بُعث نبي الله يونس بن متى عليه السلام إلى بني نينوى وهي محافظة في الشمال من العراق، يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، فكذبوه وعصوه، فهددهم بعذاب الله ثم خرج غاضباً من بينهم، فأقبل على قوم وركب معهم سفينتهم، فلمّا \وصلت بهم جميعاً إلى عُرض البحر، تمايلت السفينة واضطربت واهتزّت، فلم يجدوا سبيلاً للخلاص إلى أن يلقوا بأحدهم في البحر؛ تخفيفاً للحِمل، فاقترعوا على من يُلقي بنفسه في البحر، فخرج سهم يونس عليه السلام، فلمّا التمسوا فيه الخير والصلاح، لم يحبّذوا أن يُلقي بنفسه في البحر، فأعادوا القرعة ثلاث مرّات، وكان يخرج سهم يونس -عليه السلام- في كلّ مرّة، فلم يجد يونس -عليه السلام- إلّا أن يلقي نفسه في البحر، وظنّ أنّ الله -تعالى- سيُنجيه من الغرق، وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله تعالى إليه فالتقمه.


وعند النظر إلى الآيات التي ذكرت قصة يونس في القرآن الكريم نجد لفظ: "التقمه"، وهي تعني في لغة العرب التقاط الشيء بالفم دون بلع، كما يتضح لنا أنه تعالى سخر له حوتاً يلتقمه، وربما كان من نوع الحوت الأزرق الذي كان يملأ بحار ومحيطات الأرض في عهده‏,‏ وإن كانت هذه معجزة‏,‏ والمعجزات لا تعلل؛ لأنها خوارق للسنن‏,‏ إلا أن من رحمة الله بنا أن أبقيى لنا الحيتان بصفة عامة ، والحيتان الزرقاء  بصفة خاصة، بضخامتها التي نشهدها‏,‏ وسعة أفواهها التي تتسع لأكثر من خمسين رجلا‏ًً,‏ وانعدام أسنانها‏,‏ ومطاطية حلوقها‏,‏ وضيق بلاعيمها التي لا تتسع لابتلاع أكثر من الكائنات الدقيقة الهائمة أو السابحة في الطبقة العليا من مياه البحار والمحيطات‏,‏ واضطرارها للارتفاع برؤوسها فوق سطح الماء لكي تتنفس الهواء مرة كل‏(10)‏ إلى ‏(15)‏ دقيقة‏,‏ ونظافة أجسادها من الطفيليات بصفة عامة‏,‏ وغير ذلك من الصفات التي اختص الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ‏ بها الحيتان الزرقاء‏,‏ لكي ييسر على الإنسان فهم إمكانية حدوث تلك المعجزة، فلا يستصعب حدوثها ـ ولو أن الله لا يصعب شيء على قدرته.


ومن الجدير بالذكر أنه عند الرجوع إلى العهد القديم (التوراة) نجدهم يقولون : "ابتلعته سمكة كبيرة" ، وهناك فرق كبير جداً ، فلو أنه ابتلع لهلك بعملية الهضم، فالدلالة القرآنية في غاية الدقة.


ثم يقول تبارك وتعالى بعد ذلك: ((وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ))


فاليقطين هو القرع بأنواعه المختلفة ومنه القرع العسلي؛ وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات؛ ولأن الله ربنا تبارك وتعالى يريد أن يستر عبده ونبيه؛ فستره بشجرة من يقطين تملك أكبر حجم لأوراق الشجر، والناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال .





وعند استعراض خصائص اليقطين ومميزاته التي اكتشفها العلم الحديث يتضح لنا جلياً الحكمة وراء اختيار الله سبحانه وتعالى لهذه الشجرة:


  • يتميز ورقه بكثرته وكبره , فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقة في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس .
    يتميز ورقه أيضاً بأنه أملس , صارف للذباب , فلا يحبه ولا يقربه , فكان حماية لسيدنا يونس من الذباب وأذاه .
  • أما ثمره فيؤكل بمجرد أن يظهر , فلا حاجة لانتظاره حتى ينضج , ويؤكل نيئا ومطبوخا .
  • سهل المأخذ ، فلم يتكلف سيدنا يونس جهدا في تناوله .
    سهل الهضم ، فلا يكلف المعدة جهدا في هضمه .
    يمنع العطش، فلا يحتاج آكله لشرب الماء .
  • يعدل المزاج، فيشعر آكله بالسعادة والانسجام .
  • يدفع الحرارة، وخاصة ماؤه , ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف (حمى زائدة).

فقال أهل العلم أن الله قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء .









مواضيع أخرى: 

10 خرافات صدقناها عن جسم الإنسان

تعليم القيادة النظري | إشارات المرور ومدلولاتها

آجار آجار : ماسـك للبشرة + وصفة حلـوى

العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والكرم

✩ | مقتطفات من روائع محمود درويش .. شاعر الجرح الفلسطيني | ✩

°l||l° أفضل كتب الدكتور طارق السويدان °l||l°

سلسلة من أروع ماقد تشاهد ▶ 〣 ◀ ماذا لو اختفت الشمس 


لماذا يتغير صوتك عندما تستنشق الهيليوم؟ وماأضرار هذا الغاز؟ 


جزيرة الفصح وتماثيل رابا نوي : أحد ألغاز العالم القديم


تعرف على السيارة الفاتنة رنج روفر فيلار Velar R dynamic HSE