وجه عروة هذه القصيدة الى امرأته لتكف عن لومه ومنعه من ارتياد المخاطر والخروج في الغارات فرد عليه ردا بليغا وأخذ يرسم سياسة الصعاليك وصفات الصعلوك الحر الشجاع الذي يخشاه الناس في غيابه وحضوره
أقلي علي اللوم يا ابنة منذر **** ونامي فان لم تشتهي النوم فاسهري
ذريني ونفسي ام حسان انني **** بها قبل الا أملك البيع مشتري
احاديث تبقى والفتى غيرخالد **** اذا هو امسى هامة تحت صبر
تجاوب احجار الكناس وتشتكي **** الى كل معروف تراه ومنكر
ذريني اطوففي البلاد لعلني **** أخليك او أغنيك عن سوء محضر
فان فاز سهم المنية لم أكن **** جزوعا وهل عن ذلك بمتأخر
وان فاز سهمي كفكم عن مقاعد لكم **** خلف أدبار البيوت ومنظر
تقول: لك الويلات هل انت تارك **** ضبوءا برجل تارة وبمنسر
ومستثبت في مالك العام انني **** أراك ع اقتاد صرماء مذكر
فجوع بها للصالحين مزلة **** مخوف رداها ان تصيبك فاحذر
أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة **** ومن كل سوداء المعاصم تعتري
ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى **** له مدفعا فاقني حياءك واصبري
لحى الله صعلوكا اذا جن ليله **** مضى في الماشا آنفا كل مجزر
يعد الغنى من دهره كل ليلة **** أصاب قراها من صديق ميسر
قليل التماس المال الا لنفسه **** اذا هو أضحى كالعريش المحسر
ينام عاء ثم يصبح قاعدا **** يحت الحمى عن جنبه المتعفر
يعين نساء الحي ما يستعنه **** ويمسي طليحا كالبعير المحسر
ولله صعلوكا صفيحة وجهه **** كضوء شهاب القابس المتنور
مطلا على أعدائه يزجرونه **** بساحتهم زجر المنيح المشهر
وان بعدوا لا يأمنون اقترابه **** تشوف أهل الغاءب المنتظر
فذلك ان يلق المنية يلقها **** حميدا وان يستغن يوما فأجدر
أتهلك معتم وزيد ولم أقم **** على ندب ولي نفس مخطر
سيفزع بعد اليأس من لايخافنا **** كواسع في أخرى السوام المنفر
نطاعن عنها اول القوم بالقنا **** وبيض خفاف وقعهن مشهر
فيوما على غارات نجد وأهله **** ويوما بأرض ذات شت وعرعر
يناقلن بالشمط الكرام اولي النهى **** نقاب الحجاز في السريع المسير
يريح عليا الليل ضياف ماجد **** كريم ومالي سارحا مال مقتر