في الوقت الذي يصاب فيه مزاج المرأة بـ«الحدة» نتيجة أعراض «سن اليأس» الذي يبدأ بعد دخول المرأة لعالم ما بعد عمر الـ 45 عاما، وبسبب الهبَات الساخنة المصحوبة بنوبات عرق ليلي تجعل الزوجات يشكين من حرارة تغلي في اجسادهن، نصحت دراسة غذائية مصرية بضرورة تناول مشروب «الشمر» الذي يمكنه اطفاء الشعور بهذه الهبَات الساخنة ويجعل المرأة اكثر هدوءا واستقرارا وأكثر اعتدالا في المزاج خلال هذه المرحلة الهامة من العمر.
ويقول استاذ علوم وتكنولوجيا الاغذية بجامعة اسيوط الدكتور فوزي عبد القادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه السن مصحوبة بنقص هرمون «الاستروجين» الذي يعد رمز الانوثة من دون منافس ويمثل ما بين 50 و76 نانوغرام لكل 100 ملليلتر بلازما لدى المرأة غير الحامل، الا انه يتبدل حين تدخل المرأة الى ما بعد الـ 45 عاما من عمرها، اذ يقال عندئذ انها بلغت سن اليأس Menopause. ولا مجال لانكار هذه الحقيقة أو رفض هذا المسمى لأن هذا الاصطلاح هو الاعمق والادق والاوفق في هذه الحالة.
* هبات ساخنة
* ويذكر الباحث المصري أن نقص هذا الهرمون يعرض المرأة لعوارض كثيرة مثل الهبات الساخنة Hot Flashes المصحوبة بنوبات عرق ليلي مشيرا إلى أن هذا الهرمون مسؤول لدى المرأة عن ضبط وظيفة جدر الشرايين. وعندما ينقص المعيار في الجسم فان هذه الشرايين تفتح وتغلق بشكل غير طبيعي مما يجعل المرأة تشكو من حرارة تغلي في جسدها مؤكدا أن هذه «الَهبات الساخنة» حقيقة وظيفية وليست ظاهرة من وحي الخيال لانه بتتبع قياس حرارة رؤوس الاصابع يظهر حدوث توسع وعائي حقيقي يتبعه تعرق وبرودة. وما من امرأة بلغت سن اليأس إلا وساورتها المخاوف من هذه الهبات المحرقة نفسيا وجسديا، موضحا انها تنبعث أولا من ثدييها صاعدة إلى رقبتها متجمعة في وجهها والاهم من ذلك انها تكون مصحوبة بعرق غزيز تصفه المرأة بأنه يشبه «ماءً حارا» يصب على رأسها ووجهها. وان هذه الهَّبات الساخنة تزور المرأة وهى تغط في نومها وتجعلها تنهض مذعورة وقد تصاب بضيق وضجر شديدين يطيران النوم من عينيها حتى الصباح وتخشى تكراره كل مساء فتهرب من النوم مما يقودها إلى الدخول في طور الاكتئاب بهبوط حالتها النفسية إلى مستويات مرضية في حالات كثيرة.
ويؤكد الباحث أن هذا كله من فعل الاستروجين حين ينقص معياره في بدن المرأة بعد الاربعين وهو مسؤول عن هبوط حالة المرأة النفسية والى انحراف مزاجها العام، مرجعا ذلك إلى العلاقة بين الاستروجين ومادة الاندروفين Endroophin في الدماغ لانه من شان الاستروجين دفع هذه المادة للعمل بكفاءة واقتدار في هذه الدماغ الأمر الذي يجعل المرأة اقدر على التحكم في شعورها والهيمنة على انفعالاتها.
ولكن بنقص معيار الاستروجين يضطرب أداء الاندروفين وتغدو المرأة متقلبة حادة المزاج والطبع وتظهر اعراض غريبة أخرى مثل الخدر في النهايات وتنميل الجلد حيث تحس المرأة كأن آلافا من النمل تزحف على جلدها مع شعور بسرعة دقات القلب وارتفاع ضغط الدم . ونصح الباحث بتناول مشروب الشمر في هذه السن لانه يفيد في تنبيه غدد المرأة الجنسية ويعين المرأة على هذه السن ومتابعتها لان بذور الشمر غنية بقدر من «الفايتو استروجينات» Phytoestrogns والتي تمثل انواعا مميزة من كيميائيات الفايتو او الاستروجينات النباتية وتستمد قيمتها من محاكاتها لهرمون الاستروجين ويمكن أن تحل بالتالي محل الاستروجين «المخلق» الذي يصفه الطبيب للمراة في هذه المرحلة من حياتها.
وبالاعتماد على هذه الاستروجينات النباتية فانها تقدم العديد من الفوائد في وقت واحد، اذ تفيد في علاج النزلات الشعبية وتخفيف حالات الربو والسعال الديكي والتهابات الحنجرة، كما تفيد في تفتيت الحصى وعلاج سوء الهضم، بل انها منبه قوي للذاكرة وتقلل نسبة السكر وخافض للحرارة في حالات الاصابة بالحمى الأمر الذي يجعلها ملطفا لحالة الجسم وتعالج اعراض الهَبات الساخنة التي تنتاب المرأة مع سن اليأس فتجعل هذه المرحلة تمر بسلام في عمر المرأة دون ادني معاناة.
منقول
رد مع اقتباس
