الــخرزة الـزرقاء:  تاريــخ استخــدامها و حكمــها في الإسـلام



منا لم يسمع عن آثار الخرزة الزرقاء في الحماية من العين أو رأى اشخاصا يرتدونها على اختلاف اعمارهم وأديانهم .. هنا احببن اان ننقل لكم موضوعا من موقع سيدتي عن تاريخ الخرزة الزرقاء واستخدامها , ثم حكمها في الاسلام من موقع اسلام ويب..


رغم التطور الكبير الذي يشهده العالم والمجتمعات في الوقت الراهن، إلا أنهٌ ما زالت الخرزة الزرقاء بكل أشكالها، مُتربعةً في قلوب البعض، كدرٌائه للحسٌد، وجالبة للحظ، ومع انتشارها الواسع في جميع البلدان إلا أنه لا يوجد تاريخ محدد لأصل الخرزة الزرقاء


حضارات قديمة عرفت الخرزة الزرقاء



فقد عرف المصريون القُدماء اللون الأزرق، ومدى ارتباطه بالحسد، وذلك عن طريق (عين حورس) وهي عبارة عن شعار مصري قديم، يسٌتخدم للحماية من الحسٌد ومن الحيوانات الضارة ومن المرض وهي في شكل قلادة يتزين بها الشخص، وترمز الى القوة الملكية المستمدة من الآلهة "حورس" أو "رع"، وكانت تلك القلادة توضع أيضا على صدر مومياء فرعون لتحميه في القبر لتتوارث بعد ذلك داخل المجتمع المصري وكانت تلك العين على منقوشاتهم وتوابيتهم الفرعونية


وعُرفت ايضاً العين الزرقاء في تهديد الرومان، لأن العيون الزرقاء هي الصفة التي تٌميز الرومان، ورفع هذا الرمز على العصي اعتراضاً من الشعوب التي تستعمرها الرومان رفضا لحكمهم.

ومن جهة أخرى عُرف الفنيقيون العين الزرقاء او الخرزة الزرقاء وكانت رمزاً لآلة القمر، وعند احتلالهم لبلاد المغرب تأثرت الحياة الاجتماعية للسكان، حيث تأثروا بعاداتهم وتقاليدهم كوضع "الخميسة " على أبواب المنازل درئاً للعين والحسد.

أما البابليون فيعتقدون أن "أم سبع عيون" لها دور وقائي من النفس الشريرة أو الشعاع المنبعث من العين الحاسٌدة حيث يتشتت أو ينقسم إلى سبعة أقسام تفقد قابليتها على الإيذاء للأشخاص المحسودين، لأنها تجذب لهم فتأتى العين فيها لا في الشخص.




وفى بلاد الرافدين كان اللون الازرق مقدًسا لاعتقادهم أنه حجر كريم محاط بأسرار إلاهية لا قبٌل لبشر بها، ولقد كان الأزرق لونً ظلت أهميته عالقة بالفكر الإنساني في عصور متتالية بعد ذلك.





الخرزة الزرقاء تدخل الينيسكو كجزأ من تراث الاتراك




ومن الشعوب التي عرفت الخرزة الزرقاء والعين الشعب التركي ويستخدم الأتراك بشكل خاص، الخرزة الزرقاء، في كل تفاصيل حياتهم، حيث يعتقد الأتراك حتى يومنا هذا، أنها ترد العين والحسد والنحس، ويتفنون في صناعتها، شكلا ولونًا، ويهتم بها كافة فئات المجتمع.

ولا يؤمن الأتراك بالخرزة من ناحية دينية، إنما يعتبرون أن هذه الخرزة الزرقاء، أو العين الواحدة، تعمل على جذب الانتباه، وبالتالي تشتيت تركيز العين الشريرة "الحاسدة"، والتخلص من تأثيرها السيء.

وتمكنت تركيا في عام 2014م، من إدراج بعض من القيم الثقافية والتراثية إلى قائمة اليونسكو، وفيما يخص التراث الثقافي غير المادي، كانت على رأس تلك القيم الثقافية والتراثية، "ثقافة الخرزة الزرقاء"، مما يشكل لدى الأتراك قيمة تراثية وثقافية.

ولا يكاد يخلو بيتاً منها، كذلك الأسواق والمحال التجارية، وخاصة تلك التي تبيع (الإكسسوارات)، وأدوات زينة المنازل، فهي تحرص على إدخالها في كل شيء، لكثرة الطلب عليها من قبل الزبائن


الغرب يقتنون الخرزة الزرقاء 


كما نجد عدد من الشعوب والمجتمعات العربية تحرص على اقتناء الخرزة الزرقاء او العين كنوع من الحلي والزينة داخل المنازل بكافة اشكالها كأن تأتي العين وسط كف او خرزة كبيرة زرقاء يتوسطها عين، لان المتعارف عليه ان اللون الأزرق من الألوان الهادئة والساحبة للطاقة السلبية.

وينتقل حب اقتناء الخرزة الزرقاء من المجتمعات العربية للغربية عن طريق الرحلات السياحية، وشرائها كهدايا او اقتناءها كتحف داخل المنزل
.


أما عن رأي الاسلام وعلماء المسلمين بالخرزة الزرقاء , ننقل لكم عن موقع اسلام ويب مايلي :


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن تعليق الخرزة الزرقاء هو من باب تعليق التمائم، وهو محرم في الإسلام، وقد يكون شركاً أكبر، وقد يكون شركاً أصغر، على حسب اعتقاد من يعلقها..


 وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " وللمصاب بالعين علامات، ولعلاجه طرق شرعية نافعة من آيات القرآن الكريم.. 


وأما ما يذكره البعض أن العائن تنبعث من عينه موجات، وأن هذه الموجات هي التي تتسبب في العين فيتأذى بها الشخص المحسود فليس بمستبعد، فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي: وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره وإن اختلفوا في سببه ووجهة تأثير العين، فقالت طائفة: إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعثت من عينه قوة سُمِّية تتصل بالعين فيتضرر... إلى أن قال رحمه الله: "


وقالت فرقة أخرى: لا يستبعد أن يبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية فتتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه فيحصل له الضرر"وقال رحمه الله في نفس المصدر: "ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات تؤثر، ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس
وأما القول بأن الخرزة الزرقاء تمتص من خلال اللون الأزرق هذه الموجات، وبالتالي يسلم المحسود من أذى الحاسد، فمثل هذا الكلام كلام فاسد، وليس هناك دليل يثبته؛ بل إنا نقول: إن على المسلم ألا يعتقد صحته، ولا ثبوته لعدة أسباب:


الأول: أن العائن يصيب بفعل الله تعالى، كما قال الإمام النووي رحمه الله: "ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر" انتهى


والثاني: أن تعليق التمائم لا يجوز، كما بينا سابقاً.  


والثالث: أن تعلق الإنسان بهذه الخرزة الزرقاء، واعتقاده أنها تمتص هذه الموجات، وبالتالي يسلم من أذى العائن، مثل هذا الأمر فيه ما فيه من تعلق القلب بغير الله تعالى
والحاصل أن على المسلم ألا يلتفت لما يقوله البعض من تأثير الخرزة الزرقاء في الوقاية من العين، بل عليه أن يتحصن بالرقى والأدعية الشرعية، وإذا ابتلي بالعين فدواؤه في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..



****** 


مواضيع أخرى: 


آيات السكينة مكتوبة وأدعية لجلب الطمأنينة 
آيات الشفاء والانشراح والسكينة والطمأنينة والتخفيف والحفظ 
ماء المحو بالزعفران (2) : طريقة العلاج بالمحو و آيات الرقية 
شركات ومؤسسات خدمة الحجاج والمعتمرين في داخل المملكة


*****