هوان حق الله على العبد:
لان الذنب يجرئ العبد على حدود الله، فيألف قلبه العصيان و انتهاك محارم الله، خاصة إذا انمحت من ذاكرته مترادفات كلمة [توبة].
و لذلك لما رأى انس بن مالك إلى جيل التابعين قال: إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
و إنما كانت كذلك ، في- أعينهم – لأن إيمانهم جلى الغشاوة عن بصيرتهم فعلموا قدر الله و عظمته.
فانطلق احدهم ينصحك: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
بل كان حذيفة بن اليمان يقول:
« إن الكلمة كان الرجل في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام يحسب بها من المنافقين، اسمعها اليوم في المجلس الواحد أربع مرات».
منافق أنت أم مؤمن؟!
قال عبد الله بن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه،و إن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال له هكذا فطار.
هذا هو ميزان بن مسعود الذي أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بإتباعه، و قال: و ما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه.
و نحن نصدق ما أمرنا به رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نصدقه و نسألك: كيف ترى ذنبك؟ هل تراه في أصل جبل يوشك أن يقع عليك؟ أم تراه كذباب تهشه من على أنفك؟.
واجهى نفسك،
... أنت الذي بيدك أن تنجو أو تهلكى، كلما عظم الذنب في قلبك صغر عند الله.. و كلما هان عليك عظم عند الله، فعظم الله في قلبك يعظم عليك ذنبك لتثبت بذلك انك مؤمنة، و إلا.. كتبت اسمك في سجل المنافقين.