روابط قد تهمك :
فساتين العروس | تسريحات | تنظيم الاعراس | زخرفة | عالم حواء


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 32

الموضوع: $ النابغة الذبياني $

  1. #16
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $




    أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لَمُتْنِي






    النابغة الذبياني



    أتاني أبيت اللعن أنـك لمتنـي* وتلك التي أهتم منهـا وأنصـبُ



    فبت كـأن العائـدات فرشن لـي* هراسا به يعلى فراشي ويقشبُ



    حلفت فلم أترك لنفسـك ريبـة * وليس وراء الله للمـرء مذهـبُ



    لئن كنت قد بلغت عنـي وشاية * لمبلغك الواشي أغـش وأكـذبُ



    ولكنني كنت امرأ لـي جانـب* من الأرض فيه مستراد ومذهبٌ



    ملوك وإخـوان إذا مـا أتيتهـم* أحكـم فـي أموالهـم وأقـربٌ



    كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم * فلم ترهم في شكر ذلك أذنبـوا



    فلا تتركنـي بالوعيـد كأننـي* إلى الناس مطلي به القار أجربُ



    ألم تر أن الله أعطـاك سـورة* ترى كل َملْـك دونهـا يتذبـذبُ



    فإنك شمس والملـوك كواكـب* إذا طلعت لم يبد منهن كوكـبُ



    ولستَ بمُستبقٍ أخاً لاتلُّمُّه *على شعث أي الرجال المهذبُ



    فإن أك مظلوما ؛ فعبـد ظلمتـه* وإن تك ذا عتبى فمثلـك يعتـبُ






    نبذة سريعة عن قائل النص ومناسبته :



    شاعرنا قائل النص هو: النابغة الذبياني وقد سّمي بذلك لنبوغه بالشعر فجأة وهو كبير بعد أن امتنع عنه صغيرا وأول أبيات قالها كانت وكأن الغيب وضعها على لسانه فهي تصف مستقبله الذي خذله وأوجعه بعدما فتح له أبواب الشرق والغرب:



    المرء يأمل أن يعيش* وطول عيش قد يضره



    تفنى بشاشته ويبقى * بعد حلو العيش مرة



    وتسوؤه الأيام حتى * لا يرى شيئا يسره



    كم شامت بي إن هلكـ ـــــــ ت وقائل لله دره



    وقد ظهر النابغة في زمن عجيب مثل حياته الأكثر عجبا ويمكن أن نلخص جوه السياسي بثلاث نقاط :



    1-حرب عظيمة فرقت بين أبناء العمومة عبس و ذبيان وذلك من أجل تصرف طائش أثناء سباق بين الفريقين . وقيامها واستمرارُها أربعين سنة هو أمر طبيعي في ذلك العصر الذي كان فيه الحلم عملة نادرة مما دعا العرب أن ينصبوا الحلم سيّدا على جميع أخلاقهم .



    2-احتكاك ذبيان المتواصل مع الغساسنة مما حول شاعرنا إلى منصب دبلوماسي مشفق يحاول تهدئة الأجواء بين الأعراب الجاهليين (ذبيان الذين أحرقت قلوبهم حياة البادية وشظفها ) وبين العرب المسيحيين (الغساسنةالمتحضرين الذين أتخمتهم النعمة والرفاهية ).



    3-منافسه عظيمة وشرسة لكنها مثمرة أدبيا بين الحيرة وغسان استغل فيها الشاعر منزلته عند الاثنين كما أن الطرفين استغلا شاعرنا لنشر أمجادهما بمعنى أن الجميع : بحث عن مصلحته كما يجب .



    وشاعرنا من عبيد الشعر المنقحين الصبورين أي أنه كان دقيقا وحريصا ( ومع ذلك كان له أخطاء فنية كشفها معاصروه) ولكنه استحق فعلا تلك الخيمة الحمراء التي صال فيها وجال مع شعراء ذلك الزمان أغضب بعضهم وأرضى بعضهم وملأ قلوب الكثيرين منهم بالحسد وللأسف فقد لاحق الحسد شاعرنا كظله حتى أنزله من مقاعد الذهب الأنيقة ورمى به على أراضي الشوك .



    إذْ كانت لشاعرنا حظوة عند النعمان بن المنذر وبسبب بعض الإفتراءات المخيفة اضطر للفرار من الحيرة ولجأ لألد أعدائها ( الغساسنة ) !! !لكنه لم يجد الراحة ولم يسعد إلا حين عاد يحمل في يده كفناً وفي قلبه انكسارا أعاد له صديقه العزيز.



    ومن العجائب أن الشاعر تذلل واسترضى النعمان طويلا فعفا عنه’ أما النعمان فساءت علاقته بكسرى حين رفض النعمان تزويجه وحاو ل الأخير تهدئته إلا إن كسرى اشتدت نقمته فمزق جسد النعمان المنعم تحت أقدام الفيلة سنة 602 هـ ''ولقد انتقم العرب ( أيام كانوا يعرفون الثأر ممن يهينهم !!! ) لمقتل الملك العربي في وقعة ذي قار .


    الليل عند النابغة (شرح قصيدة أتاني أبيت اللعن)

  2. #17
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    ديوان الشاعر : النابغة الذبياني


    عدد القصائد : 77





    كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،







    كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،****و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ

    تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ،****و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ

    و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،***تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ

    عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ****لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ

    حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّة ٍ،****و لا علمَ ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ

    لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ،****وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ

    وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ،****لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ

    و ثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ**كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ

    بنو عمه دنيا ، وعمرو بنُ عامرٍ ،***أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ

    إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ***عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ

    يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم***مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ

    تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها،***جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ

    جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ،****إذا ما التقى الجمعانِ ، أولُ غالبِ

    لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها،****إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ

    على عارفاتٍ للطعانِ ، عوابسٍ ،****بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ

    إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،****إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ

    فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ،****بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُ المضاربِ

    يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ،****ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ


    ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،****بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ

    تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ ،****إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ

    تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ،****وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

    بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،****و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ

    لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ،***منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ

    محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،****قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ

    رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ،يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ

    تُحَيّيهم بيضُ الولائِدِ بينَهُم****وأكسِية الأضريج فوق المشاجِبِ.

    يصونونَ أجساداً قديماً نعيمُها****بخَالصَةِ الأرْدَانِ خُضرِ المناكِبِ.

    ولا يحسِبُونَ الخيرَ لا شَرّ بعدهُ****ولا يحسِبُون الشرّ ضربةَ لازبِ.

    حَبَوتُ بها غسّانَ إذْ كنتُ لاحقاً****بقَومي وإذْ أعْيَت عليَّ مذاهبي







    إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ




    إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ****بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ

    بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ،****قاموا ، فقالوا : حمانا غيرُ مقروبٍ

    ضلتْ حلومهمُ عنهم ، وغرهمُ****سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ

    قادَ الجيادَ منَ الجولانِ ، قائظة ً ،***منْ بينِ منعلة ٍ تزجى ، ومجنوبِ

    حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ ، ما طمعتْ ****،في منزلٍ ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ

    يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها****شدُّ الرواة ِ بماءٍ ، غيرِ مشروبِ

    قُبُّ الأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها،****كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ

    شُعْتٌ، عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ،****شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ

    و ما بحصنٍ نعاسٌ ، إذ تؤرقهُ****أصْواتُ حَيٍّ، علي الأمرارِ، مَحرُوبِ

    ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلة ٍ،*****لدى صَليبٍ، على الزّوْراءِ، منصوبِ

    فإذا وُقيتِ، بحمدِ اللَّهِ، شِرّتَها،****فانجي، فَزارَ، إلى الأطوادِ، فاللُّوبِ

    ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ،****فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ

    لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ،****ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ، مَسْلوبِ

    أو حُرة ٍ كَمهَاة ِ الرّملِ قد كُبِلَتْ****فوقَ المعَاصِمِ منها، والعَراقيبِ

    تدعو قعيناً وقد عضّ الحديدُ بها ،****عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الأنابيبِ

    مُستَشعِرينَ قدَ الفَوا، في ديارِهِمُ،****دُعاءَ سُوعٍ، ودُعميٍّ، وأيّوبِ






    أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ،





    أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ****و تلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ


    فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي****هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

    حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،****وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ

    لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،****لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ

    و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ****منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب

    مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،****أحكمُ في أموالهمْ ، وأُقرّبُ

    كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،****فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا

    فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني****إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ

    ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً*****ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ

    فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ*****إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

    و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ*****على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟

    فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ*****وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ





    فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،



    فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،*****فإنّ مَظِنّة َ الجَهْلِ الشّبابُ

    فكُنْ كأبيكَ، أو كأبي بَراءٍ،****توافقكَ الحكومة ُ والصوابُ

    ولا تَذهَبْ. بحِلمِكَ، طامِياتٌ****منَ الخيلاءِ ، ليسَ لهنّ بابُ

    فإنكَ سوفَ تحلمُ ، أو تناهى ،****إذا ما شبتَ ، أو شابَ الغرابُ

    فإن تكُنِ الفَوارِسُ، يومَ حِسْيٍ،****أصابوا، مِنْ لِقائِكَ، ما أصابوا

    فما إنْ كانَ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ،****ولكنْ أدرَكوكَ، وهُمْ غِضابُ

    فوارسُ ، منْ منولة َ ، غيرُ ميلٍ ،****و مرة ً ، فوقَ جمعهمُ العقابُ





    مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،


    مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،*****والدّهرُ بالوِترِ ناجٍ، غيرُ مطلوبِ

    ما من أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمة ٍ ،*****إلاّ يشدّ عليهم شدة َ الذيبِ

    حتى يبيدَ ، على عمدٍ ، سراتهمُ ،*****بالنافذاتِ منَ النبلِ المصاييبِ

    إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَة ً*****بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ









    أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟



    أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟*****عفتْ روضة ُ الأجداد منها ، فيثقبُ

    عفا آية ُ ريحُ الجنوبِ معَ الصبا ،*****وأسحَم دانٍ، مزنُهُ متَصَوِّبُ










    كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها


    كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها****مصكٌّ ، يباري الجونَ ، جأبٌ معقربُ



    رعى الروضَ حتى نشتِ الغدرُ والتوتْ*****برِجْلاتِها، قِيعانُ شرجٍ وأيهَبُ







    حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،



    حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،*****


    للماء ، في النحرِ منها ، نوطة ٌ عجبُ


    تدعو القطا ، وبها تدعى ، إذا نسبتْ*****
    يا حسنها ، حين تدعوها ، فتنتسبُ






    لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،


    لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،****تزورُ ببُصرى ، أو ببُرقة ِ هارِبِ



    فتى ، لم تلدهُ بنتُ أمٍ قريبة ٍ ،****فيضوي ، وقد يضوى رديدُ الأقاربِ






    وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،




    وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،*****يصولُ الوَرْدُ فيها والكُمَيتُ

    إلى ذُبيانَ، حتى صبّحَتْهُمْ،****و دونهمُ الربائعُ والخبيتُ






    كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،




    كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،****سَفِينُ البَحرِ يَمّمْنَ القَراحاَ

    قفا ، فتبينا أعريتناتٍ****يوخي الحيُّ ، أمْ أموا لباحا

    كأنّ ، على الحدوجِ ، نعاجَ رملٍ ،****زهاها الذعرُ ، أو سمعتْ صياحاَ








    و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن




    و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن****
    قتباً يعضّ بغاربٍ ، ملحاحا

    فالرفقُ يمنٌ ، والأناة ُ سعادة ٌ ،****
    فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَ

    واليأسُ ممّا فاتَ يُعقِبُ راحَة ً،****
    ولربّ مَطعَمة ٍ تَعودُ ذُباحا

    يعدُ ابنَ جَفنَة َ وابن هاتكِ عَرشه،****
    و الحارثينِ ، بأن يزيدَ فلاحا

    ولقد رأى أنّ الذين هوَ غالَهُمْ،****
    قد غالَ حميرَ قيلها الصباحاَ

    والتَّبّعينِ، وذا نُؤاسٍ، غُدوَة ً****
    و علا أذينة َ ، سالبَ الأرواحا







    يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛



    يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛****و كيفَ بحصنٍ ، والجبالُ جموحُ

    ولم تَلفظِ الموتَى القُبورُ، ولم تَزلْ****نجومُ السماءِ، والأديمُ صَحيحُ










    يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، ( معلقة )




    يــا دارَ مَــيّــةَ بــالــعَــلــيْــاءِ فــالــسَّــنَــد

    أقْــوَتْ وطَـــالَ عــلــيــهــا ســالــفُ الأبَدِ

    وقــفــتُ فــيــهــا أُصَــيــلاً كـي أُســائِلُـها

    عَــيَّــتْ جَــوابًــا ومــا بالــرَّبعِ مِــن أحَـدِ

    إلاّ الأواريَّ لأيًـــا مــــا أُبَــــيّــــنُــــهَـــ ــا

    والــنُّــؤيُ كــالــحَــوْضِ بالمَظلومَةِ الجَـلَدِ

    رُدَّتْ عــلــــيَــهِ أقــاصــــيـــهِ،ولَــــب َّــــدَهُ

    ضَــرْبُ الــولــيــدةِ بالمِسْــحاة ِ في الــثَّأَدِ

    خــلَّــتْ سَـــبــيــلَ أتــيٍّ كــانَ يَــحــبسُــهُ

    ورَفَّــعــتْــهُ إلــى الـسَّـجْـفـيـنِ فـالـنَّـضَـــدِ

    أمــسَــتْ خَــلاءً وأمــسَى أهلُـها احْتــمَلُوا

    أخْــنَــى عَــلــيــهــا الذي أخْنَى على لُــبَدِ

    فــعَــدِّ عَــمَّــا تــرَى إذْ لا ارتِــجــاعَ لـــهُ

    وانْــمِ الــقُــتُــودَ عــلــى عَــيْــرانــةٍ أُجُـدِ

    مَــقْــذوفــةٍ بــدَخــيس الـنَّــحْضِ بـازِلُـهــا

    لــه صَــريــفٌ صَــريــفَ الـقَـعْـوِ بالمَسَدِ

    كــأنَّ رَحْــلــي وقــد زالَ الــنّــهــارُ بــنـا

    يَــومَ الــجَــلــيلِ عــلـى مُســـتأنِـسٍ وحَــدِ

    مِــن وَحــشِ وَجــرةَ مَــوشــيٍّ أكــارِِعــهُ

    طَــاوِي الـمَـصـيـرِ كَـسِـيفِ الصَّيقَلِ الفَرَدِ

    سَــرتْ عــلــيــه مِــن الــجَــوزاءِ سَـاريةٌ

    تُــزجــي الــشَّــمــالُ عــليهِ جــامِدَ الـبَرَدِ

    فَـارتـاعَ مِـن صَــوتِ كــلابٍ فـبــاتَ لـــهُ

    طَـوْعَ الـشَّـوامـتِ مِـن خَـوْفٍ ومِـن صَرَدِ

    وكــانَ ضُـمْـرانُ مِــنــهُ حــيــثُ يُـوزِعُـهُ


    طَــعــنَ الــمُــعارِكِ عـنـد المَحـجَرِ النَّـجُدِ

    شــكَّ الــفَــريــصــةَ بالمِــدْرَى فأنـفَــذَهــا

    طَــعــنَ الــمُــبَــيــطِرِ إذ يَشفي مِن العَضَدِ

    كــأنّــهُ خــارجًــا مــن جَــنــبِ صَـفْـحَـتَهِ

    سَــفُّــودُ شَــرْبٍ نَــسُــوهُ عِــنــدَ مُــفْــتَــأدِ

    فــظَــلَّ يَــعــجَــمُ أعلَى الرَّوْقِ مُـنــقــبضًا

    فــي حَــالــكِ الــلَّوْنِ صـدقٍ غَـيرِ ذي أوَدِ

    لــمَّــا رأى واشــقٌ إقــعــاصَ صـــاحــبِـهِ

    ولا سَـــبـــيـــلَ إلـــى عَـــقـــلٍ ولا قَــــوَدِ

    قالـتْ لـه النــفــسُ :إنِّــي لا أرَى طَــمعًا

    وإنَّ مَــوْلاكَ لــم يَــسْــلــمْ ولـــم يَـــصِـــدِ

    فَــتــلــكَ تُــبــلِــغُــنــي الــنُّــعــمانَ أنَّ لـهُ

    فـضلاً عـلى الـنَّـاسِ فـي الأدنَى وفي البَعَدِ

    ولا أرَى فــاعِــلاً فــي الــنَّــاسِ يُــشــبِـهُهُ

    ولا أُحــاشِـــي مِــن الأقْـــوَامِ مـــن أحَـــدِ

    إلاّ سُــــلــــيــــمــــانَ إذ قــــالَ الإلـهُ لـــهُ

    قًُــمْ فــي الــبــريَّــةِ فــاحْــدُدْهــا عنِ الفَنَـدِ

    وخــيِّــسِ الــجِــنَّ إنّــي قـــد أَذِنْــتُ لــهمْ

    يَـبْــنُــونَ تَــدْمُــرَ بـالـصُّـفَّــاحِ والــعَـــمَـــدِ

    فـمَــنْ أطــاعَــكََ فــانــفَــعْــهُ بـطــاعـتــهِ

    كـمــا أطــاعَـــكَ وادْلُـلْــهُ عــلــى الــرَّشَّــدِ

    ومــنْ عَــصــاكَ فــعــاقِــبْــهُ مُــعــاقَــبَــةً

    تَــنْـهَــى الـظَّـلـومَ ولا تَـقـعُـدْ عـلـى ضَــمَـدِ

    إلاّ لِــمــثْــلِــك َ، أوْ مَــنْ أنــتَ سَــابِــقُــهُ

    سـبــقَ الـجــوادِ إذا اسْـتَــولَـى عـلـى الأمَـدِ

    أعــطَــى لــفــارِهَــةٍ حُــلــوٍ تــوابِــعُـــها

    مـــنَ الــمَــواهِــبِ لا تُــعْــطَــى على نَـــكَـدِ

    الـواهِــبُ الـمـائَــةَ الـمـعْــكــاءَ زيَّــنَــهــا

    سَــعْــدانُ تـوضِـحُ فــي أوْبــارِهـا الـلِّـــبَـــدِ

    والــراكــضَــاتِ ذُيــولَ الــرَّيْــطِ فَـنَّـقَـهـا

    بَــرْدُ الــهَــواجــرِ كــالــغــزلانِ بالـــجَــردِ

    والــخَــيـلَ تَــمـزَغُ غــربًـا فـي أعِـنَّـتِـهـا

    كـالطَــّيـرِ تَــنـجو من الشُّـؤْبـوبِ ذي الـبَرَدِ

    والأُدمُ قــدْ خُــيِّــسَــتْ فُــتــلاً مَــرافِــقُـها

    مَــشـــدودَةً بــرِحَـــالِ الــحِــيِـــرة ِ الــجُــدَدِ

    واحْــكــمْ كَــحُــكمِ فَتاة ِ الحيِّ إذْ نَظَــرتْ

    إلـــى حَـــمــــامِ شِــــراعٍ وَارِدِ الــــثَّــــمَـــدِ

    يَــحــفُّــهُ جــانــبًــا نــيــقٍ وتُــتْــبِــعُــــهُ

    مِـثـــلَ الـــزُّجـــاجَــةِ لــم تَـكْـحلْ من الرَّمَــدِ

    قــالــتْ ألا لَـيْـتَـمـا هــذا الـحَــمــامُ لــنـا

    إلــــى حَــــمـــامَــتِــنــا ونِــصـــفُــهُ فَـــقَــــدِ

    فَحــسَّــبُــوهُ فــألْــفَــوْهُ كــمــا حَــسَــبَـتْ

    تِـــسـعًـا وتِـــسـعـيـنَ لـم تَـنـقُـصْ ولــم تَــزِدِ

    فَـكـمَّــلــتْ مـائــةً فـيــهـا حَـمــامــتُــهــا

    وأسْـــرَعـتْ حِـسْــبـةً فـي ذلــــكَ الــــعَــــدَدِ

    فــلا لَــعَــمْـرُ الـذي مَـسَّــحـتُ كَـعــبـتَـهُ

    ومـــا هُـــريـــقَ عـلـى الأنْـــصـابِ من جَسَدِ

    والــمـؤمـنِ الـعـائِـذاتِ الـطّـيـرَ تـمسَحُها

    رُكْــــبــانَ مــــكَّــة َ بــــيــنَ الـغَـيْـلِ والسَّعَـدِ

    مـا إنْ أتــيــتُ بــشَــيءٍ أنــتَ تَــكْــرهُهُ

    إذًا فــــلا رَفَــــعَــتْ سَــوْطــي إلــــيَّ يَــــدِي

    إلاّ مــقــالــة َ أقــوامٍ شَــقــــيــتُ بــهـــا

    كــــانَــــتْ مــــقــالَــتُــهُــمْ قَـرْعًا على الكَبــِـدِ

    إذًا فَــعــاقــبــنــي ربِّـــي مُــعـــاقــبــــةً

    قَــــرَّتْ بــــهــا عَــيــنُ مــنْ يأتـيـكَ بالــفــَنَــدِ

    هـــذا لأبــرأَ مِــنْ قَــوْلٍ قُـــذِفْـــتُ بِـــهِ

    طَــــارَتْ نَــوافِــــذُهُ حَــــرًّا عـــلــى كَـــبِـــدي

    أُنْــبِــئْــتُ أنَّ أبــا قــابـــوسَ أوْعَـدَنـي

    ولا قَـــــرارَ عــــلـــــى زَأْرٍ مـــــــنَ الأسَـــــدِ

    مَــهْــلاً فِـــداءٌ لــك الأقـــوامِ كُـــلّــهُـــمُ

    ومــــا أُثَــــمِّــــرُ مــن مـــــالٍ ومـــــنْ وَلَــــــدِ

    لا تَــقْــذِفْــنــي بِــرُكْــنٍ لا كَــفــاءَ لـــهُ

    وإنْ تَـــــأثَّــــفَـــــكَ الأعـــــداءُ بـــــالـــــرَّفَـــدِ

    فــمــا الــفُــراتُ إذا هَــبَّ الــرِّيــاحُ لـهُ

    تَــــرمــي أواذيُّــــهُ الــعــــبْــرَيــنِ بـــالـزَّبَــــدِ

    يَـــمُـــدُّهُ كـــلُّ وادٍ مُـــتْــــرَعٍ لَـــجِـــبٍ

    فـــيـــهِ رِكـــامٌ مـــن الـــيَـــنْــبـوتِ والـخَــضَـدِ

    يــظَــلُّ مِــن خَــوفِــهِ المَــلاَّحُ مُعتَصِـمًا

    بـــالـخَـيْـزرانَــــةِ بَـــعــدَ الأيْــــنِ والـنَّـــجَــــدِ

    يــومًــا بِــأجْــوَدَ مــنـهُ سَـيْــبَ نـافِــلَــةٍ

    ولا يَـــحُـــولُ عَـــطــــاءُ الـــيـــومِ دونَ غَـــــدِ'

    هـذا الـثَّـنـاءُ فـإنْ تَـسـمَــعْ بـه حَــسَـــنًا

    فـــلـــم أُعـــرِّض أبَـــيـــتَ الـلّـــعـنَ بـالـصَّــفَدِ

    هــا إنَّ ذي عِــذرَة ٌ إلاَّ تــكُــنْ نَـفَـعَــتْ

    فــــإنَّ صـــــاحــبَـــهـا مُـــــشـاركُ الـــــنَّــكَـــدِ





    http://go.3roos.com/loocb9a9rex


  3. #18
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،






    أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،****عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ

    أَفِل التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا****لما تزلْ برحالنا ، وكأنْ قدِ

    زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،****و بذاكَ خبرنا من الغداف الأسود

    لا مرحباً بغدٍ ، ولا أهلاً بهِ ،****إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ

    حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،****والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي

    في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها،****فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ

    غنيتْ بذلك ، غذ همُ لكَ جيرة ٌ ،****منها بعَطْفِ رسالَة ٍ وتَوَدُّدِ

    ولقد أصابَتْ قَلبَهُ مِنْ حُبّهَا،****عن ظَهْرِ مِرْنانٍ، بسَهمٍ مُصردِ

    نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ****أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ

    و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها ،****ذهبٌ توقَّدُ، كالشّهابِ المُوقَدِ

    صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها****كالغُصنِ، في غُلَوائِهِ، المتأوِّدِ

    والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ،****والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ

    محطُوطَة ُ المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ٍ،****ريّا الرّوادِفِ، بَضّة ُ المتَجرَّدِ

    قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍ ،****كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ

    أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها****بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ

    أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة ٍ،****بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ

    سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ،****فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ

    بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ****عنم على اغصانه لم يعقدِ

    نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها،****نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ

    تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍ،****برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ

    كالأقحوانِ، غَداة َ غِبّ سَمائِه،****جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي

    زَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،****عذبٌ مقبلهُ ، شهيُّ الموردِ

    زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ****عذبٌ ، غذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِ

    زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ****يشفى ، بريا ريقها ، العطشُ الصدي

    أخذ العذارى عِقدَها، فنَظَمْنَهُ،****مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ

    لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ ،****عبدَ الإلهِ ، صرورة ٍ ، متعبدِ

    لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها ،****و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ

    بتَكَلّمٍ، لو تَستَطيعُ سَماعَهُ،****لدنتْ لهُ أروى الهضابِ الصخدِ

    و بفاحمٍ رجلٍ ، أثيثٍ نيتهُ ،****كالكرمِ مالَ على الدعامِ المسندِ

    فإذا لَمستَ لمستَ أجخثَمَ جاثِماً،****متحيزاً بمكانهِ ، ملءَ اليدِ

    و إذا طَعَنتَ طعنتَ في مستهدفٍ ،****رابي الَمجَسّة ِ، بالعَبيرِ مُقَرْمَدِ

    و إذا نزعتَ نزعتَ عن مستحصفٍ****نَزّعَ الحَزَوَّرِ بالرّشاءِ المُحْصَدِ

    و إذا يعضّ تشدهُ أعضاؤهُ ،****عضّ الكَبيرِ مِنَ الرّجالِ الأدردِ

    ويكادُ ينزِعُ جِلدَ مَنْ يُصْلى به****بلوافحٍ، مثلِ السّعيرِ المُوقَدِ

    لا واردٌ منها يحورُ لمصدرٍ*****عنها ، ولا صدرٌ يحورُ لموردِ





    أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني

  4. #19
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ




    اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ****
    بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأساوِدِ

    تعاورها الأرواحُ ينسفنَ تربها ،****
    و كلُّ مثلثٍ ذي أهاضيبَ ، راعدِ

    بها كلّ ذيالٍ وخنساءَ ترعوي****
    إلى كلّ رجافٍ ، من الرملِ ، فاردِ

    عهدتُ بها سعدي غريرة ٌ****
    عَرُوبٌ، تَهادى في جَوارٍ خرائِدِ

    لعمري ، لنعمَ الحيّ صبحَ سرْ بنا****
    و أبياتنا ، يوماً ، بذاتِ المراودِ

    يقودهمُ النعمانُ منهُ بمصحفٍ ،*****
    و كيدٍ يغمّ الخارجيَّ ، مناجدِ

    و شيمة ِ لا وانٍ ، ولا واهنِ القوى****
    وَجَدٍّ، إذا خابَ المُفيدونَ، صاعدِ

    فآبَ بأبكارٍ وعونٍ عقائلٍ ،****
    أوانِسَ يَحمْيها امْرُؤٌ غيرُ زاهِدِ

    يُخَطّطْنَ بالعيدانِ في كلّ مَقْعَدٍ،****
    و يخبأنَ رمانَ الثديّ النواهدِ

    ويضربْنَ بالأيْدي وراء بَراغِزٍ،****
    حِسانِ الوُجوه، كالظّباءِ العواقِدِ

    غرائِرُ لم يَلْقَيْنَ بأساء قَبلَها،****
    لدى ابن الجلاحِ ، ما يثقنَ بوافدِ

    أصابَ بني غيظٍ ، فأصحوا عبادهُ ،****
    وجَلّلَها نُعْمَى على غيرِ واحِدِ

    فلا بُدّ من عوجاءَ تَهْوي براكِبٍ،****
    إلى ابنِ الجُلاح، سيَرُها اللّيلَ قاصِدُ

    تخبّ إلى النعمانِ ، حتى تنالهُ ،****
    فِدى ً لكَ من رَبٍّ طريفي، وتالِدي

    فسكنتَ نفسي ، بعدما طارَ روحها ،***
    وألبَستَني نُعْمَى ، ولستُ بشاهِدِ

    وكنتُ امرأً لا أمدَحُ الدّهرَ سُوقَة ً،****
    فلَسْتُ، على خَيرٍ أتاك، بحاسِدِ

    سبَقْتَ الرّجالَ الباهِشيِنَ إلى العُلَى****
    كسبقِ الجوادِ اصطادَ قبل الطواردِ

    علَوتَ مَعَدّاً نائِلاً ونِكايَة ً،*****
    فأنتَ، لغَيثِ الحمدِ، أوّلُ رائِدِ







    أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،




    أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،****ومَحمَدة ً من باقياتِ المَحامِدِ

    حباءُ شقيقٍ فوقَ أعظمِ قبره ،****و ما كان يحبى قبله قبرُ وافدِ

    أتى أهلهُ منهُ حباءٌ ونعمة ٌ ؛****ورُبّ امرىء ٍ يَسعِى لآخرَ قاعدِ








    يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،





    يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،*****بعدَ الذينَ تتَابَعوا بالمَرْصَدِ



    لو عاينتكَ كماتنا بطوالة ٍ ،*****بالحَزْوَريّة ، أو بلابة ِ ضرغدِ


    لثويتَ في قدٍّ ، هنالك ، موثقاً*****في القومِ، أو لَثَوَيْتَ غيرَ موَسَّدِ





    عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،





    عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،****ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟

    أقوى ، وأقفَرَ من نُعمٍ، وغيّرهَ****هُوجُ الرّياحِ بها والتُّربِ، مَوّارِ

    وقفتُ فيها، سراة َ اليومِ، أسألُها****عن آلِ نُعْمٍ، أمُوناً، عبرَ أسفارِ

    فاستعجمتْ دارُ نعمٍ ، ما تكلمنا ،****و الدارُ ، لو كلمتنا ، ذاتُ أخبارِ

    فما وجَدْتُ بها شيئاً ألوذُ به،****إلاّ الثُّمامَ وإلاّ مَوْقِدَ النّارِ

    وقد أراني ونُعْماً لاهِييَنِ بها،****والدّهرُ والعيشُ لم يَهمُمْ بإمرارِ

    أيّامَ تُخبْرُني نُعْمٌ وأُخبِرُها،****ما أكتُمُ النّاسَ من حاجي وأسراري


    لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ،****لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ

    فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛*****والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ

    نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً****سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري

    رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ،*****والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ

    فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ****حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ

    بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها،****لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ

    تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ،****لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري

    و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ،****في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ

    تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ***عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ

    كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها،****من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ

    أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ****إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ

    ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري،****أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟

    بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ،****فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ

    إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ،****يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ

    نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ،****يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ

    إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني،*****وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ

    و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ،****نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ

    جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ****وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ

    تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ****ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ

    إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها،****تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ

    كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ،****ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ

    مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ،****من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ

    مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له****نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ

    سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ،****و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ

    باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ****بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ

    وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ،****مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ

    حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ،****و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ

    أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ،*****عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ

    مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ،*****ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ

    يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ،*****طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ

    حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ،*****أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ

    فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما*****كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ

    فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ،*****شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ

    ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ****بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ

    وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ،*****من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ

    وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به،*****يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ

    حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ،*****وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ

    انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ،*****يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ

    فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها*****طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ






    لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،





    لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،****

    وعنَ ترَبُّعِهِمْ في كلّ أصْفارِ



    وقلتُ: يا قومُ، إن اللّيثَ مُنقَبِضٌ****

    على براثنهِ ، للوثبة ِ الضاري





    لا أعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها،****

    كأنّ أبكارها نعاجُ دوارِ





    ينْظرْنَ شزْراً إلى من جاء عن عُرُضٍ****

    بأوجهٍ منكراتِ الرقّ ، أحرارِ





    خَلَفَ العضاريطِ لا يوقَينَ فاحشة ً،****

    مستمسكاتٍ بأقتابٍ وأكوارِ





    يُذرينَ دمعاً، على الأشفار مُنحدراً،****

    يأملنَ رحلة َ حصنٍ وابنِ سيارِ





    إما عُصِيتُ، فإنّي غيرُ مُنفَلِتٍ****

    مني اللصابُ ، فجنبا حرة ِ النارِ





    أو أضعُ البيتَ في سوداءِ مظلمة ٍ ،****

    تقيدُ العيرَ ، لا يسري بها الساري





    تدافعُ الناسَ عنا ، حينَ نركبها ،****

    من المظالمِ تدعى أمّ صبارِ





    ساق الرفيداتِ من جوش ومن عظمٍ****

    و ماشَ منْ رهطِ ربعيٍ وحجارِ





    قَرْمَيْ قُضاعة َ حَلاً حَولَ حُجرته****

    مَدّا عليهِ بسُلاّفٍ أنْفارِ





    حتى استقلّ بجمعٍ ، لا كفاءَ له ،****

    ينفي الوحوشَ عن الصحراءِ جرارِ





    لا يَخفِضُ الرِّزّ عن أرضٍ ألَمّ بها؛****

    ولا يَضِلُّ على مصباحِهِ السّاري





    وعَيّرَتْني بَنُو ذُبيانَ خَشْيَتَهُ،****

    وهل عليّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عَارِ؟














    ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،




    ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،****
    وزبّانَ، الذي لم يَرْعَ صِهْرِي

    فإيّاكُمْ وَعُوراً دامياتٍ،****
    كأن صِلاءَهُنّ صِلاءُ جَمْرِ

    فإني قد أتاني ما صنعتمْ ،****
    و ما وشحتمُ من شعرِ بدرِ

    فلم يكُ نولكمُ أن تشفذوني ،****
    و دوني عازبٌ وبلادُ حجرِ

    فإنّ جوابها، في كلّ يومٍ،****
    ألَمّ بأنْفُسٍ منكمْ، وَوَفْرِ

    ومَنْ يَتَرَبّصِ الحَدَثانَ تَنزِلْ****
    بمولاهُ عوانٌ ، غيرُ بكرِ













    نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،




    نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،****يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ

    فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني****مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

    أرأيتَ، يومَ عُكاظَ، حينَ لقِيتَني****تحتَ العَجاجِ، فما شَقَقتَ غُبارِي

    إنّا اقتَسَمنْا خُطّتيَنْاَ بَيْنَنَا،****فحملتُ برة َ ، واحتملتَ فجارِ

    فلتأتينكَ قصائدٌ ، وليدفعنْ****جيشٌ إليكَ قوادمَ الأكوارِ

    رهطُ ابنِ كوزٍ أدراعهم ،****فيهمْ، ورهطُ ربيعة َ بنِ حُذارِ

    ولِرَهْطِ حَرّابٍ وقَدٍّ سُورَة ٌ****في المَجدِ، ليسَ غُرابُهُم بمُطارِ

    وبنو قُعَينٍ، لا مَحَالَة َ أنّهُمْ****آتوكَ ، غيرَ مقلمي الأظفارِ

    سَهِكِينَ مِن صَدإ الحديدِ كأنّهم،****تحتَ السنورِ ، جنة ُ البقارِ

    وبنُو سُواءَة َ زائرُوكَ بوفِدِهِمْ****جيشاً، يَقودُهُمُ أبو المِظفارِ

    وبنو جَذيمَة َ حَيّ صِدْقٍ، سادة ٌ،****غلبوا على خبتٍ إلى تعشارِ

    متكنفي جنبيْ عكاظَ كليهما ،****وُفُراً، غَداة َ الرّوعِ والإنفار

    و الغاضريونَ ، الذينَ تحملوا ،****بِلِوائِهِمْ، سَيراً لِدارِ قَرارِ

    تَمشي بهمْ أُدْمٌ، كأنّ رِحالَها****عَلَقٌ هُرِيقَ على مُتُونِ صُوارِ

    شُعَبُ العِلافيّاتِ بين فُرُوجِهِمْ،****و المحصناتُ عوازبُ الأطهارِ

    بُرُزُ الأكفّ من الخِدامِ، خوارجٌ،****منْ فرجِ كلّ وصيلة ٍ وإزارِ

    شُمُسٌ، مَوَانعٌ كلّ ليلة ِ حُرّة ٍ،****يُخْلِفْنَ ظَنّ الفاحِشِ المِغْيارِ

    جَمْعاً، يَظَلّ به الفضاءُ مُعَضِّلاً،****يَدَعُ الإكامَ كأنّهنّ صَحاري

    لم يحرموا حسنَ الغذاءِ ، وأمهمْ****طفحتْ عليكَ بناتقٍ مذكارِ

    حَولي بَنُو دُودانَ لا يَعصُونَني،****وبنَو بَغيضٍ، كلّهُمْ أنصارِي

    زيدُ بنُ زيدٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ،****و على كنيبٍ مالكُ بنُ حمارِ

    و على الرميشة ِ ، من سكينٍ ، حاضرٌ ؛***و على الثينة ِ من بني سيارِ

    فيهمْ بناتُ العسجديّ ولاحقٍ ،****ورقاً مراكلها منَ المضمارِ

    يَتَحَلّبُ اليَعضيدُ مِنْ أشداقِها،****صُفراً مناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ

    تشلى توابعها إلى ألافها ،****خَبَبَ السّباعِ الوُلّهِ، الأبكارِ

    إتّ الرميشة َ مانعٌ أرماحنا****ما كانَ مِنْ سَحَمٍ بها، وصَفارِ

    فأصَبْنَ أبْكاراً، وهُنّ بإمّة ٍ،****أعْجَلْنَهُنّ مَظِنّة َ الإعْذارِ







    كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،




    كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،****
    وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا

    أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها،****
    وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا


    تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها،****
    و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟

    ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ****
    على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا

    و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ،****
    يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا

    ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا،****
    و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا

    لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً****
    و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا

    وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ****
    جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا

    رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ،****
    وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا

    و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ،****
    ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا

    فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً،****
    و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا

    فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ****
    تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا

    سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ،****
    وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا

    و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ،****
    تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا

    تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ،****
    وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا

    حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي،****
    و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا

    أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ****
    غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا :

    ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ،****
    فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا

    و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ،****
    على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا

    و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ،****
    وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا

    فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ،****
    وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا





    لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ


    لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ****

    يُريدُ بني حُنّ، ببُرقَة ِ صادِرِ

    تجنبْ بني حنّ ، فإنّ لقاءهمْ****
    كريهٌ، وإنْ لم تَلقَ إلاّ بصابِرِ

    عِظامُ اللُّهى َ، أوْلادُ عُذْرَة َ إنّهُمْ****
    لهاميمُ ، يستلهونها بالحناجرِ

    و همْ منعوا وادي القرى من عدوهم****
    بجمعٍ مبيرٍ للعدوّ المكاثرِ

    منَ الوارداتِ الماءِ بالقاعِ تستقي****
    بأعجازها ، قبلَ استقاءِ الخناجرِ

    بُزاخِيّة ٍ ألْوَتْ بلِيفٍ، كأنّهُ****
    عفاءُ قلاصٍ ، طارَ عنها ، تواجرُ

    صغارِ النوى مكنوزة ٍ ليسَ قشرها،****
    إذا طارَ قِشرُ التَّمْرِ، عنها بطائِرِ

    هُمُ طَرَدوا عَنها بَلِيّاً، فأصبْحتْ****
    بَلِيُّ بوادٍ، من تِهامة َ، غائِرِ

    و هم منعوها من قضاعة َ كلها ،****
    و من مضرَ الحمراءِ ، عند التغاورِ

    و هم قتلوا الطائيَّ بالحجر ، عنوة ً****
    أبا جابرٍ، واستَنكَحوا أُمَّ جابرِ







    http://go.3roos.com/h6y753mzv6n

  5. #20
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،




    ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،****فقد أصبْحتْ، عن منَهجِ الحقّ، جائرهْ

    أجِدَّكُمُ لن تَزْجُرُوا عن ظُلامَة ٍ****سفيهاً ، ولن ترعوا لذي الودّ آصرهْ

    فلو شَهِدَتْ سهْمٌ وأبناءُ مالِكٍ،****فتعذرني منْ مرة َ المتناصرهْ

    لجاؤوا بجمعٍ ، لم يرَ الناسُ مثله ،****تَضاءلُ منه، بالعَشِيّ، قصائرَهْ

    ليهنئْ لكم أن قد نفيتمْ بيوتنا ،****مندى عبيدانَ المحلئِ باقرهْ

    وإني لألْقَى من ذوي الضِّغْنِ منهمُ،****و ما أصبحتْ تشكو من الوجدِ ساهرهْ

    كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛****وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ

    فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،****و لا تغسيني منك بالظلمِ بادرهْ

    فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،****و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ

    تذكرَ أني يجعلُ اللهُ جنة ً ،****فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ

    فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،****وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ

    أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،****مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ

    فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،****ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه

    فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛****وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه

    فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا****على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ

    فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني****رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ

    أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،****و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ






    ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،




    ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،****و ما وداعكَ منْ قفتْ به العيرُ

    و ما رأيتكَ إلاّ نظرة ً عرضتْ ،****يوْمَ النِّمارة ِ، والمأمورُ مأمورُ

    إنّ القُفولَ إلى حيَ، وإن بَعُدوا،****أمسَوْا، ودونَهُمُ ثَهْلانُ فالنِّيرُ

    هل تبلغنيهمُ حرفٌ مصرمة ٌ ،****أجدُ الفقارِ ، وإدلاجٌ وتهجيرُ

    قد عُرّيتْ نصْفَ حولٍ أشهراً جُدُداً****يسفي ، على رحلها ، بالحيرة ، المورُ

    وقارَفَتْ، وَهْيَ لم تَجرَبْ، وباعَ لها****من الفصافصِ ، بالنميّ ، سفسيرُ

    ليستْ ترى حَوْلَها إلْفاً، وراكِبُها****نشوانُ، في جَوّة ٍ الباغوثِ، مَخمورُ

    تلقي الإوزينَ ، في أكنافِ دارتها ،****بَيْضاً، وبينَ يدَيها التّبنُ مَنشورُ

    لولا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ،****لَقالَ راكِبُها في عُصْبَة ٍ: سيرُوا

    كأنها خاضِبٌ أظْلافَهُ، لَهِقٌ،****قهدُ الإهابِ ، تربتهُ الزنابيرُ

    أصاخَ مِنْ نَبَأة ٍ، أصغى لها أُذُناً،****صماخها ، بدخيسِ الروقِ ، مستورُ

    من حسّ أطلسَ ، تسعى تحته شرعٌ****كأنّ أحناكها السفلى مآشيرُ

    يقولُ راكِبُها الجِنّيّ، مُرْتَفِقاً:****هذا لكنّ ، لحمُ الشاة ِ محجورُ





    صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،



    صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،****طويلة ُ الإطراقِ من غيرِ خفرْ

    داهية ٌ قد صغرتْ من الكبرْ ،****كأنما قد ذهبتْ بها الفكرْ

    مهروتة ُ الشدقينِ ، حولاءُ النظرْ ،****تفترّ عن عوجٍ حدادٍ ، كالإبرْ






    يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،



    يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،****و عينُ باغٍ ، فكانَ الأمرُ ما ائتمرا

    يا قومُ إنّ ابنَ هندٍ غيرُ تارِكِكُمْ؛****فلا تكونوا، لأدنَى وقعَة ٍ، جَزَرَا





    أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،




    أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،****في البأسِ والجودِ بينَ العِلمِ والخبرِ

    متوجٌ بالمعالي ، فوقَ مفرقهِ ،*****وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صُورة ِ القمرِ






    بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى




    بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى****مَظِنّة ِ كلبٍ، أو مِياهِ المواطِرِ



    ترى الرّاغبينَ العاكِفينَ ببابِهِ،****على كلّ شيِزى أُترِعتْ بالعُراعرِ




    له بفناءِ البيتِ سوداءُ فخمة ٌ ،****تلقمُ أوصالَ الجزورِ العراعرِ

    بقيّة ُ قَدْرٍ مِنْ قُدورٍ تُوُرّثَتْ****لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعدَ كابرِ

    تظلّ الإماءُ يبتدرنَ قديمها ،****كما ابتَدَرَتْ سَعدٌ مياهَ قُراقِرِ

    وهم ضرَبوا أنفَ الفَزاريّ، بعدما****أتاهم بمَعقُودٍ من الأمرِ، قاهرِ

    اتطمعُ في وادي القرى وجنابه ،****و قد منعوا منهُ جميعَ المعاشرِ ؟





    أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني

  6. #21
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،





    من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،****
    ومنَ النَّصيحَة ِ كثرة ُ الإنذارِ


    لاأعرِفَنّكَ عارِضاً لرِماحنِا،****
    في جفّ تغلب ، واديَ الامرارِ


    يا لهفَ أمّي، بعدَ أسرَة ِ جَعوَلٍ،****
    ألاّ أُلاقيَهم ورهطَ عِرارِ






    فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،







    فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،****

    فإنّني منك لمّا أقضِ أوطاري


    يدني عليهنّ دفاً ، ريشهُ هدمٌ ،****

    و جؤجؤاً ، عظمه ، من لحمه ، عارِ




    المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،



    المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،****و طولُ عيشٍ قد يضرهْ

    تفنى بشاشتهُ ، ويبقى ،****بعدَ حلوِ العيشِ ، مرهْ

    وتَخونُهُ الأيّامُ، حتَى****لا يَرَى شيئاً يَسُرّهْ

    كَم شامتٍ بي، إن هلكتُ،****و قائلٍ : للهِ درهْ









    عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،





    عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،****
    فجنبا أريكٍ ، فالتلاعُ الدوافعُ

    فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها****
    مصايفُ مرتْ ، بعدنا ، ومرابعُ

    توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها****
    لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ

    رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ،****
    و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ

    كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها ،****
    عليه ، حصيرٌ ، نمقتهُ الصوانعُ

    على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها،****
    يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع

    فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها****
    على النحرِ ، منها مستهلٌّ ودامعُ

    على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا،****
    و قلتُ : ألما أصحُ والشيبُ وازعُ ؟

    وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ****
    مكان الشغافِ ، تبغيهِ الأصابعُ

    وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ،****
    أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ

    فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ٌ****
    من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ

    يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها،****
    لحليِ النساءِ ، في يديهِ ، قعاقعُ

    تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها،****
    تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ

    أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،****
    و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ

    مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،****
    و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ

    لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،****
    لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ

    أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها،****
    وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ

    أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،****
    له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ

    أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،****
    و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ

    أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،****
    و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ

    حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،****
    وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟

    بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ ،****
    يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ

    سماماً تباري الريحَ ، خوصاً عيونها ،****
    لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ

    عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ،****
    فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ

    لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،****
    كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ

    فإن كنتُ ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ ،****
    و لا حلفي على البراءة ِ نافعُ

    ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ،****
    و أنتَ بأمرٍ ، لا محالة َ ، واقعُ

    فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،****
    وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ

    خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ٍ ،****
    تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ

    أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ً ،****
    و تتركُ عبداً ظالماً ، وهوَ ظالعُ ؟

    وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ،****
    وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ

    أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ،****
    فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ

    و تسقى ، إذا ما شئتَ ، غيرَ مصردٍ ،****
    بزوراءَ ، في حافاتها المسكُ كانعُ







    ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ


    ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ****خلتْ لهمُ من كلّ مولى وتابعِ


    سوى أسدٍ يحمونها كلّ شارقٍ ،****بألفَيْ كَمّيٍ ذي سِلاحٍ، ودارِعِ


    قُعُوداً على آلِ الوجيهِ ولاحقٍ،****يقيمونَ حولياتها بالمقارعِ


    يهزونَ أرماحاً طوالاً متونها ،****بأيْدٍ طوالٍ، عارياتِ الأشاجِعِ


    فدَعْ عَنكَ قوْماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ،****هُمُ ألحَقُوا عَبسْاً بأرضِ القعاقِعِ


    و قد عسرتْ ، من دونهمْ بأكفهمْ ،****بنو عامرٍ عسرَ المخاضِ الموانعِ


    فما أنا في سهمٍ ، ولا نصرِ مالكٍ****و مولاهمُ عبدِ بنِ سعدٍ ، بطامعِ


    إذا نزَلوا ذا ضَرْغَدٍ، فعُتائِداً،****يُغَنّيِهمُ فيها نَقيقُ الضفادِعِ

    قُعُوداً لَدَى أبياتِهِمْ يَشْمِدونَها،****رمى اللهُ في تلكَ الأنوفِ الكوانعِ






    و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،




    و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،****ويأتِ مَعَدّاً مُلكُها وربيعُهَا

    ويَرْجعِ إلى غسّانَ، مُلكٌ وسؤدُدٌ،****و تلكَ المنى ، لو أننا نستطيعها

    وإنْ يَهْلِكِ النّعمانُ تُعرَ مَطَيّهُ،****و يلقَ ، إلى جنبِ الفناءِ ، قطوعها

    و تنحطْ حصانٌ ، آخرَ الليل ، نحطة ً***تقضقضُ منها ، أو تكادُ ضلوعها

    على إثرِ خيرِ الناس ، إن كانَ هالكاً****و إنْ كانَ في جنبِ الفتاة ِ ضجيعها







    تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،



    تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،****هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ

    لو كنتَ تَصدُقُ حبَّهُ لأطَعْتَهُ؛****إنّ المحبّ، لمن يُحبّ، مُطيعُ





    أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني

  7. #22
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،




    دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،****وكيفَ تَصابي المرء، والشّيبُ شاملُ؟

    وقفتُ بربعِ الدارِ ، قد غيرَ البلى****مَعارِفَها، والسّارِياتُ الهواطِلُ

    أسائلُ عن سُعدى ، وقد مرّ بعدَنا،****على عَرَصاتِ الدّارِ، سبعٌ كوامِلُ

    فسَلّيتُ ما عندي برَوحة ِ عِرْمِسٍ،****تخبّ برحلي ، تارة ً ، وتناقلُ

    موثقة ِ الأنساءِ ، مضبورة ِ القرا ،****نعوبٍ ، إذا كلّ العتاقُ المراسلُ

    كأني شَددَتُ الرّحلَ حينَ تشذّرَتْ،****على قارحٍ ، مما تضمنَ عاقلُ

    أقَبَّ، كعَقدِ الأندَريّ، مُسَحَّجٍ،****حُزابِية ٍ، قد كَدمَتْهُ الَمساحِلُ

    أضرّ بجرداءِ النسالة ِ ، سمحج ،****يقبلها ، إذْ أعوزتهُ الحلائلُ

    إذا جاهدتهُ الشدّ جدّ ، وإنْ ونتْ****تَساقَطَ لا وانٍ، ولا مُتَخاذِلُ

    و إنْ هبطا سهلاً أثارا عجابة ً ؛****وإنّ عَلَوَا حَزْناً تَشَظّتْ جَنادِلُ

    ورَبِّ بني البَرْشاءِ: ذُهْلٍ وقَيسِها****و شيبانَ ، حيثُ استبهلتها المنازلُ

    لقد عالني ما سرها ، وتقطعتْ ،****لروعاتها ، مني القوى والوسائلُ

    فلا يَهنىء الأعداءَ مصرَعُ مَلْكِهِمْ،****و ما عشقتْ منهُ تميمٌ ووائلُ

    و كانتْ لهمْ ربعية ٌ يحذرونها ،****إذا خضخضتْ ماءَ السماءِ القبائلُ


    يسيرُ بها النعمانُ تغلي قدورهُ ،****تجيشُ بأسبابِ المنايا المراجلُ

    يَحُثّ الحُداة َ، جالِزاً برِدائِهِ،****يَقي حاجِبَيْهِ ما تُثيرُ القنابلُ

    يقولُ رجالٌ، يُنكِرونَ خليقَتي:****لعلّ زياداً ، لا أبا لكَ ، غافلُ

    أبَى غَفْلتي أني، إذا ما ذكَرْتُهُ،****تَحَرّكَ داءٌ، في فؤاديَ، داخِلُ

    و أنّ تلادي ، إنْ ذكرتُ ، وشكتي****ومُهري، وما ضَمّتْ لديّ الأنامِلُ

    حباؤكَ ، وو العيسُ العتاقُ كأنها****هجانُ المها ، تحدى عليها الرحائلُ

    فإنْ تَكُ قد ودّعتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ،****أواسيَ ملكٌ تبتتها الأوائلُ

    فلا تبعدنْ ، إنّ المنية َ موعدٌ ؛****و كلُّ امرئٍ ، يوماً ، به الحالُ زائلُ

    فما كانَ بينَ الخيرِ لو جاء سالماً ،****أبو حجرٍ ، إلاّ ليالٍ قلائلُ

    فإنْ تَحيَ لا أمْلَلْ حياتي، وإن تمتْ،****فما في حياتي، بعد موتِكَ، طائِلُ

    فآبَ مصلوهُ بعينٍ جلية ٍ ،****وغُودِرَ الجَولانِ، حزْمٌ ونائِلُ

    سقى الغيثُ قبراً بينَ بصرى وجاسمٍ ،****بغيثٍ ، من الوسمي ، قطرٌ ووابلْ

    و لا زالَ ريحانٌ ومسكٌ وعنبرٌ****على مُنتَهاهُ، دِيمَة ٌ ثمّ هاطِلُ

    و ينبتُ حوذاناً وعوفاً منوراً ،****سأُتبِعُهُ مِنْ خَيرِ ما قالَ قائِلُ

    بكى حارِثُ الجَولانِ من فَقْدِ ربّه،****و حورانُ منه موحشٌ متضائلُ

    قُعُودا له غَسّانُ يَرجونَ أوْبَهُ،****وتُرْكٌ، ورهطُ الأعجَمينَ وكابُلُ





    أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،



    أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،****بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأجاوِل

    أربتْ بها الأرواحُ ، حتى كأنما****تَهادَينَ، أعلى تُربِها، بالمناخِلِ

    وكلُّ مُلِثٍ، مُكْفَهِرٍ سَحابُهُ،****كَميشِ التّوالي، مُرْثَعِنّ الأسافلِ

    إذا رَجَفَتْ فيهِ رَحى ً مُرْجَحِنّة ٌ،****تبعقَ ثجاجٌ ، غزيرُ الحوافلِ

    عهدتُ بها حياً كراماً ، فبدلتْ****خناطيلَ آجالِ النعامِ الجوافلِ

    ترى كلَّ ذيّالٍ يُعارِضُ رَبْرَباً،****على كلّ رَجّافٍ، من الرّمل، هائلِ

    يُثِرْنَ الحَصَى ، حتى يُباشِرْنَ بردَهُ****غذا الشمسُ مجتْ ريقها بالكلاكلِ

    وناجيَة ٍ عَدّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ،****كسَحْلِ اليَماني، قاصِدٍ للمَناهِلِ

    لهُ خلجٌ تهوي فرادى ، وترعوي****إلى كلّ ذي نيرينِ ، بادي الشواكلِ

    و إني عداني ، عن لقائكَ ، حادثٌ ،****و همٌّ ، أتى من دون همك ، شاغلُ

    نصحتُ بني عوفٍ ، فلم يتقبلوا****وَصاتي؛ ولم تَنجَحْ لديهِمْ وسائلي

    فقلتُ لهُمْ: لا أعرِفَنّ عَقائلاً****رعابيبَ من جَنْبَيْ أريكٍ وعاقِلِ

    ضواربَ بالأيدي ، وراء براغزٍ ،****حسانٍ ، كآرامِ الصريمِ الخواذلِ

    خلالَ المطايا يتصلنَ ، وقد أتتْ****قنانُ أبيرٍ ، دونها ، والكواثلِ

    وخَلَّوا له، بينَ الجِنابِ وعالِجٍ،****فراقَ الخليطِ ذي الذاة ِ ، المزايلِ

    و لا أعرفني بعدما قد نهيتكمْ ،****أُجادِلُ يَوْماً في شويٍّ وجامِلِ

    و بيضٍ غريراتٍ ، تفيضُ دموعها ،****بمُسْتَكْرَهٍ، يُذرِينَهُ بالأنامِلِ

    وقد خِفتُ، حتى ما تزيدُ مخافتي****على وعلٍ ، في المطاوة ِ ، عاقلِ

    مخافة َ عمرو أنْ تكونَ جيادهُ*****يُقَدْنَ إلينا، بينَ حافٍ وناعِلِ

    إذا استعجلوها عن سجية ِ مشيها ،****تَتَلَّعُ، في أعناقِها، بالجحافِلِ

    شوازبَ ، كالأجلامِ ، قد آلَ رمها ،****سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وفائِلِ

    ويَقْذِفْنَ بالأولادِ في كلّ مَنزِلٍ،****تشحطُ في أسلائها ، كالوصائلِ

    ترى عافياتِ الطيرِ قد وثقتْ لها****بَشَبعٍ من السّخلِ العِتاقِ الأكائلِ

    برى وقعُ الصوانِ حدَّ نسورها ،****فهُنّ لِطافٌ، كالصِّعادِ الذّوابِلِ

    مُقَرَّنَة ً بالعِيسِ والأُدْمِ كالقَنا،****عليها الخُبُورُ مُحْقَبَاتُ المَراجِلِ

    و كلُّ صموتٍ ، نثلة ٍ ، تبعية ٍ ،****ونَسْج سُلَيْمٍ كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ

    علينَ بكديونٍ ، وأبطنَّ كرة ً ،****فهنّ وضاءٌ ، صافياتُ القلائلِ

    عتادُ امرئٍ لا ينقضُ البعدُ همه ،****طلوبُ الأعادي ، واضحٌ ، غيرُ خاملِ

    تحينُ بكفيهِ المنايا ، وتارة ً****تَسُحّانِ سَحّاً، من عَطاءٍ ونائِلِ

    إذا حَلّ بالأرضِ البريّة ِ أصْبَحَتْ****كئيبة َ وجهٍ ، غبها غيرُ طائلِ

    يَؤمّ برِبْعّيٍ، كأنّ زُهاءَهُ،****إذا هَبَطَ الصّحراءَ، حَرّة ُ راجلِ





    أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،


    أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،*****بمرفضّ الحبيّ إلى وعالِ

    فأمواهِ الدنا ، فعويرضاتٍ ،****دوارسَ بعدَ أحياءٍ حلالِ

    تَأبّدَ لا ترى إلاّ صُواراً****بمرقومٍ ، عليهِ العهدُ ، خالِ

    تعاورها السواري والغوادي ،****وما تُذري الرّياحُ من الرّمالِ

    أثيثٌ نبتهُ ، جعدٌ ثراهُ ،****بهِ عُوذُ المَطافِلِ والمتاليْ

    يُكَشِّفْنَ الألاءَ، مُزَيَّناتٍ،****بغابِ ردينة َ السحمِ ، الطوالِ

    كأنّ كشوحهنّ ، مبطناتٍ****إلى فوقِ الكُعُوبِ، بُرُودُ خالِ

    فلما أنْ رأيتُ الدارَ قفراً ،****و خالفَ بالُ أهلِ الدارِ بالي

    نهضتُ إلى عذافرة ٍ صموتٍ ،****مُذَكَّرَة ٍ، تَجِلّ عَنِ الكَلالِ

    فداءٌ ، لامرئٍ سارتْ إليهِ****بِعذرَة ِ رَبّها، عمّي وخالي

    ومَن يَغرِفْ، من النّعمانِ، سَجْلاً،****فليسَ كَمَنْ يُتَيَّهُ في الضّلالِ

    فإنْ كنتَ امرأً قد سؤتَ ظناً****بعبدكَ ، والخطوبُ إلى تبالِ

    فأرْسِلْ في بني ذبيانَ، فاسألْ،****ولا تَعْجَلْ إليّ عَنِ السّؤالِ

    فلا عمرُ الذي أثني عليهِ ،****وما رفَعَ الحَجيجُ إلى إلالِ

    لما أغفلتُ شكركَ ، فانتصحني ،****و كيفَ ، ومنْ عطاتكَ جلُّ مالي

    و لو كفي اليمينُ بغتكَ خوناً ،****لأفْرَدْتُ اليَمِينَ مِنَ الشّمالِ

    و لكنْ لا تخانُ ، الدهرَ ، عندي ،****و عندَ اللهِ تجزية ُ الرجالِ

    له بحرٌ يقمصُ بالعدولي ،****وبالخُلُجِ المُحَمَّلَة ِ، الثّقالِ

    مضرٌّ بالقصورِ ، يذودُ عنها****قراقيرَ النبيطِ إلى التلالِ

    وَهُوبٌ للمُخَيَّسَة ِ النّواجي،****علَيها القانِئَاتُ مِنَ الرّحالِ





    تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،



    تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،****وتَبقَى ما بَقيتَ بها ثَقيلا

    لأنكَ موضعُ القسطاسِ منها ،****فَتمنَعُ جانِبَيْها أنْ تَمِيلا







    حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ


    حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ****يمنعُ فقعاً ، بقرقرٍ ، أن يزولا

    قَبّحَ اللَّهُ، ثمّ ثَنّى بلَعْنٍ،****وارثَ الجبانَ ، الجهولا

    مَنْ يضرّ الأدنى ، ويَعجزُ عن ضرّ****الأقاصي، ومن يخونُ الخَليلا

    يجمعُ الجيشَ ، ذا الألوفَ ، ويغزو****ثمّ لا يرزأُ العدوَّ فتيلا





    ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،


    ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،****نَضناضَة ٍ بالرّذايا، صِلِّ أصلالِ

    لا يهنئِ الناسَ ما يرعونَ من كلاءٍ ،****و ما يسوقونَ من أهلٍ ومنْ مالِ

    بعدَ ابنِ عاتكة َ الثاوي على أبوى ،****أضحى ببلدة ٍ لا عَمٍّ ولا خالِ

    سهلِ الخليفة ِ ، مشاءٍ بأقدمهِ ،****إلى ذواتِ الذّرى ، حمّالِ أثْقالِ

    حسبُ الخليلينِ نأويُ الأرضِ بينهما ،****هذا عليها، وهذا تحتَها بالي



    بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،






    بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،****و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما

    إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها،****إلاّ السفاهَ ، وإلاّ ذكرة ً حلما

    ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ ،****و لا تبيعُ ، بجنبيْ نخلة ، البرما

    غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم****حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا

    قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ،****تغشى متالفَ ، لن ينظرنك الهرما

    حياكِ ربي ، فإنا لا يحلْ لنا****لهوُ النساءِ ، وإنّ الدينَ قد عزما

    مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ ،****نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا

    هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي،****إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما

    وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،****تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا

    صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ****يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا

    يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم،****وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا

    إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ****مثنى الأيادي ، وأكسو الجفنة َ الأدما

    و اقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ ، قد جعلت ،****بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا

    كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي****بذي المَجازِ، ولم تُحسِسْ به نَعَمَا

    من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا:****هل في مخفيكمُ من يشتري أدما

    قلتُ لها ، وهيَ تسعى تحتض لبتها :****لا تحطمنكِ ؛ إنّ البيعَ قد زرما

    باتتْ ثلاثَ ليالٍ ، ثم واحدة ً ،****بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا

    فانشقّ عنها عمودُ الصبح ، جافلة،****عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما

    تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ،****مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما

    أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً ،****في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا

    باتَ بحقفٍ من البقارِ ، يحفزهُ ،****إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا

    مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ ،****كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا

    حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً ،****يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا







    قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،


    قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،****يا بؤسَ للجَهْلِ، ضَرّاراً لأقوامِ

    يأبى البلاءُ ، فلا نبغي بهمْ بدلاً ،****و لا نريدُ خلاءً بعدَ إحكامِ

    فصالِحُونا جَميعاً، إنْ بَدا لكُمُ،****و لا تقولوا لنا أمثالها ، عامِ

    إني لأخشَى عليكمْ أن يكونَ لكُمْ،****من أجلِ بَغضائِهِمْ، يوْمٌ كأيّامِ

    تَبدو كَواكِبُهُ، والشّمسُ طالعة ٌ،****لا النورُ نورٌ ، ولالإظلامُ إظلامُ

    أو تَزْجُرُوا مُكْفَهِراً لا كِفاءَ له،****كاللّيْلِ يخلِطُ أصراماً بأصْرامِ

    مستحقبي حلقِ الماذيّ ، يقدمهم****سشمُّ العرانينِ ، ضرابونَ للهامِ

    لهمْ لواءٌ بكفيْ ماجدٍ بطلٍ ،****لا يَقطَعُ الخَرْقَ إلاّ طَرْفُهُ سامِ

    يَهدي كتائبَ خُضرا، ليس يَعصِمها****إلاّ ابتدارٌ ، إلى موتٍ ، بإللجامِ

    كم غادرَتْ خَيلُنا منكم، بُمعتركٍ،****للخامعاتِ ، أكفاً بعدَ أقدامِ

    يا ربّ ذاتِ خليلٍ قد فجعنَ بهِ ،****ومُؤتَمِينَ، وكانوا غَيرَ أيتْامِ

    والخَيلُ تَعْلَمُ أنّا، في تجاوُلِها*****عندَ الطعانِ ، أولو بؤسى وإنعامِ

    و لوا ، وكبشهمُ يكبو لجبهتهِ ،****عندَ الكُماة ِ صَريعاً، جوفُهُ دامِ






    http://go.3roos.com/026rig4ym62

  8. #23
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ





    لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ****
    مثلَ المَصابيحِ، تجلو لَيلة َ الظُّلَمِ

    لا يبرمونَ ، إذا ما الأفقُ جللهُ****
    بردُ الشتاءِ ، منَ الإمحالِ ، كالأدم

    همُ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ لهمْ****
    فضْلٌ على النّاسِ، في اللأواء والنِّعمِ

    أحْلامُ عادٍ، وأجسادٌ مُطَهَّرَة ٌ****
    منَ المعقة ِ والآفاتِ والإثمِ







    جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني


    جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني****


    أعددتُ يربوعاً لكمْ وتميما


    و لحقتُ بالنسبِ الذي عيرتني ،****
    و تركتَ أصلكَ ، يا يزيدُ ، ذميما


    عَيّرْتَني نَسَبَ الكِرامِ، وإنّما****
    فَخْرُ المَفاخِرِ إنْ يُعَدّ كَريمَا

    حدبتْ علّ بطونُ ضنة َ كلها ،****
    إنْ ظالِماً فيهِمُ، وإنْ مَظلُومَا

    لولا بنو عوفِ بنِ بهثة َ أصبحتْ ،****
    بالنَّعْفِ، أُمُّ بَني أبيكَ عَقيمَا





    أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ





    أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ****بعبسٍ إذا حلوا الدماخَ فأظلما


    بجمعٍ ، كلونِ الأعبلِ الجونِ لونهُ ،****ترى ، في نواحيه ، زهيراً وحذيما


    همُ يردونَ الموتَ ، عند لقائهِ ،****إذا كانَ وِرْدُ المَوتِ، لا بُدّ، أكرَمَا




    ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،


    ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،****
    أمحمولٌ ، على النعشِ ، الهمامُ

    فإني لا ألامُ على دخولٍ ؛****
    و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ ؟

    فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ****
    ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ


    و نمسكُ ، بعدهُ ، بذنابِ عيشٍ****
    أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ






    أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،


    أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،****وضِنّاً بالتّحِيّة ِ والكَلامِ

    فإنْ كانَ الدّلالَ، فلا تَلَجّي؛****وإنْ كانَ الوَداعَ، فبالسّلامِ

    فلو كانتْ ، غداة َ البينِ ، منتْ ،****وقد رَفَعُوا الخدُورَ على الخِيامِ

    صفحتُ بنظرة ٍ ، فرأيتُ منها ،****تُحَيْتَ الخِدْرِ، واضِعَة َ القِرامِ

    ترائبَ يستضيءُ الحليُ فيها ،****كجمرِ النارِ بذرَ بالظلامِ

    كأنّ الشّذْرَ والياقوتَ، منها،****على جَيْداءَ فاتِرَة ِ البُغامِ

    خلتْ بغزالها ، ودنا عليها****أراكُ الجزْعِ، أسْفَلَ مِن سَنامِ

    تَسَفُّ بَريرَهُ، وتَرودُ فيهِ،****إلى دُبُرِ النّهارِ، مِنَ البَشَامِ

    كأنّ مُشَعْشَعاً مِنْ بُصرَى ،****نَمَتْهُ البُخْتُ، مَشدودَ الختامِ

    نَمَينَ قِلالَهُ مِنْ بَيتِ راسٍ****إلى لقمانَ ، في سوقٍ مقامِ

    غذا فضتْ خواتمهُ علاهُ****يَبيسُ القُّمَّحانِ، منَ المُدامِ

    على انيابها بغريضِ مزنٍ ،****تَقَبّلَهُ الجُباهُ مِنَ الغَمامِ

    فأضحتْ في مداهنَ بارداتٍ ،****بمنطلقِ الجنوبِ ، على الجهامِ

    تلذُّ لطعمهِ ، وتخالُ فيهِ ،****إذا نَبّهْتَها، بَعدَ المنَامِ

    فدعها عنكَ ، إذْ شطتْ نواها ،****ولَجّتْ، مِنْ بعادِكَ، في غرامِ

    ولكنْ ما أتاكَ عن ابنِ هِنْدٍ،****منَ الحزمِ المبينِ ، والتمامِ

    فداءٌ ، ما تقلّ النعلُ مني****إلى أعلى الذؤابة ِ ، للهمامِ

    ومَغزاهُ قَبائِلَ غائِظاتٍ،****على الذِّهْيَوْطِ، في لَجِبٍ لهامِ

    يُقَدْنَ مَعَ امرىء ٍ يَدَعُ الهُوَيْنا،****و يعمدُ للمهماتِ العظامِ

    أعينِ على العدوّ ، بكلّ طرفٍ ،****وسَلْهَبَة ٍ تُجَلَّلُ في السِّمَامِ

    وأسْمَرَ مارِنٍ، يَلتاحُ، فيه،****سِنانٌ، مثلُ نِبراسِ النِّهامِ

    وأنْبَأهُ المُنَبّىء ُ أنّ حَيّاً****حُلُولاً مِنْ حَرامٍ، أو جُذامِ

    و أنّ القومَ نصرهمُ جميعٌ ،****فِئَامٌ مُجْلِبُونَ إلى فِئَامِ

    فأوردهنّ بطنَ الأتمِ ، شعثاً ،****يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّوَامِ

    على إثرِ الأدلة ِ والبغايا ،****و خفقِ الناجياتِ منَ الشآمِ

    فباتُوا ساكِنينَ، وباتَ يَسري،****يقربهمْ لهُ ليلُ التمامِ

    فَصَبّحَهُمْ بها صَهْباءَ صِرْفاً،****كأنّ رؤوسهمْ بيضُ النعامِ

    فذاقَ المَوْتَ مَنْ بَرَكَتْ عَلَيْهِ،****و بالناجينَ أظفارٌ دوامِ

    وهُنّ، كأنّهُنّ نِعاجُ رَمْلٍ،****يسوينَ الذيولَ على الخدامِ

    يُوَصّينَ الرّواة َ، إذا ألَمّوا،****بشُعْثٍ مُكْرَهِينَ على الفِطامِ

    و أضحى ساطعاً بجبالِ حمسى ،****دُقاقُ التُّرْبِ، مُخْتَزِمُ القَتامِ

    فهمّ الطالبونَ ليدركوهُ ،****وما رامُوا بذلكَ مِنْ مَرامِ

    إلى صَعْبِ المقادَة ِ، ذي شَريسٍ،****نماهُ ، في فروعِ المجدِ ، نامِ

    أبُوهُ قَبْلَهُ، وأبُو أبيهِ،****بَنَوا مَجدَ الحياة ِ على إمامِ

    فدوختَ العراقَ ، فكلُّ قصرٍ****يجللُ خندقٌ منهُ ، وحامِ

    وما تَنفَكّ مَحْلُولاً عُراها،****على متناذرِ الأكلاءِ ، طامِ










    طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ
    طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ****





    يومَ الأبيسِ ، إذ لقيتَ لئيما

    قومٌ تدارك، بالعقيرة ، ركضُهُمْ****
    أولادَ زردة ، إذ تركتَ ذميماَ






    و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،



    و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،*****حذارَ غدٍ ، لكلّ غدٍ طعامُ


    تمحضتِ المنونُ لهُ بيومٍ*****أتَى ، ولكلّ حاملة ٍ تمامُ







    هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،



    هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،****مستقبلُ الخيرِ ، سريعُ التمامْ

    للحارِثِ الأكبر، والحارثِ****الأصغرِ، والأعرجِ خيرِ الأنامْ

    ثمّ لهندٍ ، ولهندٍ ، وقد*****أسرع ، في الخيراتِ ، منه إمامْ

    خمسة ُ آبائِهِمُ، ما هُمُ؟****همْ خيرُ من يشربُ صوبَ الغمام






    ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛



    ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛****وعاقِبَة ُ المَلامة ِ للمُليمِ

    فكيفَ ترى معاقبتي وسعيي****بأذوادِ القَيصمَة ِ، والقَصيمِ

    فنمتُ الليلَ ، إذْ أوقعتُ فيكم ،****قبائلِ عامرٍ وبني تميمِ

    وساغَ لي الشّاربُ، وكنتُ قَبْلاً،****أكادُ أغصّ بالماءِ الحميمِ





    نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،


    نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،****و علمتهُ الكرّ والإقداما

    وصَيّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا،****حتى علا ، وجاوزَ الأقواما





    لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،






    لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،****
    مِنَ الفَخْرِ المُضَلّلِ، ما أتاني

    كأنّ التّاجَ، مَعصُوباً عليهِ،****
    لأذوادٍ أُصِبْنَ بذي أبَانِ

    فحسبكَ أن تهاضَ بمحكماتٍ****
    يَمُرّ بها الرّوِيّ على لِساني

    فقَبْلَكَ ما شُتِمْتُ وقاذَ عُوني،****
    فما نَزُرَ الكَلامُ ولا شَجاني

    يصدّ الشاعرُ الثنيانُ عني ،****
    صدودَ البكرِ عن قرمٍ هجانِ

    أثرتَ الغيّ ، ثمّ نزعتَ عنهُ ،****
    كمَا حادَ الأزَبُّ عن الظِّعانِ

    فإنً يقدرً عليكَ أبو قبيسٍ ،****
    تمطَّ بكَ المعيشة ُ في هوانِ

    و تخضبْ لحية ٌ ، غدرتْ وخانتْ،****
    بأحمرَ ، من نجيعِ الجوفِ ، آني

    وكنتَ أمِينَة ُ، لوْ لم تَخُنْهُ،****
    و لكنْ لا أمانة َ لليمانِ








    فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،


    فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،****

    تَجِدْني، عندَه، حَسَنَ المكانِ

    تَجِدْني كنتُ خيراً منكَ غَيْباً،****
    و أمضى باللسانِ وبالسنانِ

    و أيّ الناسِ أغدرُ منْ شآمٍ ،****
    لهُ صردانِ ، منطلقِ اللسانِ

    فإنّ الغَدْرَ، قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ،****
    بناه ، في بني ذبيانَ ، باني

    و إنّ الفحلَ تنزعُ خصيتاهُ ،****
    فيصبحُ جافراً قرحَ العجانِ








  9. #24
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،



    غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،****فأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ

    تعاورهنّ صرفُ الدهرِ ، حتى****عَفَوْنَ، وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ

    وقفتُ بها القلوضَ ، على اكتئابٍ ،****وذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي

    أُسائِلُها، وقد سَفَحَتْ دُموعي،****كأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ

    بُكاءَ حَمامَة ٍ، تَدعو هَديلاً،*****مفجعة ٍ ، على فننٍ ، تغني

    الكني يا عيينَ إليكَ قولاً****سأهديهِ إليكَ ، إليك عني

    قوافيَ كالسلامِ ، إذا استمرتْ ،****فليسَ يردّ مذهبها التظني

    بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذاني،****مداينة َ المداينِ ، فليدنيب

    أتخذلُ ناصري وتعزّ عبساً ،****أيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ

    كأنكَ منْ جمالِ بني أقيشٍ ،****يقعقعُ ، خلفَ رجليهِ ، بشنّ

    تكونُ نَعامة ً طَوراً، وطَوراً****هوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ

    تمنَّ بعادهمْ ، واستبقِ منهمْ ،****فإنكَ سوفَ تتركُ والتمني

    لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌ؛****و ليسَ بها الدليلُ بمطمئنّ

    إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراً،****فإني لستُ منكَ ، ولستَ مني

    فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيها،****إلى يومِ النسارِ ، وهمْ مجني

    وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍ؛****و هم أصحابُ يومِ عكاظَ ، إني

    شَهِدْتُ لهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ،****أتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي

    وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍ،****وكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ

    وهُمْ زَحَفوا، لغَسّانٍ، بزَحْفٍ****رحيبِ السَّربِ، أرعنَ، مُرْجحنّ

    بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُو****على أوصالِ ذَيّالٍ، رِفَنّ

    وضُمْرٍ كالقِداحِ، مُسَوَّماتٍ،****علَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ

    غداة َ تعاورتهُ ، ثمّ ، بيضٌ ،****دفعنَ إليهِ في الرهجِ المكنّ

    ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍ،****قَرَعْتُ نَدامَة ً، منْ ذاكَ، سِنّي





    وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،


    وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،****لِبَينِ الكَفرِ والبُرَقِ الدّواني

    ألا زعمتْ بنو عبسٍ بأني ،****ألا كَذَبُوا، كبيرُ السنّ فانِ






    ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،




    ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،****
    فبانَتْ، والفؤادُ بها رَهينُ

    و حلتْ في بني القينِ بن جسرٍ ،****
    فقد نبغتً لنا ، منهم ، شؤونُ

    تأوّبني، بِعَمَّلَة َ، اللّواتي****
    مَنَعْنَ النّومَ، إذ هَدأت عيونُ

    كأنّ الرحلَ شدّ بهِ خذوفٌ ،****
    من الجَوناتِ، هاديَة ٌ عَنونُ

    منَ المستعرضاتِ بعينِ نخلٍ ،****
    كأنّ بَياضَ لَبّتِهِ سَدينُ

    كقوسِ الماسخيّ ، أرنّ فيها ،****
    منَ الشّرعيّ، مَربوعٌ مَتينُ

    إلى ابنِ مُحَرِّقٍ أعمَلْتُ نَفسي،****
    و راحلتي ، وقد هدتِ العيونُ

    اتيتكَ عارياً خلقاً ثيابي ،****
    على خوفٍ ، تظنّ بيَ الظنونُ

    فألْفَيْتُ الأمانَة َ لم تَخُنْهَا؛****
    كذلك كانَ نُوحٌ لا يخونُ


  10. #25
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛



    فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛****على أنّ فيه ما يُسيءُ المُعادِيَا


    فتًى ، كملَتْ أخلاقُهُ، غير أنّهُ****جوادٌ ، فما يبقي على المالِ باقيا









    سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،


    سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،*****أكلَ الدهرُ عليهمْ وشربْ








    بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ




    بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ ،*****يستنّ كالتيسِ في الحلبِ






    متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،


    متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،*****تجدْ خيرَ نارٍ ، عندها خيرُ موقدِ





    فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ



    فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ*****شطونٍ ، لا تعادُ ولا تعودُ






    حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،



    حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،*****و ما كان يحبى ، قبله ، قبرُ وافدِ






    بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،


    بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،*****و مفصلٍ من لؤلؤٍ وزبرجدِ





    إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً ،



    إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً،*****ولا الجارَ محروماً، ولا الأمرَ ضائِعا




    صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،



    صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،*****حبتمْ بها فأناختكم بجعجاعِ






    يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،


    يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،***** و حاملَ الإصرِ عنهم ، بعدما غرقوا






    إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها



    إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها*****غَضُوبٌ، وإن نالتْ رِضًى لم تُزهزِقِ






    وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،



    وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،*****كما عُرّيتْ، ممّا تُمرّ، المغازِلُ



    الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،


    الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،*****ينهلُ منها الأسلُ الناهلُ





    جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،


    جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،*****جزاءَ الكِلابِ العاوياتِ، وقد فعل

    ظَلَلنْا ببَرقاءِ اللُّهيمِ، تلُفنّا*****قَبولٌ نَكادُ مِن ظِلالَتِها نُمسي

    إذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ ،*****فإنّ عَدوّي لا يَضُرّهمُ بغضي






    خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،


    خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،*****تحتَ العجاج، وأُخرى تعلُكُ اللُّجُما




    أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني





    ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،



    ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،*****بجانبِ الِ ، فالأيهمِ






    تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،




    تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،*****و تتقي مربضَ المستنفرِ الحامي

    فلن أذكرَ النعمانَ إلاّ بصالحٍ ،*****فإنّ لهُ عندي يُدياً وأنعما





    أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني







  11. #26
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    حياته مع النعمان بن المنذر:



    - ارتبطت حياة شاعرنا بالنعمان بن المنذر فأكثر مانعرفه من قصصه يدور حول هذا الملك الذي كان ينتمي لعائلة المناذرة التي كانت تحكم الحيرة وماجاورها من مناطق العرب؛ فنحن نرى شاعرنا يُعرف بمدح هذا الملك وتزداد شهرة هذا الملك بمدح النابغة له . ولايقصر هذا الملك في إكرام هذا الشاعر فقد قيل أنه كان يمنحه على القصيدة مائة ناقة من أنفس نياق العرب.



    وتدور الأيام بشاعرنا وهو يتنعم بجوائز النعمان وتقل هيبة الملك في نفس شاعرنا بعد أن أصبح يرى نفسه نديماً وصديقاً له ، وتقل هيبة الملك عند شاعرنا عندما يرى زوجته المتجردة ولعله كان في نوبة من نوبات السكر ورآها فراعه جمالها وأخذ هذا الجمال يلعب في رأسه حتى قال قصيدة هي من أروع قصائده يصف فيها المتجردة وجمالها وفيها يقول:




    مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
    عجلانَذا زادٍ وغيرَ مزودِ
    أَفِدَ التّرَحّلُ غير أنّ ركابنا
    لما تزلْ برحالناوكأنْ قدِ


    لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً بهِ
    إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ

    في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها
    فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ


    نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍأحوىأحمَّ المقلتينِ ، مقلدِو النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرهاذهبٌ توقَّدُكالشّهابِ المُوقَدِصَفراءُ كالسِّيرَاءِ أكْمِلَ خَلقُهاكالغُصنِ في غُلَوائِهِ المتأوِّدِوالبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُوالإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِمحطُوطَة ُ المتنَينِ غيرُ مُفاضَة ٍريّا الرّوادِفِ بَضّة ُ المتَجرَّدِقامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍكالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِأوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُهابهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِأو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ مرفوعة ٍبنيتْ بآجرٍ تشادُوقرمدِسَقَطَ النّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَهُفتناولتهُواتقنا باليدِبمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأنّ بنانَهُعنمٌيكادُ من اللطافة ِ يعقدُنظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِهانظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِتَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍبرداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِكالأقحوانِ غَداة َ غِبّسَمائِهجفتْ أعاليهِوأسفلهُ نديزَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،عذبٌ مقبلهُشهيُّ الموردِزَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقْهُ أنّهُعذبٌ إذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِزَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقْهُ أنّهُيشفى بريا ريقها العطشُ الصديأخذ العذارى عِقدَها فنَظَمْنَهُمِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍمُتَسَرِّدِلو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍعَبَدَ الإلهِ صرورة ٍمتعبدِلرنا لبهجتهاوحسنِ حديثهاو لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ




    يقول النابغة هذه القصيدة البديعة فيسمعها النعمان ويحمل عليه في نفسه ، ويزداد غضب النعمان حين يروي هذه القصيدة شخص حاقد قيل أنه المنخل اليشكري ويزيد فيها أبياتا فاحشة لم يُعرف أن النابغة يقول مثلها ،
    ثم يكاد النعمان ينفجر من الغيظ حين يقول له المنخل : إن بعض هذه الأوصاف لايذكرها إلا من عاين وجرب ؛ فيتوعد النعمان النابغة بالموت. ويصل هذا الوعيد إلى سمع النابغة فيرتاع قلبه ويطير شعاعاً .

    ومع قوة الروع الذي خالط النابغة سارع بالهرب ولم يهدأ روعه بأن يرجع إلى قومه بل جد في الهرب حتى وصل إلى أعدى أعداء النعمان وهو عمرو بن الحارث الغساني وأخوه النعمان بن الحارث ...وهنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل حياة شاعرنا ...





    هروبه إلى الغساسنة:

    - قلنا أن النابغة لما قال قصيدته في المتجردة توعده النعمان بالقتل فهرب إلى الغساسنة. وهناك اطمأن قلبه لأنه يعلم أنه في حصن منيع عندهم . فإن كان النعمان يقدر أن يصل إلى النابغة عند بني ذبيان فإنه لايستطيع أن يصل إليه عند الغساسنة الذين يملكون دولة أقوى من دولة المناذرة.



    ولم يقصر الغساسنة في إكرام شاعرنا لسببين ؛ أولهما: رغبتهم في المدح وذيوع الصيت ومن أفضل من النابغة في تحقيق ذلك لهم . والثاني: هو نكاية ً منهم في النعمان بن المنذر عدوهم اللدود. ولم يقصر النابغة في مدحهم ونشر صيتهم بين العرب، ولقد قال فيهم أبدع القصائد التي فاقت في جودتها ماقاله في النعمان بن المنذر ، وعلى رأس قصائده تلك القصيدة البائية التي قالها في مدح عمرو بن الحارث وجيشه وفيها يقول:



    كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
    و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ
    تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ،
    و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ
    و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،
    تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ
    عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ
    لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ

    و ثقتُ له النصرِ إذ قيلَ قد غزتْ
    كتائبُ منْ غسانَغيرُ أشائبِ

    إذا ما غزوا بالجيشِحلقَ فوقهمْ
    عَصائبُ طَيرٍتَهتَدي بعَصائبِ
    يُصاحِبْنَهُمْحتى يُغِرْنَ مُغارَهم
    مِنَ الضّارياتِبالدّماءِالدّوارِبِ
    تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها
    جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ
    جوَانِحَقد أيْقَنّ أنّ قَبيلَه ُ
    إذا ما التقى الجمعانِأولُ غالبِ
    لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها
    إذا عرضَ الخَطِّيُّ فوقَ الكواثبِ
    على عارفاتٍ للطعانِعوابسٍ
    بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ
    إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،
    إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ
    فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ،
    بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُق المضاربِ
    يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ،
    ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ
    ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،
    بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ
    تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ
    إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ
    تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ
    وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
    بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،
    و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ
    لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ،
    منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ
    محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،
    قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ
    رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ،
    يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ


    - ويستمر النابغة في مدح الغساسنة . وكلما قال قصيدة وطار ذكرها عنهم كلما ازداد غيظ النعمان وندمه على التفريط في النابغة ،

    ويزيد به الهم حين يكتشف أن الأبيات الفاحشة في قصيدة النابغة لم تكن من إنشائه بل دسها ذلك الحاسد المنخل اليشكري الذي علم النعمان فيما بعد أنه على علاقة غير بريئة مع زوجته المتجردة ؛

    فيقال أن النعمان اختطف المنخل ثم أخفاه عن عيون الناس فلم يُعلم مصيره فمن قائل أنه رماه في السجن حتى مات ،

    ومن قائل أنه دفنه حياً في بئر مهجورة إلى آخر هذه الأقوال التي تقال عن من لايُعرف مصيره.


    عودته إلى النعمان:

    بعد أن علم النعمان بخطئه في حق النابغة ندم على خسارته للنابغة فأرسل إليه من يطمئنه ويقول له إن النعمان أبو قابوس رضي عنك ، فيطيش قلب النابغة من الفرح . ومع أنه كان مكرماً لدى الغساسنة إلا أنه حن إلى أيامه السابقة مع النعمان ولعل الحياة مع النعمان كانت أنعم أو أنه كما يقال " مالحب إلا للحبيب الأول" .

    وعاد النابغة إلى النعمان ولكن بصحبة اثنين من ندماء النعمان من بني فزارة ولبث في خيمتهما ، ثم إن النعمان أرسل إليهما غانية تغني لهم بعض أشعار العرب والنعمان لايعلم بمكان النابغة عندهما ،

    فأخذ النابغة الغانية وحَفَّظها شيئاً من قصيدته التي أحدثها في الاعتذار من النعمان وهي التي اشتهرت فيما بعد وقالوا أنها هي معلقته وفيها يقول:


    يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
    أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
    وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها،
    عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ

    أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا
    أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ
    فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له،
    و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ

    فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ
    فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ
    و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ،
    ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ

    إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ
    سبقَ الجوادإذا استولى على الأمدِ
    أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها،
    منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ

    الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها
    سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَد


    ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به ،
    إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي
    إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها
    كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ
    إذاً فعاقَبَني ربي معاقبة ً
    قَرَّتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفَنَدِ
    أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني
    و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ
    مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ،
    و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ
    لا تقذفَنِّي برُكنٍ لا كفاءَ له ،
    وإنْ تأثّـفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
    فما الفُراتُ إذا هَبّت غواربه
    تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ
    يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ،
    فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ
    يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً
    بالخيزرانة ِ ، بعدَ الأينِ والنجدِ
    يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ،
    ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
    هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً،
    فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ
    ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ نَفَعَتْ،
    فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ


    وتعود الغانية وتغني للنعمان تلك الأبيات فيقسم أنها لايمكن إلا أن تكون من إنشاء النابغة ، ويطير قلبه فرحاً ،ولكنه يكتم فرحه ويقول : ائتوني به .

    فيأتون به وقد خضبوا لحيته بالحناء ، فيقول النعمان : كان أولى أن تخضب لحيتك بالدم ياأباأمامة . فيعتذر النابغة ويشفع له الفزاريين ، ويلقي قصيدته ثم يكرمه النعمان ،


    ولكن لاتطول السعادة إذ سرعان مايموت النعمان فيرثيه النابغة بأبيات يقول فيها:


    ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،
    أمحمولٌ ، على النعشِ ، الهمامُ
    فإني لا ألامُ على دخولٍ ؛
    و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ ؟
    فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ
    ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ
    و نمسكُ ، بعدهُ ، بذنابِ عيشٍ
    أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ


    وكان النابغة وقتها قد أسن جداً فترك قول الشعر ولم يطل به الأمد حتى لحق برفيق عمره النعمان... وإلى مقال آخر نتحدث لكم فيه عن مكانة النابغة الأدبية ورأي عمر بن الخطاب في النابغة وحديث حول اختلاف الأدباء حول معلقته.

  12. #27
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    مرتبته الشعرية عند العرب:


    - كانت أكثر قبائل العرب تقدم النابغة على جميع شعراء عصره بل وكانوا يقدمونه على امرئ القيس .
    - وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه خرج وببابه وفد من غطفان ، فقال : أي شعرائكم الذي يقول :




    حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
    وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
    لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،
    لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
    و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
    منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب
    مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،
    أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ
    كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،
    فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
    فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
    إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
    ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
    ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
    فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
    إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
    و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
    على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟


    قالوا : ذلك النابغة ياأمير المؤمنين . فقال عمر بن الخطاب: فمن القائل:




    أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،
    و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
    مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،
    و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ
    لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،
    لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ

    أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،
    له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
    أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،
    و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ
    أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،
    و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
    حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،
    وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟

    لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،
    كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ

    فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،
    وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ



    قالوا:هو النابغة ياأمير المؤمنين. قال : فذلك هو أشعر شعرائكم.




    - وكان النابغة إذا ورد على أي من ملوك المناذرة والغساسنة حجبوا غيره من الشعراء وتفرغوا له وأكرموه أفضل إكرام.


    - ولا عجب في تقديم العرب للنابغة على امرئ القيس،فالنابغة أحدث من امرئ القيس ، فهو إذن سار على خطاه وزاد عليها وهو فوق ذلك يتميز عن امرئ القيس وغيره من معاصريه بوضوح الكلام وجودة المقاطع ، وحسن المطالع ، وحلاوة الديباجة .


    أضف إلى ذلك أن النابغة كما علمنا من سيرته كان كثير الارتياد لسوق عكاظ ؛ وهذا يجعلنا نستنتج أنه كان يحرص على أن يجعل شعره مفهوماً لأكثر الناس ويحاول تجنب الكلمات صعبة الفهم بقدر استطاعته ؛ لذا نجد أكثر شعر النابغة مفهوماً حتى لمتابعي الأدب في وقتنا الحالي على عكس امرئ القيس الذي يعجز حتى شيوخ الأدب عن فهم بعض أشعاره.


    - ومما تفوق فيه النابغة على أكثر شعراء الجاهلية أنه ضمن شعره بعض قصص الأنبياء والأمم البائدة والأمثال على ألسنة الحيوانات...وهذا يدل على ثقافة واسعة لانعلم من أين استقاها .


    فمن شعره يذكر قصص الأنبياء قوله:


    إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ :
    قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
    وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ
    يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
    فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،
    كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ
    ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً
    تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ


    ومن شعره في الأمثال عن الحيوانات قوله الذي حكى فيه قصة تلك الحية التي قتلت شخصاً فأقسم أخوه أن يقتلها ،فقالت له : أعطيك كل يوم دينار وتتركني فتركها إلى مدة ،

    ثم إنه تذكر مقتل أخيه فعاد ليغدر بها بالفأس ، ولكنها نجت بعد أن أثر فيها بفأسه . ثم إنه قال لها بعد فترة تعالي نتصالح وارجعي وأعطيني ديناراً كل يوم.فقالت : كيف أنسى وهذا أثر فأسك.


    ففي ذلك يقول النابغة:

    كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛
    وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ
    فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،
    و لا تغشيني منك بالظلمِ بادرهْ
    فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،
    و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ
    تذكرَ أنَّى يجعلُ اللهُ جنة ً ،
    فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ
    فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،
    وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ
    أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،
    مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ
    فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،
    ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه
    فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛
    وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
    فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا
    على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ
    فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني
    رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ
    أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،
    و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ


    وقد تكررت مثل هذه الأمثال والقصص في أشعار النابغة لدرجة أثارت الريبة في نفوس عدد من نقاد الأدب في نسبة هذه الأشعار إليه؛


    إذ قالوا كيف لكافرٍ أُميّ مثل النابغة أن يعرف قصصاً عن الأنبياء والأمم البائدة؟! وهذا الكلام مردود عليه بأن النابغة عاش فترات ليست بالقصيرة بين الغساسنة النصارى ،

    بل وهناك من قال أن النابغة نفسه كان نصرانياً ؛ وعلى هذا فما أسهل أن يعرف النابغة الكثير من قصص الأنبياء والأمم البائدة من حوار بسيط مع من عندهم علم بالتوراة والإنجيل.





    خلاف الأدباء حول معلقته:

    - وقد يتعجب البعض أنه مع تقديم العرب لشعر النابغة إلا أنهم على القول الراجح لم يجعلوا له قصيدة من المعلقات .

    ولا عجب في ذلك فتقدمه كان لكثرة قصائده الجياد على عكس عدد من شعراء المعلقات أمثال طرفة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة الذين لايزيد عدد قصائدهم الجياد عن اثنتين أو ثلاث .

    أما النابغة فأنت تجد له أكثر من عشرين قصيدة في منتهى الجودة تقترب كلها في مستواها من المعلقات، بل كما قدمنا أن من أدخلوا النابغة في شعراء المعلقات اختلفوا في ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة؟! فقال البعض أن معلقته هي قصيدته الاعتذارية التي قالها في النعمان والتي مطلعها :


    يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
    أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ


    وقال فريق آخر بل المعلقة هي القصيدة التي قالها في مدح عمرو بن الحارث الغساني والتي مطلعها:

    كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ


    وقال فريق ثالث : بل معلقته هي التي مطلعها:

    عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟

    والطريف أن كثيراً من هواة الأدب يحسبون أن معلقة النابغة هي تلك القصيدة البديعة التي قالها في وصف المتجردة زوجة النعمان والتي مطلعها:


    مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
    عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ


    وهي تستحق ذلك من جهة جودتها لكن أيًّا من الروايات لم تذكر أن هذه القصيدة عدت في المعلقات بل إن بعض النقاد ينفي أن يكون النابغة هو قائل هذه القصيدة...ولكن نقول لهؤلاء مهلاً!

    إذا لم يكن النابغة هو قائل هذه القصيدة فلماذا هرب إذاً من النعمان ؟!

    وإذا شككنا في نسبة هذه القصيدة إلى النابغة وهي الثابتة بالروايات الأدبية فماذا نثبت من قصائده إذاً. أقول لهم بعض التعقل ياإخوان ولاتندرجون مع أتباع نظرية "" خالف تُعرف" فتفسدوا علينا هذا التاريخ الأدبي الجميل




    http://go.3roos.com/90tot98xn2h

  13. #28
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413

    رد: $ النابغة الذبياني $

    مرتبته الشعرية عند العرب:


    - كانت أكثر قبائل العرب تقدم النابغة على جميع شعراء عصره بل وكانوا يقدمونه على امرئ القيس .
    - وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه خرج وببابه وفد من غطفان ، فقال : أي شعرائكم الذي يقول :




    حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
    وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
    لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،
    لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
    و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
    منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب
    مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،
    أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ
    كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،
    فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
    فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
    إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
    ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
    ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
    فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
    إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
    و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
    على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟


    قالوا : ذلك النابغة ياأمير المؤمنين . فقال عمر بن الخطاب: فمن القائل:




    أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،
    و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
    مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،
    و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ
    لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،
    لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ

    أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،
    له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
    أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،
    و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ
    أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،
    و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
    حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،
    وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟

    لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،
    كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ

    فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،
    وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ



    قالوا:هو النابغة ياأمير المؤمنين. قال : فذلك هو أشعر شعرائكم.




    - وكان النابغة إذا ورد على أي من ملوك المناذرة والغساسنة حجبوا غيره من الشعراء وتفرغوا له وأكرموه أفضل إكرام.


    - ولا عجب في تقديم العرب للنابغة على امرئ القيس،فالنابغة أحدث من امرئ القيس ، فهو إذن سار على خطاه وزاد عليها وهو فوق ذلك يتميز عن امرئ القيس وغيره من معاصريه بوضوح الكلام وجودة المقاطع ، وحسن المطالع ، وحلاوة الديباجة .


    أضف إلى ذلك أن النابغة كما علمنا من سيرته كان كثير الارتياد لسوق عكاظ ؛ وهذا يجعلنا نستنتج أنه كان يحرص على أن يجعل شعره مفهوماً لأكثر الناس ويحاول تجنب الكلمات صعبة الفهم بقدر استطاعته ؛ لذا نجد أكثر شعر النابغة مفهوماً حتى لمتابعي الأدب في وقتنا الحالي على عكس امرئ القيس الذي يعجز حتى شيوخ الأدب عن فهم بعض أشعاره.


    - ومما تفوق فيه النابغة على أكثر شعراء الجاهلية أنه ضمن شعره بعض قصص الأنبياء والأمم البائدة والأمثال على ألسنة الحيوانات...وهذا يدل على ثقافة واسعة لانعلم من أين استقاها .


    فمن شعره يذكر قصص الأنبياء قوله:


    إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ :
    قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
    وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ
    يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
    فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،
    كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ
    ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً
    تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ


    ومن شعره في الأمثال عن الحيوانات قوله الذي حكى فيه قصة تلك الحية التي قتلت شخصاً فأقسم أخوه أن يقتلها ،فقالت له : أعطيك كل يوم دينار وتتركني فتركها إلى مدة ،

    ثم إنه تذكر مقتل أخيه فعاد ليغدر بها بالفأس ، ولكنها نجت بعد أن أثر فيها بفأسه . ثم إنه قال لها بعد فترة تعالي نتصالح وارجعي وأعطيني ديناراً كل يوم.فقالت : كيف أنسى وهذا أثر فأسك.


    ففي ذلك يقول النابغة:

    كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛
    وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ
    فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،
    و لا تغشيني منك بالظلمِ بادرهْ
    فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،
    و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ
    تذكرَ أنَّى يجعلُ اللهُ جنة ً ،
    فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ
    فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،
    وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ
    أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،
    مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ
    فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،
    ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه
    فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛
    وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
    فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا
    على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ
    فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني
    رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ
    أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،
    و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ


    وقد تكررت مثل هذه الأمثال والقصص في أشعار النابغة لدرجة أثارت الريبة في نفوس عدد من نقاد الأدب في نسبة هذه الأشعار إليه؛


    إذ قالوا كيف لكافرٍ أُميّ مثل النابغة أن يعرف قصصاً عن الأنبياء والأمم البائدة؟! وهذا الكلام مردود عليه بأن النابغة عاش فترات ليست بالقصيرة بين الغساسنة النصارى ،

    بل وهناك من قال أن النابغة نفسه كان نصرانياً ؛ وعلى هذا فما أسهل أن يعرف النابغة الكثير من قصص الأنبياء والأمم البائدة من حوار بسيط مع من عندهم علم بالتوراة والإنجيل.





    خلاف الأدباء حول معلقته:

    - وقد يتعجب البعض أنه مع تقديم العرب لشعر النابغة إلا أنهم على القول الراجح لم يجعلوا له قصيدة من المعلقات .

    ولا عجب في ذلك فتقدمه كان لكثرة قصائده الجياد على عكس عدد من شعراء المعلقات أمثال طرفة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة الذين لايزيد عدد قصائدهم الجياد عن اثنتين أو ثلاث .

    أما النابغة فأنت تجد له أكثر من عشرين قصيدة في منتهى الجودة تقترب كلها في مستواها من المعلقات، بل كما قدمنا أن من أدخلوا النابغة في شعراء المعلقات اختلفوا في ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة؟! فقال البعض أن معلقته هي قصيدته الاعتذارية التي قالها في النعمان والتي مطلعها :


    يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
    أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ


    وقال فريق آخر بل المعلقة هي القصيدة التي قالها في مدح عمرو بن الحارث الغساني والتي مطلعها:

    كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ


    وقال فريق ثالث : بل معلقته هي التي مطلعها:

    عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟

    والطريف أن كثيراً من هواة الأدب يحسبون أن معلقة النابغة هي تلك القصيدة البديعة التي قالها في وصف المتجردة زوجة النعمان والتي مطلعها:


    مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
    عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ


    وهي تستحق ذلك من جهة جودتها لكن أيًّا من الروايات لم تذكر أن هذه القصيدة عدت في المعلقات بل إن بعض النقاد ينفي أن يكون النابغة هو قائل هذه القصيدة...ولكن نقول لهؤلاء مهلاً!

    إذا لم يكن النابغة هو قائل هذه القصيدة فلماذا هرب إذاً من النعمان ؟!

    وإذا شككنا في نسبة هذه القصيدة إلى النابغة وهي الثابتة بالروايات الأدبية فماذا نثبت من قصائده إذاً. أقول لهم بعض التعقل ياإخوان ولاتندرجون مع أتباع نظرية "" خالف تُعرف" فتفسدوا علينا هذا التاريخ الأدبي الجميل





  14. #29
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413
    نبذة النيل والفرات:





    النابغة الذبياني هو شاعر الملوك بلا منازع في عصره، ومن فحول شعراء العرب في الجاهلية، راجح العقل، خصب الخيال، رقيق المشاعر. كان من أكثر الشعراء الذين يمكن أن يطلق عليهم لقب "الشاعر السياسي".


    لازم ملوك الحيرة في العراق لا سيما النعمان أبو قابوس، فوصل لديه إلى ما يصبو إليه من حظوة رفيعة تمثلت في حل كثير من المشاكل القبلية والسياسية لقومه، كما في توطيد العلاقة الحميمة معه حيث كان ينادمه ويؤاكله في آنية من الفضة والذهب، مستفيداً من العطايا والهدايا التي كانت تغدق عليه.


    وكذلك كان شأنه في اتصاله بملوك الغساسنة في الشام حيث عزز مكانته لديهم ونال شرف مجده الأدبي والسياسي بكل ما يغني هذا الشرف من قيم ومعاني سامية كان لها الأثر الكبير في سيرة حياته وشعره.


    كان النابغة في جميع أحواله صاحب الصوت المطاع بين قومه، عظيم الوفاء لهم، شديد الحفاظ على حلفائهم. كان رجل المهابة والرأي السديد حين يخوض في سياسات القبائل، وكان حكيماً في أدب السياسة والتعامل مع الملوك، كما كان شاعراً فذاً، وحكماً راجح الموقف في إدارة حلقات الشعر بين الشرعءا المتنافسين في سوق عكاظ.


    كان النابغة رجلاً مهيباً في قومه، ذا عفة وشرف، يعيش عيشة الترف التي عادة ما ترافق حياة الملوك والسلاطين بسبب صلته القريبة بهم.



    إلا أن هذه الشخصية المترفة الظاهر التي توحي بالخيلاء، كانت في الباطن تنطوي على رصانة ورجاحة رأي، ودراية ساعدت النابغة ليحتل المكان العالي في بني قومه، كما ساهمت في حظوته برضا الملوك من ممدوحيه من المناذرة والغساسنة على السواء رغم ما ناله من الجسد والوشاية التي لاحقت سيرة حياته طويلاً.


    ولقد كان للنابغة تدخلاته المؤثرة في الشؤون السياسية والقبلية، إن على صعيد التحالفات والاتفاقيات أو الحرب والسلم بين القبائل المتناحرة التي كانت بدورها امتداداً لمواقف ممدوحيه من الملوك، من خلال حالة السيطرة والنفوذ المرتبطة بالقوتين الكبيرتين لكل من الفرس والروم، أو على صعيد تلبية الحاجات المعيشية والاجتماعية التي تهم القبائل حيث كان الناس يلجؤون إليه لحل مشاكلهم الاجتماعية والسياسية على السواء.



    ولقد كان للنابغة دوره الرائد ومكانته الاجتماعية والسياسية في محيطه، كما كان لموقعه الأدبي بين الشعراء الأثر الأكبر في علو شأنه حيث حكموه في سوق عكاظ، تقديراً لملكته الأدبية وحسن ذوقه وصواب حكمه، وشاعريته التي تميزت برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن معاً، كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه، والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال.


    على أن هذه المزايا لم تسلم من بعض الشوائب خاصة ما أخذ عليه في "الإقواء" الذي تنبه إليه في وقت لاحق عندما كان شعره يغنى ويستمع إليه، حيث تراجع وصحح الخطأ. لقد كان النابغة الذبياني محط إجماع شعراء عصره، وقبلة أنظار سياسييه وملوكه، كما كان محل اهتمام النقاد والداسين لحياته وشعره على مر العصور كابن قتيبة والأصبهاني، وابن رشيق وسواهم من كبار المصنفين.










    الصورة الفنية عند النابغة الذبياني




    للصورة الفنية مناهجها المتعددة، وأساليبها المختلفة، ونحن نلمسها عند الشعراء في تعبيرهم عن وجدانهم وأفكارهم، وإن كان استخدامهم لها يختلف من واحد لآخر، وقد أظهر هذا المؤلف الذي بين أيدينا خصوصية الصورة عند النابغة الذبياني، وتعني بها الصورة التي كان الشاعر يصفها ويبدعها عن طريق الخيال، وعن طريق ترتيبه للعناصر الجديدة التي يأتي بها.

    فمثلاً: صورة الأطلال وصورة المرأة في الشعر القديم يشترك فيها الشعراء جميعاً في عصر ما قبل الإسلام، ولكن كل شاعر يرتب صورة حسب خياله هو، وحسب عناصره التي يستمدها من حياته وبيئته التي يعيش فيها، ويتأثر بما حوله منها، مستخدماً في ذلك كل الأدوات والوسائل التي تعينه على إظهار مقدرته الفنية. ومن هنا يكون التباين والتمايز في تركيب الصورة الفنية عند الشعراء.





    Nwf.com: الصورة الفنية عند النابغة الذب: خالد محمد الزوا: أدبيات: كتب








    ديوان النابغة الذبياني




    يضم هذا الكتاب بين طياته ديوان النابغة الذبياني الشاعر الذي امتاز من بين شعراء الجاهلية بالمدح والاعتذار، فقد مدح ملوك غسّان، وملوك الحيرة بقصائد خلوتهم مدى الدهر. وللنابغة شعر كثير يفتخر به، وهو لا يفخر بقوته وبطشه في القتال،

    ولكنه يفخر بمكانته في قومه وعلو همته وقيمة مركزه، ولم يستخدم النابغة فن الهجاء للتكسب كما فعله غيره من الشعراء بل وردت في قصائده أبيات متناثرة يهجو فيها خصومه من الملوك أو من زعماء القبائل، وهو في هجائه متأدب عاقل، وقصائده في هجاء عامر وزرعة وسواهم تدل دلالة واضحة على أنه ذلك الشيخ الحكيم الذي ينصح خصمه أكثر من أن يحقّره.



    ومن الفنون الشعرية التي أجاد فيها النابغة الوصف، فقد وهب شدة الملاحظة ودقتها، وأغرم بالطبيعة فوصف كثيراً من المناظر والوحوش والطيور. ولم تَخلُ قصائده من التشبيب كعادة الشعراء الجاهليين، فهو يتغزل بصديقته ويذكر الديار والدراسة وما له من ذكريات فيها. وهو يصف المحبوبة كأنها الشمس.





    أما عمل المحققة في هذا الديوان فقد تمَّ باختيارها بعض النسخ المتواجدة، فوجدت أن بعضها يختلف عن الآخر، ووجدت أن هناك بعض القصائد في نسخة (ديوان النابغة صنعة ابن السكيت) فأضافتها إلى القصائد التي في الديوان، ورتبتها جميعاً على الأحرف الأبجدية وقوافي القصائد.



    وحرصت على أن تكون هذه النسخة شاملة ومشروحة شرحاً كاملاً ليتحقق من خلالها للقارئ الفائدة.






    شرح ديوان النابغة الذبياني




    الديوان الذي نقلب صفحاته هو للنابغة الذبياني الذي هو أحد فحول شعراء الجاهلية، ومن أعيانهم المذكورين.

    وقد ذهب بعض النقاد إلى أنه كان أحسن الناس ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وأجزلهم بيتاً، في غير تكلف ولا تفتت، حتى عدَّ في الطبقة الأولى بعد أمير شعراء العصر الجاهلي "امرئ القيس".


    وكان لا ينسج كلامه إلا على منوال الفصاحة، فيجيء شعره متين السبك، جيد الحبك، صافي الديباجة، واضح المعاني، وقد شهد له عمر بن الخطاب، وأبو الأسود الدؤلي، وحماد الراوية، والأخطل، وجميع صاغة الشعر العربي.


    والذبياني هو أحد شعراء المعلقات، وقد اشتهرت معلقته وعدّت من عيون الشعر لما اشتملت عليه من فنون الوصف والقصص والحكمة والأدب.

    وهي التي مدح بها النعمان بعدما جفاه ويعتذر إليه فيها، وكان بنو قريع قد وشوا به ورموه بالمتجردة. وقد جاءت في طيات هذا الكتاب ضمن المختارات التي حفل بها ديوان النابغة الذبياني.





    Nwf.com: شرح ديوان النابغة الذبياني: سيف الدين الكات: من التراث ال: كتب







    النابغه الذبياني ..




    يعتبر هذا الشاعر من ابلغ شعراء عصره واكثرهم حكمة في شعره وقد عاش في العصر الجاهلي وهو المصطلح الذي يطلق على مرحلة ما قبل الاسلام فقد تميز العرب في شبه الجزيره العربيه بهذا النوع من الفن الادبي واكثروا فيه من المعاني والبلاغه الشعريه وقد تفرد البعض منهم في اسلوب ونهج خاص تميز به عن أقرانه وبه اكتسب الشهره الواسعه والتي ما زالت مدويه الى يومنا هذا..


    فشاعرنا يعتبر من ابرز شعراء عصره واكثرهم شهرة في ادبه وقد عاش في بيئه لونت حياته وشعره بالكثير من المأثر الانسانيه خصوصا وانه قد تعرض الى الكثير من الامور الجسام التي ربما تشظت في شعره وقصائده المتنوعه وأخرجت نتاجا مؤثرا فما يعيشه الشاعر في بيئته من تحولات مختلفه يتحول الى شعرا .



    وقد ضربت شهرته كل بلاطات الملوك العرب في تلك الفتره وهي دولتان دولة المناذره المحاذيه للفرس ودوله الغساسنه المحاذيه للرومان في الشام وهي دول او ممالك كانت تحتمي بهذه الامبراطوريات وتعتبر من حلفاءها فقد تنقل شعره الى هذه القصور وسمعه الملوك واثنوا عليه لما فيه من روحية التغني وما يحمل من طباع العرب المشتركه كمبدأ التفاخر والثأر والكرم والذي هو ملازم للشخصيه العربيه ويتولد مع جينات افرادها.



    عاصر النابغه الذبياني الكثير من الحروب والغارات التي كانت تشن بين القبائل العربيه نفسها وتغنى ببطولات قبيلته ومملكته واثنى على القاده والملوك في عصره وكان لشعره الاثر الكبير في حسم المعارك وتغير نتيجتها فعملية التفاخر تدفع بالانسان وتجعله يقاتل بشراسه الرجال الاقوياء فربما يذكره شاعر في شعره وينتشر خبره بين القبيله وهذه سمه ربما ملازمه للانسان في تلك الفتره وربما ما زالت متعلقه بألبعض الى الان


    ومن ابرز الحروب التي عاشها هذا الشاعر هي حرب داحس وحرب الغبراء التي تذكر المصادر التاريخيه انها استمرت لمده اربعين عاما



    وكان من ابرز فرسانها عنتره بن شداد الرجل الاسطوره بالقوه والجلد والبطولات التي يستشهد بها فما ان ذكر عنتره الان الا تراود على اسماع المتلقي ذلك البطل الذي حمى قبيلته من خطر الاعداء وذلك الفارس الذي لا يشق له غبار وايضا تؤكد بعض المصادر ان النابغه الذبياني ولمكانته بين العرب بصوره عامه استغل شهرته للصلح وتلطيف الاجواء فكان رجلا مسموع الكلام محترم من قبل الملوك وهذه من الصفات الانسانيه التي امتاز بها هذا الشاعر وتدل على طبعه الاصيل وتربيته التي ربما لا تفرق بين الناس وقد اطلق لمكانته الكثير من الاسرى والسبايا من جميلات العرب وهذا يدل على ان شاعرنا لم يكن متعصبا كل التعصب ولم يكن اعمى في هذا الباب وهذا ما ميز شخصيته وحببها لدى متذوقيه في كل مكان فكان يعلم في داخله ان هذه الحروب والغارات التي تشن بين القبائل العربيه نفسها ماهي الا تراكمات الجهل والتعصب الذي لا جدوى منه ولا طائل فكان في هذا الباب كما اسلفنا أنسانيا لا يفرق بين قومه وأن تعددت العشائر وكثرت الممالك وربما كان ابعد من ذلك فربما كان انسانيا لا يفرق بين عرق او اخر وهو بذلك يعتبر احد فلاسفة عصره واكثرهم حكمه.



    ولكونه يمتلك هذا الحس المرهف والقبول لدى الجميع اكثر عليه بعض الحساد والمنافقين الذي ارادوا النيل منه والطعن به ..




    تؤكد المصادر التاريخيه التي نقلت لنا حياة هذا الرجل وتاريخه الكبير وشعره الذي ما زال يصدح الى الان ان اسمه هو زياد بن معاويه بن ضباب وكان من اشراف قبيلته وله رايه فيها وفي احدى الغزوات بين قبيلته وقبيله عربيه اخرى تم اخذ ابنته كأحدى السبايا او اسيره وعندما علم القائد الغساني النعمان بن وائل ان ابنه النابغه عنده في الاسر اطلق سراحها وسراح البقيه اكراما لابيها ولمكانته بين العرب وقال الملك لابنة النابغه والله لا احد منا اكرم من ابيك فلمكانته فنحن نطلق سراح الجميع اكراما له ..


    وقد مدحه النابغه في هذه الابيات .





    لعمري لنعم الحي صبح سربتا
    وابياتنا يوما بذات المراود
    فأب بأبكار وعون عقائل
    اوانس يحميها امرؤ غير زاهد
    يخططن بالعيدان في كل مقعد
    ويخبأن رمان الثدى النواهد ..


    اما لقبه النبغه فقد اتاه من وجوه كثيره قيل ان اللقب قد امتاز به بسبب شهره احد ابيات شعره الذي فيه يقول


    وحلت في بني القين من جسر
    فقد نبغت لنا منهم شئون


    ويقال ان اللقب ناله لانه تفرد عن اقرانه بفهمه لاصول الشعر ونباغته به ..


    أذن كانت لحياته على كثره الحروب التي شهدها حافله بألمجد الانساني وحافله بألكثير من المشاعر التي تحولت ال اشعار خالده ما زالت حديث المتذوقين وبلاغة لهم ..






  15. #30
    عروس ماسية
    تاريخ التسجيل
    11/06/2008
    الدولة
    أرض الله واسعة
    المشاركات
    10,413
    معنى نابغ في قاموس المعاني.

    نابغ ، نابغة - نَابِغٌ ، نَابِغَةٌ:

    جمع : نَوَابِغُ . [ ن ب غ ] .

    1 . " عَالِمٌ نَابِغَةٌ " : عَظِيمُ الشَّأْنِ فِي عِلْمِهِ ، ذُو مَكَانَةٍ فِي العِلْمِ . " نَابِغٌ فِي فَنِّهِ " .

    2 . " كَلِمَةٌ نَابِغَةٌ " : فَصِيحَةٌ .







    1. نابغة :



      اسم علم مؤنث ومذكر عربي ، والقدماء يخصونه بالمذكر ، لأن التاء فيه للمبالغة لا للتأنيث .
    معناه : المبدع ، المُجيد ، الكلمة الفصيحة ، الشاعر الفحل ، ومنه : النابغة الذيباني والنابغة الجعدي .









    نابغة . جمع : نوابغ .:



    1 - كلمة فصيحة . 2 - رجل عظيم الشأن . 3 - عبقري المبرز .







    نابِغة :




    جمع نابغات ونوابغُ :



    1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نبَغَ .



    2 - نابِغ ؛ مُبرِّز في علمه أو فنِّه ، ذو قدرة خلاّقة في العلوم أو الآداب ، أو الفنون ، موهوب ، مبدع ، والتاء للمبالغة " شاعر نابغة "



    • كلمة نابغة : بليغة ، فصيحة ، - هو نابغة زمانه

















    نابغ :




    اسم علم مذكر عربي ، من الفعل نبغَ : برزَ ، ظهر .



    معناه : المبدع ، المُجيد ، الفصيح ، العظيم الشأن . وما كان القدماء يسمون به .







    نابغ :




    جمع نابغون ونُبَغاءُ ونوابغُ ، مؤ نابغة ، جمع مؤ نابغات ونوابغُ :



    1 - اسم فاعل من نبَغَ .



    2 - مُبرِّز في علمه ، أو فنِّه ، ذو قدرةٍ خلاّقة في العلوم أو الآداب ، أو الفنون ، موهوب ، مبدع






    نبَغَ يَنبُغ ، نُبُوغًا ونَبْغًا ، فهو نابغ :




    • نبَغ الشّخصُ برع ، وأجاد " نبغ في فنِّه / الرياضيّات / العلم / في الكلام " .







    النَّابغُ - نَابغُ :




    النَّابغُ ، والنابِغَةُ : المُبَرّزُ في علمه أو فَنِّه .



    و النَّابغُ العظيمُ الشأن .



    ويقال : كلمة نابغة : بليغة فصيحة .




    وليلةٌ نابغيَّة : مَثَلٌ في ليلة الهْمِّ والأرَق ؛ وأصلُهُ أْنَّ النَّابغة قال في وصف ليلةٍ حين غضب النُّعمانُ عليه :






























    الخاتـمة





    هذا و أسأل الله أن يجعل لهذه الأمة الخير في شعرائها و استغلاله بطريقة صحيحة و نستغفر الله لنا و لكم سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبيه الأمين


    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الشماخ الذبياني
    بواسطة سمو داعية في المنتدى خيمة الشعر والشعراء
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28/09/2010, 11:38 PM
  2. ديوان النابغة الذبياني
    بواسطة ~الفراشة الجميلة~ في المنتدى المكتبة المقروءة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13/06/2010, 07:49 AM