لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ،****لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ
فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛*****والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ
نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً****سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري
رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ،*****والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ
فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ****حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ
بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها،****لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ
تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ،****لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري
و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ،****في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ
تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ***عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ
كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها،****من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ
أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ****إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ
ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري،****أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟
بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ،****فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ
إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ،****يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ
نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ،****يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ
إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني،*****وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ
و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ،****نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ
جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ****وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ
تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ****ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ
إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها،****تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ
كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ،****ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ
مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ،****من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ
مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له****نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ
سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ،****و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ
باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ****بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ
وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ،****مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ
حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ،****و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ
أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ،*****عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ
مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ،*****ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ
يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ،*****طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ
حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ،*****أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ
فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما*****كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ
فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ،*****شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ
ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ****بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ
وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ،*****من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ
وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به،*****يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ
حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ،*****وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ
انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ،*****يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ
فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها*****طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ
لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،****
وعنَ ترَبُّعِهِمْ في كلّ أصْفارِ
وقلتُ: يا قومُ، إن اللّيثَ مُنقَبِضٌ****
على براثنهِ ، للوثبة ِ الضاري
لا أعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها،****
كأنّ أبكارها نعاجُ دوارِ
ينْظرْنَ شزْراً إلى من جاء عن عُرُضٍ****
بأوجهٍ منكراتِ الرقّ ، أحرارِ
خَلَفَ العضاريطِ لا يوقَينَ فاحشة ً،****
مستمسكاتٍ بأقتابٍ وأكوارِ
يُذرينَ دمعاً، على الأشفار مُنحدراً،****
يأملنَ رحلة َ حصنٍ وابنِ سيارِ
إما عُصِيتُ، فإنّي غيرُ مُنفَلِتٍ****
مني اللصابُ ، فجنبا حرة ِ النارِ
أو أضعُ البيتَ في سوداءِ مظلمة ٍ ،****
تقيدُ العيرَ ، لا يسري بها الساري
تدافعُ الناسَ عنا ، حينَ نركبها ،****
من المظالمِ تدعى أمّ صبارِ
ساق الرفيداتِ من جوش ومن عظمٍ****
و ماشَ منْ رهطِ ربعيٍ وحجارِ
قَرْمَيْ قُضاعة َ حَلاً حَولَ حُجرته****
مَدّا عليهِ بسُلاّفٍ أنْفارِ
حتى استقلّ بجمعٍ ، لا كفاءَ له ،****
ينفي الوحوشَ عن الصحراءِ جرارِ
لا يَخفِضُ الرِّزّ عن أرضٍ ألَمّ بها؛****
ولا يَضِلُّ على مصباحِهِ السّاري
وعَيّرَتْني بَنُو ذُبيانَ خَشْيَتَهُ،****
وهل عليّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عَارِ؟
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،****
وزبّانَ، الذي لم يَرْعَ صِهْرِي
فإيّاكُمْ وَعُوراً دامياتٍ،****
كأن صِلاءَهُنّ صِلاءُ جَمْرِ
فإني قد أتاني ما صنعتمْ ،****
و ما وشحتمُ من شعرِ بدرِ
فلم يكُ نولكمُ أن تشفذوني ،****
و دوني عازبٌ وبلادُ حجرِ
فإنّ جوابها، في كلّ يومٍ،****
ألَمّ بأنْفُسٍ منكمْ، وَوَفْرِ
ومَنْ يَتَرَبّصِ الحَدَثانَ تَنزِلْ****
بمولاهُ عوانٌ ، غيرُ بكرِ
نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،
نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،****يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني****مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
أرأيتَ، يومَ عُكاظَ، حينَ لقِيتَني****تحتَ العَجاجِ، فما شَقَقتَ غُبارِي
إنّا اقتَسَمنْا خُطّتيَنْاَ بَيْنَنَا،****فحملتُ برة َ ، واحتملتَ فجارِ
فلتأتينكَ قصائدٌ ، وليدفعنْ****جيشٌ إليكَ قوادمَ الأكوارِ
رهطُ ابنِ كوزٍ أدراعهم ،****فيهمْ، ورهطُ ربيعة َ بنِ حُذارِ
ولِرَهْطِ حَرّابٍ وقَدٍّ سُورَة ٌ****في المَجدِ، ليسَ غُرابُهُم بمُطارِ
وبنو قُعَينٍ، لا مَحَالَة َ أنّهُمْ****آتوكَ ، غيرَ مقلمي الأظفارِ
سَهِكِينَ مِن صَدإ الحديدِ كأنّهم،****تحتَ السنورِ ، جنة ُ البقارِ
وبنُو سُواءَة َ زائرُوكَ بوفِدِهِمْ****جيشاً، يَقودُهُمُ أبو المِظفارِ
وبنو جَذيمَة َ حَيّ صِدْقٍ، سادة ٌ،****غلبوا على خبتٍ إلى تعشارِ
متكنفي جنبيْ عكاظَ كليهما ،****وُفُراً، غَداة َ الرّوعِ والإنفار
و الغاضريونَ ، الذينَ تحملوا ،****بِلِوائِهِمْ، سَيراً لِدارِ قَرارِ
تَمشي بهمْ أُدْمٌ، كأنّ رِحالَها****عَلَقٌ هُرِيقَ على مُتُونِ صُوارِ
شُعَبُ العِلافيّاتِ بين فُرُوجِهِمْ،****و المحصناتُ عوازبُ الأطهارِ
بُرُزُ الأكفّ من الخِدامِ، خوارجٌ،****منْ فرجِ كلّ وصيلة ٍ وإزارِ
شُمُسٌ، مَوَانعٌ كلّ ليلة ِ حُرّة ٍ،****يُخْلِفْنَ ظَنّ الفاحِشِ المِغْيارِ
جَمْعاً، يَظَلّ به الفضاءُ مُعَضِّلاً،****يَدَعُ الإكامَ كأنّهنّ صَحاري
لم يحرموا حسنَ الغذاءِ ، وأمهمْ****طفحتْ عليكَ بناتقٍ مذكارِ
حَولي بَنُو دُودانَ لا يَعصُونَني،****وبنَو بَغيضٍ، كلّهُمْ أنصارِي
زيدُ بنُ زيدٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ،****و على كنيبٍ مالكُ بنُ حمارِ
و على الرميشة ِ ، من سكينٍ ، حاضرٌ ؛***و على الثينة ِ من بني سيارِ
فيهمْ بناتُ العسجديّ ولاحقٍ ،****ورقاً مراكلها منَ المضمارِ
يَتَحَلّبُ اليَعضيدُ مِنْ أشداقِها،****صُفراً مناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ
تشلى توابعها إلى ألافها ،****خَبَبَ السّباعِ الوُلّهِ، الأبكارِ
إتّ الرميشة َ مانعٌ أرماحنا****ما كانَ مِنْ سَحَمٍ بها، وصَفارِ
فأصَبْنَ أبْكاراً، وهُنّ بإمّة ٍ،****أعْجَلْنَهُنّ مَظِنّة َ الإعْذارِ
كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،
كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،****
وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا
أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها،****
وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا
تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها،****
و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟
ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ****
على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا
و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ،****
يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا
ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا،****
و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا
لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً****
و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا
وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ****
جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا
رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ،****
وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا
و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ،****
ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا
فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً،****
و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا
فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ****
تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا
سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ،****
وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا
و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ،****
تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا
تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ،****
وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا
حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي،****
و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا
أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ****
غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا :
ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ،****
فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا
و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ،****
على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا
و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ،****
وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا
فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ،****
وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا
لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ
لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ****
يُريدُ بني حُنّ، ببُرقَة ِ صادِرِ
تجنبْ بني حنّ ، فإنّ لقاءهمْ****
كريهٌ، وإنْ لم تَلقَ إلاّ بصابِرِ
عِظامُ اللُّهى َ، أوْلادُ عُذْرَة َ إنّهُمْ****
لهاميمُ ، يستلهونها بالحناجرِ
و همْ منعوا وادي القرى من عدوهم****
بجمعٍ مبيرٍ للعدوّ المكاثرِ
منَ الوارداتِ الماءِ بالقاعِ تستقي****
بأعجازها ، قبلَ استقاءِ الخناجرِ
بُزاخِيّة ٍ ألْوَتْ بلِيفٍ، كأنّهُ****
عفاءُ قلاصٍ ، طارَ عنها ، تواجرُ
صغارِ النوى مكنوزة ٍ ليسَ قشرها،****
إذا طارَ قِشرُ التَّمْرِ، عنها بطائِرِ
هُمُ طَرَدوا عَنها بَلِيّاً، فأصبْحتْ****
بَلِيُّ بوادٍ، من تِهامة َ، غائِرِ
و هم منعوها من قضاعة َ كلها ،****
و من مضرَ الحمراءِ ، عند التغاورِ
و هم قتلوا الطائيَّ بالحجر ، عنوة ً****
أبا جابرٍ، واستَنكَحوا أُمَّ جابرِ
http://go.3roos.com/h6y753mzv6n